في لقائه بجمهور صالون “الجنوب الثقافي” بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، اعتبر الكاتب والمفكر السياسي والاقتصادي، جلال أمين، أن المذبحة التي شهدتها بورسعيد في الأسبوع الماضي تمثل قمة الغموض
في لقائه بجمهور صالون “الجنوب الثقافي” بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، اعتبر الكاتب والمفكر السياسي والاقتصادي، جلال أمين، أن المذبحة التي شهدتها بورسعيد في الأسبوع الماضي تمثل قمة الغموض الذي نعيشه، حيث يصعب تفسيرها أو التعرف على الأطراف الفاعلة فيها والأهداف التي ترمي إليها، مشيرا إلى أن غموض التفسير يعد مصدر قوة للحاكم.
ودار اللقاء الذي رتبته أمانة جنوب القاهرة بالحزب حول “ماذا حدث للثورة المصرية”، وهو عنوان أحدث كتب جلال أمين، والذي يقدم عرضا للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي سبقت الثورة، ودفعت الشعب إليها، ويطرح فيه جوانب الأمل التي يحملها الوضع الراهن، وجوانب القلق التي ينطوي عليها.
يرى أمين أن الهزيمة والغلاء وانسداد المستقبل، هي العوامل التي أدت لقيام الثورة، ومنها أيضا يبدأ الحل من خلال إصلاح للاقتصاد وإعطاء الفرص للشباب، وهو ما سيؤدي تدريجيا للخروج من وضع الهزيمة، مؤكدا أن الوضع الحالي لا يشير لسقوط النظام في أي مجال، خاصة وأن مبارك كان في النهاية يحكم من خلال المجموعات المحيطة به، وبالتالي فسقوطه وحده لا يعني تغير النظام.
وطرح صاحب الكتاب الشهير “ماذا حدث للمصريين”، تساؤلات حول حدود العلاقة بين الإخوان والعسكر وأمريكا؟ وما المدى الذي يمكن ان يذهب إليه الإخوان لإرضاء الولايات المتحدة ومتطلباتها من الإدارة المصرية في المرحلة المقبلة”، موضحا أن هناك تفاعلات لا يظهر منها سوى السطح، بينما معرفة المعطيات جزء أساسي من وضع تصور حول الخروج منه.
“من الضروري أن نعرف موقف العالم منا، من يقف معنا ومن سيساعدنا، خاصة وأن هناك عالم تعاد صياغته في الوقت الحالي، وخريطة القوى الاقتصادية فيه تتغير بشكل متسارع”، ومن الطبيعي ان يكون لدى أطرافه تصورات للدور المطلوب من مصر في هذا الجزء المهم من العالم.
ويرى أمين أن مصر أعادت اكتشاف نفسها في الثورة التي كشفت عن كثير من الأمور المهمة، “لم نكن نعرف أن الشباب لدينا مختلف بهذا الشكل وأن المرأة المصرية الجديدة صارت بهذه القوة وان العلاقة بين المسلمين والأقباط يمكن ان تكون جيدة بالدرجة التي ظهرت عليها خلال الثورة”.
واعتبر جلال أمين أن التيار الديني الذي حظي بتأييد سياسي كبير مؤخرا ليس عميقا، لأن أسبابه اقتصادية، وفضل استخدام تعبير “الشعوذة” في وصف بعض اتجاهات هذا التيار، بدلا من اعتباره نوعا من التطرف، “فالتطرف قد يكون في موقف مبني على حق، أما يفعله هذا التيار فهو استخدام الحق لخدمة الباطل”.
وألح الجمهور في السؤال خلال مناقشتهم للكاتب حول طريقة الخروج من المأزق الحالي ، فأكد جلال أمين أنه من المهم جدا أن يجلس الثوار معا، وخاصة الشباب، لبلورة أفكارهم، لأنه على مدى العام الماضي لم تتح لهم الفرصة لذلك مع ضغط الأحداث، لكنهم يجب أن يبدؤوا، مشيرا إلى أنه في نهاية الأمر لا يوجد حاكم يترك مكانه طواعية.
—
س.س