اضطرتني الظروف الأسبوع الماضي للسفر إلي الإسكندرية عبر الطريق الصحراوي.. وكانت الأخبار تؤكد علي استعادة الأمن عبر هذه الطرق.
إلا أن ما شاهدته علي طول الطريق ذهابا إلي الإسكندرية وحتي وصول بوابتها أنه ليس هناك فرد أمن واحد بطول الطريق ولم تصادفنا لجنة مرورية واحدة!!
الأمر المثير للدهشة أن هناك باعة مصطفين بكثرة علي جانبي الصحراوي, يعرضون بضاعة غريبة ظننتها في البداية عكازات للمرضي وتساءلت في داخلي: ألهذا الحد أصبح لدينا من العجزة من نبيع لهم كل هذه العكازات وعلي الطريق الصحراوي؟!.. وعندما اتضحت المعالم عندما اقتربت السيارة من الباعة فإذا بها عبارة عن شوم وعصي عادية ومكهربة وصاعقة!!.. وبدت علامات تعجب غريبة علي من حولي الذين راوا أنها أدوات باتت مهمة في الدفاع عن النفس في هذه الظروف !!.. إلا أنني رأيتها من زاوية المساعدة علي أعمال الاعتداء والبلطجة وتوفير أدواتها بسهولة لمريدي ترويع المواطنين.
الحق يقال إنه في طريق العودة من الإسكندرية عبر الصحراوي ذاته في اليوم التالي لاحظنا تناثرا لبعض رجال الأمن وصادفتنا لجنة مرورية وأذاعت الأخبار أن الأمن تمكن من القبض في الطريق الصحراوي علي رجل بحوزته ألفي طلقة نارية بصدد بيعها في السوق المحلية.
…وبعد وصولنا لبوابة القاهرة وتجاوزها قليلا وجدنا عددا ليس بقليل من صبية يشيرون إلي أفواههم بما يعني أنهم يريدون طعاما ليأكلوا.. لم يكن إيقاع حركتهم استجداء ولا استعطافا ولا تسولا وإنما أقرب إلي محاولة الاقتحام والتعدي علي السيارات وركابها, مما استدعي الحاجة إلي باعة الشوم والعصي المكهربة!!.. تكرر المشهد عدة مرات عبر الطريق من رجال ونساء حاملات أطفالا رضع كما لو كنا علي حافة ثورة جياع تغذي نيران أعمال البلطجة ولكنها لا تحتاج إلي الشوم والعصا الصاعقة لمواجهتها ولكن إلي تعجيل إيقاع العمل المثمر علي أرض الواقع من مجلس الشعب لمواجهة البلطجة وللاهتمام باحتياجات الغلابة.
نادية…