قال الرب يسوع بفمه الطاهر:ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء.ابن الإنسان الذي هو في السماء(يو3:13).وهذا معناه أن الرب يسوع,الإله
قال الرب يسوع بفمه الطاهر:ليس أحد صعد إلي السماء إلا الذي نزل من السماء.ابن الإنسان الذي هو في السماء(يو3:13).
وهذا معناه أن الرب يسوع,الإله المتجسد,هو فوق المكان,لأنه بطبيعة لاهوته المتحد بناسوته,هو في كل مكان وتعالوا ندرس هذه الآية…
السموات في المسيحية
تؤمن المسيحية بثلاث سموات,وفوقها سماء السموات…
السماء الأولي
هي سماء الطيور والجلد…وفي هذا يقول الكتاب:انظروا إلي طيور السماء(مت6:26)…يقصد الجلد المحيط بالأرض,والذي تطير فيه الطيور بأنواعها.
السماء الثانية
هي سماء الأفلاك كقول الكتاب:السماوات تحدث بمجد الله,والفلك يخبر بعمل يديه(مز19:1)…وهي سماء شاسعة جدا فيها عدد ضخم من المجرات,والمجرة فيها عدد هائل من النجوم وغيرها.
السماء الثالثة
هي سماء الفردوس,كقول معلمنا بولس الرسول عندما أصعد إليها:أعرف إنسانا في المسيح(يقصد نفسه),قبل أربع عشرة سنة.أفي الجسد؟لست أعلم,أم خارج الجسد؟لست أعلم.الله يعلم احتطف هذا إلي السماء الثالثة.وأعرف هذا الإنسان:أفي الجسد أم خارج الجسد؟لست أعلم.الله يعلم.أنه اختطف إلي الفردوس,وسمع كلمات لا ينطق بها,ولايسوغ لإنسان أن يتكلم بها(1كو12:1-4).
وفي هذه الآيات نري مايلي:
1-أن القديس بولس الرسول لم يذكر اسمه اتضاعا,ولكنه كان يقصد نفسه.
2-أنه اختطف إلي السماء الثالثة(الفردوس) مكان انتظار الأرواح البارة.
3-لم يعرف أكان في الجسد أم خارج الجسد,بمعني أنها كانت رؤيا خارقة للزمان والمكان والإحساس الجسدي…وغالبا-كما يري البعض-كانت عندما أجري معجزة شفاء أعرج لسترة,وكان مع برنابا,وبدأ أهل لسترة يقولون:إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا.فكانوا يدعون برنابا زفس وبولس هرمس إذ كان هو(بولس) المتقدم في الكلام.فأتي كاهن زفس….بثيران…وكان يريد أن يذبح…فمزق الرسولان ثيابهما قائلين:لماذا تفعلون هذا؟نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم,نبشركم أن ترجعوا عن هذه الأباطيل إلي الإله الحي…وبعد أن آمن الكثيرون من أهل لسترة أتي يهود…وأقنعوا الجموع,فرجموا بولس وجروه خارج المدينة,ظانين أنه قد مات…لكنه قام ودخل المدينة,وفي الغد خرج مع برنابا إلي دربة,فبشرا…وتلمذا كثيرين(أع14:11-21).
بقوا بعض المفسرين:إن هذه كانت اللحظة التي فارقت فيها نفس بولس جسده,ورأت الفردوس,ثم أعادها الرب إلي جسده فقام!
وهو الذي قال أيضا:في الميتات مرارا كثيرة(2كو11:23).
وربما هذا ما خبرنا عنه حين قال:كنت أصلي في الهيكل,أني حصلت في غيبة,فرأيته….(أع22:17-18) ومعروف أنه رأي الرب يسوع كثيرا,سواء في ظهوره له ليدعوه إليه(أع9:1-22),أو حينما كانت السفينة التي أقلته مع كثير من السجناء,توشك علي الغرق…وقف بي هذه الليلة ملاك الإله الذي أنا له والذي أعبده,قائلا:لاتخف يابولس.ينبغي لك أن تقف أمام قيصر.وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك(أع27:23-24).
4-عندما عاد الرسول من رؤياه,لم يشرح لنا ماذا رأي في الفردوس,لأن هذا لايمكن أن يعبر عنه فكر جسدي,أو نظرة بشرية,أو عبارات متاحة…أليس هذا وعد الرب لنا:ما لم تر عين,ولم تسمع أذن,ولم يخطر علي بال إنسان:ما أعده الله للذين يحبونه(1كو2:9).
هذه هي السماء الثالثة التي ذهب إليها أحباؤنا الذين رقدوا في الرب,ليشاركوا جميع القديسين والقديسات,أفراح اللقاء الإلهي مع الرب والملائكة في الفردوس لهذا قال الرسول:لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح,ذاك أفضل جدا(في1:23).
سماء السموات
بعد أفراح الفردوس,المؤقتة وغير الكاملة,بمعني أنها لن تستمر إلي الأبد,بل فقط إلي يوم القيامة العامة….وهي ليست كاملة لأنها تشمل الروح فقط,أما الجسد فيرقد هادئا في التراب إلي يوم القيامة.وفي هذا اليوم المجيد يوم مجئ المسيح الثاني,والقيامة العامة,يقوم المفديون بأجساد نورانية شبيهة بجسد القيامة النوراني,الذي قام به السيد المسيح من الأموات…غير أن السيد المسيح:
-قام بذاته….. -وقام بجسد نوراني…. -وقام ولم يمت,ولن يموت إلي الأبد.
هؤلاء المفديون سوف يقومون عند مجئ الرب علي السحاب,حينما يجئ بهتاف,بصوت رئيس ملائكة وبوق الله,سوف ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولا.ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء,وهكذا نكون كل حين مع الرب(1تس4:16-17).
وهذا نفس ما أكده لنا الرسول بولس في إصحاح القيامة الممتع(1كو15),حينما قال:هوذا سر أقوله لكم:لا نرقد كلنا,ولكننا كلنا نتغير,في لحظة في طرفة عين,عند البوق الأخير.فإنه سيبوق,فيقام الأموات عديمي فساد,ونحن نتغير…حينئذ تصير الكلمة المكتوبة:ابتلع الموت إلي غلبة.أين شوكتك ياموت؟أين غلبتك يا هاوية؟(1كو15:51-55).(يتبع)