تظل النكتة هى سلاح المصريين القوى ضد أى طاغية أو ديكتاتور يسود فى حياتهم ، ولهذا انطلقت النكت فور طغيان الإخوان والسلفيين وتحقيقهم الأغلبية فى الانتخابات البرلمانية، وهى نكت تفوق الحصر وعندما تم الاتفاق على الدكتور سعد الكتاتنى رئيسا للبرلمان. ردد المصريون فى ذكاء لغوى عميق نكتة تقول ( الثورة التى بدأت بكنتاكى انتهت بكتاتنى ).وكان آخر تجلى لفكاهة المصريين ما تردد حول وجود فيلم نادر للكوميديان الراحل اسماعيل يس بعنوان “اسماعيل يس فى الإخوان” . وعندما صدق البعض وجود الفيلم تم نسج قصة لذلك قيل أن جمال عبد الناصر عندما انقلب على الإخوان فى أزمة عام 1965 أراد اسماعيل يس السخرية من الجماعة المغضوب عليها من النظام حيث كثير ما استخدم عبد الناصر الفن فى خدمة أهدافه وأفكاره السياسية ولعل بعض أغانى عبد الحليم حافظ تحتوى على ترجمة غنائية لخطب ناصر . وكذلك كان فيلم بورسعيد بطولة فريد شوقى ترجمة لرغبة عبد الناصر فى توثيق معركة العدوان الثلاثى وتصدى مدينة بورسعيد له عام 1956. وكذلك منح لقب الناصر لصلاح الدين فى فيلم يوسف شاهين لدمج بطولات صلاح الدين مع شخصية عبد الناصر. وتم استخدام شعبية اسماعيل يس فى تقديم سلسلة أفلام تحبب تطوع المصريين فى الجيش وتشيد بأسلحته وقواته المختلفة من ذلك “اسماعيل يس فى الجيش و..فى الطيران وفى الأسطول الخ” وكذلك لتاريخ فكرة الوحدة مع سوريا بفيلم “اسماعيل يس فى دمشق” .
وجدت قصة فيلم اسماعيل يس فى الإخوان مصداقية عالية وتم البحث عن الفيلم على محرك جوجل من قبل 28 ألف شخص – حتى الآن – والذين فؤجئوا بوجود تجميع لمشاهدين من فيلمين لاسماعيل يس تم توظيفيهم للسخرية من فكر جماعة الإخوان .المشهد الأول ماخوذ من فيلم ( المجانين فى نعيم ) ويجمع بين سمعه وتوفيق الدقن الذى يدعى أنه صاحب شركة الفضاء الخارجى ويطالب من سمعه الباحث عن العمل أن يطيعه فى كل شئ ويطلب منه أن يكون سلس القيادة كتوم مطيع ( نظام لا تناقش ولا تجادل يا اخ سمعه )البدنجان أحلى من التفاح .أما المشهد الثانى فمأخوذ من فيلم لم استطع التعرف عليه ويتم فيه السخرية من جريدة الإخوان الحرية والعدالة التى لا توزع وتهاجم الثوار باستمرار وليس لها شعبية حيث يكشف المشهد عن إسماعيل فى دور صاحب جريدة يرجع مرتجعها 4000 نسخة فى حين أنه طبع منها 2000 نسخة فقط.
أى أنه لا يوجد بالفعل فيلم بعنوان “اسماعيل يس فى الإخوان” ولكنها حيلة وشقاوة مصرية خالصة تجعلنا نستطيع أن نعيش كما قال المتنبى منذ مئات السنين فى مصر كثير من المضحكات لكنه ضحك كالبكاء.
إ س