أرسل الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي، برسائل لأعضاء اللجنة الرباعية الدولية، يدين فيها قيام الحكومة الإسرائيلية بتسريب بعض المعلومات عن
أرسل الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” رئيس الوفد الفلسطيني لمفاوضات الوضع النهائي، برسائل لأعضاء اللجنة الرباعية الدولية، يدين فيها قيام الحكومة الإسرائيلية بتسريب بعض المعلومات عن اللقاءات التي تمت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمان.
وأكد عريقات أن ما عرضته الحكومة الإسرائيلية على وسائل الإعلام يعتبر أنصاف حقائق وليس الحقيقة الكاملة، وأنها تستخدم ذلك لأغراض العلاقات العامة علما بأن هناك تعهدا من الجانبين للحفاظ على السرية التامة لهذه المحادثات.
وكانت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ذكرت أن مسئولا سياسيا إسرائيلي رفيع المستوى قال في إيجاز للصحفيين الإسرائيليين، إن المحادثات الاستكشافية التي جرت الشهر الماضي في عمان بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية برعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وممثلي اللجنة الرباعية الدولية انتهت، ولا احتمال لاستئنافها في الأفق المنظور، في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية بين السلطة وحركة حماس في الدوحة قبل أسبوعين.
وكشف المصدر أن الاقتراح الإسرائيلي الذي قدمه المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية اسحق مولخو(والمساعد الرئيسي لنتانياهو) لرئيس الوفد الفلسطيني صائب عريقات في شأن تسوية مسألة الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، “شبيه إلى حد كبير” بالاقتراح الذي قدمته وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني في مؤتمر أنديانابوليس أواخر عام 2007.
وأضاف أن الرئيس محمود عباس “يتهرب من المفاوضات مع إسرائيل منذ ثلاثة أعوام، وها هو يتهرب منها (محادثات عمان) مرة أخرى”. مشيرا إلى أن إسرائيل “كان لديها الاستعداد لتقديم مبادرات حسن نية وطرحنا حزمة شاملة، لكن الفلسطينيين رفضوها بكل بساطة”. مشير إلى أن “جهات دولية كثيرة تدرك أننا لم نفشل المحادثات، ويمكن استنتاج ذلك أيضاً من صمت الأردنيين الذين لم يتهموا إسرائيل بأي شيء”.
يذكر أن إسرائيل ذهبت أصلا إلى محادثات عمان لتتفادى تحميلها مسئولية عرقلة استئناف المفاوضات، ما سيستدعي بالتالي مبادرة دولية للتسوية خشيت أن تقوم “الرباعية” بفرضها. وها هي الآن شرعت في الترويج بأن تهمة تعثر المفاوضات مع السلطة ملقاة على كاهل الأخيرة.
وفي تفاصيل “محادثات عمان”، كما نقلتها “هآرتس” عن المصدر الإسرائيلي، فإن مولخو قدم لعريقات في الجولة الخامسة والأخيرة من المحادثات الاستكشافية في 25 من الشهر الماضي “المواقف الأولية” لرئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بشأن مسألة الحدود مع الدولة الفلسطينية تضمنت عددا من المبادئ، أبرزها بالنسبة للمواقف الأولية لإسرائيل:
– يتم رسم الحدود على نحو يضمن بقاء أكبر عدد من الإسرائيليين (المستوطنين) الذين يعيشون اليوم في الضفة الغربية، وأقل ما يمكن من الفلسطينيين من هذه المنطقة، في المناطق التي ستخضع لسيادة دولة إسرائيل.
– تضم إسرائيل إلى حدودها الكتل الاستيطانية الكبرى، لكن مولخو لم يخض في التفاصيل، ولم يعط تعريفاً لهذه التكتلات الكبرى.
– يجب حل مسألتي الحدود والأمن المتعلقتين بالضفة أولا، ثم الانتقال لبحثهما في كل ما يتعلق بالقدس.
– تحتفظ إسرائيل بوجود عسكري لفترة زمنية معينة في غور الأردن المحتل، إلا أن مولخو لم يشرح طبيعة هذا الوجود ولم يحدد المدة الزمنية، علما أن إسرائيل سبق أن أعلنت أنها تريد إبقاء جيشها في الغور بداعي حماية حدودها مع الأردن وفلسطين من تسلل جهات معادية.
وتناول المفاوضان مسألة مستقبل المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. وطبقا لما فهمه المراسل السياسي للصحيفة الإسرائيلية من المسئول الإسرائيلي، فإن الموقف الأولي لنتانياهو يقضي بأن قسما من المستوطنات سيبقى في محيط الدولة الفلسطينية ولا يتم إخلاؤه. من جهته، فضل عريقات عدم التعقيب على هذه الفكرة ووعد برد “لم نتلقاه إلى اليوم”. وأضاف المراسل أن اقتراح مولخو عن مستقبل المستوطنات لا يختلف كثيراً عما طرحته ليفني في المفاوضات مع الفلسطينيين التي أعقبت مؤتمر أنديانابوليس قبل أربعة أعوام، ويقوم على انسحاب إسرائيل من 90% على الأقل من مساحة الضفة، من دون استبعاد إبقاء مستوطنات داخل الضفة، شرق الجدار الفاصل، ضمن الدولة الفلسطينية.