عندما ترتفع أسعار البنزين في محطات الوقود تتزايد أبخرة الغضب في الجو. ما علينا هنا سوي أن ننظر للهجمات التي شنها المرشحون ##الجمهوريون## مؤخرا علي أوباما لأن سعر ##الجالون## من البنزين قد تجاوز 4 دولارات في بعض أجزاء الولايات المتحدة, كي ندرك هذا الأمر.
فأوباما ليس مسؤولا فقط عن ارتفاع أسعار البنزين, وإنما هو حسب بعض هؤلاء المرشحين, يشعر بسعادة غامرة لذلك. فكما قال ##ميت رومني## المرشح ##الجمهوري## لانتخابات الرئاسة القادمة الأسبوع الماضي في مقابلة مع محطة ##فوكس نيوز##: ليس هناك من يستطيع أن ينكر أن أوباما عندما ترشح لمنصب رئيس الجمهورية قد قال إنه يريد أن يري أسعار البنزين وقد ارتفعت##.
هناك بالطبع بعض الملاحظات علي التصريح الذي أدلي به ##رومني##: الملاحظة الأولي هي أنه زائف. لأن أوباما لم يقل ذلك أبدا, وإن كان وزيره لشئون الطاقة ##ستيفن شو## قد قال ذات مرة – عندما كان أستاذا جامعيا- إن ارتفاع أسعار البنزين سيكون أمرا جيدا فيما يتعلق بالمحافظة علي البيئة.
الملاحظة الثانية: أن سياسات أوباما في مجال الطاقة لم تؤد إلي تقليل كميات الوقود التي تزود بها الأسواق, ولم تؤد بالتالي إلي رفع أسعار البنزين في محطات الوقود. ويكفي أن نعرف هنا أن إنتاج الولايات المتحدة من النفط قد وصل إلي أعلي معدل له منذ عام .2003
وصحيح أيضا أن أوباما لم يفتح المزيد من الأراضي الفيدرالية أمام نشاط شركات التنقيب عن النفط كما تريد صناعة الطاقة, إلا أننا يجب أن نعرف أنه حتي لو فعل ذلك, فإنه لن يؤدي إلي تخفيض أسعار البنزين في المدي القصير.
ثالثا, وهو الأهم علي الإطلاق, إن الرئيس ليس هو الشخص الذي يحدد أسعار البنزين وإنما الذي يفعل ذلك هو السوق العالمية. فعلي مدي طويل ارتفعت أسعار النفط الخام نتيجة لزيادة الطلب الناتج عن زيادة الحاجة لهذه المادة الثمينة من قبل الدول الصاعدة كالصين علي سبيل المثال التي ضاعفت استهلاكها من النفط خلال العقد الأخير وفي طريقها لمضاعفته مرة ثانية. وفي المدي القصير تم دفع أسعار النفط للأعلي بسبب الحروب وشائعات الحروب في الشرق الأوسط بما في ذلك المخاوف المتصاعدة من أن تؤدي المواجهة المتفاقمة مع إيران إلي تعطيل إمدادات وشحنات النفط من منطقة الخليج العربي للعالم الخارجي.
فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن معظم الأمريكيين لا يلومون أوباما علي ارتفاع أسعار البنزين وإن كانوا قد أعربوا عن رغبتهم في قيامه بشيء ما من أجل حل تلك المشكلة. وقال معظم المستطلعة آراؤهم أنهم يؤيدون موقف ##الجمهوريين## المطالب بزيادة إنتاج النفط, ولكنهم يؤيدون في الآن ذاته رغبة ##الديموقراطيين## في تحقيق المزيد من المحافظة علي البيئة, ورفع كفاءة استخدام الطاقة, وصب المزيد من الاستثمارات في مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
هل هناك أي شيء يمكن للرئيس القيام به للتأثير علي أسعار البنزين في المدي الطويل. نعم هناك هذا الشيء كما أخبرني بذلك ##ديفيد جيه فيكتور## أستاذ الطاقة بجامعة كاليفورنيا- سان دييجو وهو## الإبتكار##, فحسب قوله فإن ##الابتكار علي المدي الطويل علي جانبي الطلب والعرض هو الذي يمكن أن يحدث الفارق##.
##إم.سي.تي إنترناشيونال##