عاش الاستاذ الدكتور السيد عبده سليم عميد كلية التربية النوعية جامعة كفرالشيخ والحائز على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون طفولته فى قرية ابشان مركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ وهى
عاش الاستاذ الدكتور السيد عبده سليم عميد كلية التربية النوعية جامعة كفرالشيخ والحائز على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون طفولته فى قرية ابشان مركز بيلا بمحافظة كفرالشيخ وهى قرية ريفية ذات طبيعة ملهمة ومنذ نعومة اظافره اتخذ لنفسة موقعا بعيدا عن اعين الاطفال ليشكل من طين الارض دمى واشكال معبرة عن واقع يعيش فيه ومستقبل يسعى اليه من خلال حبه الجارف للفن التشكيلى رغم ان الاهل كانوا يعملون بفلاحة الارض وكانت الدراسة على لمبة جاز واعجابه بالصور فى كتب المدرسة كانت تشغل فكرة ووجدانه فازداد شغفا بفن الرسم ومحاكاة الطبيعة على وريقات صغيرة احتفظ بها على جدران حجرتة التى كان يشاركه فيها بعض افراد عائلته اما الوالد كان فلاحا ويستشيره الفلاحون فى كل مايخص الارض فكان يؤمه كل اهل القرية للمشوره حول مازرعوه فى الارض وكان فلاح فنان بفأسة يشكل لوحة على الارض وحبه للزرع كان شديد ويقول الفنان الدكتور السيد عبده سليم عن والده :علمنى حب الارض مما دفعنى الى شراء قطعة ارض كبيرة فى الصحراء اعتنيت بها وحولتها من صحراء جرداء الى جنة وارفة الظلال وكنت منذ الصغر اصنع لعبتى بيدى من الطين فاصنع بقرة وشجرة وجرار وتحول لعب الاولاد الى استهواء وفى مراحل الدراسة كان الرسم المادة المحببة لنفسى حتى ان المدرسين كانوا يستعينوا بى فى رسم اللوحات للمواد الدراسية فى مراحل التعليم الاعدادى والثانوى وكان للاستاذ ادور مدرس التربية الفنية فى المرحلة الثانوية دور فى ثقل هوايتى وارشدنى الى امتحان قدرات كلية الفنون الجميلة وخالفت الوالد فى رغبتة للالتحاق بكلية الشرطة او الطب والتحقت بكلية الفنون الجميلة جامعة الاسكندرية واول اسبوع ذهبت الى الكلية وانتابنى الخوف من دخولها لان من يدخلها الطبقات الاورستقراطية وكل طالب يمتلك سياره وظليت اذهب الى الكليه وانظر من بعيد ثم انصرف الى ان اخذ بيدى احد الزملاء الى داخل الكلية وهو الان عميد كليه الفنون الجميلة بالاسكندرية وسرعان ما اصبحت مرجعا الى كل الزملاء من خلال اعمالى الفنية.
ويبدأ مشواره الفنى منذ تخرجه من كلية الفنون الجميلة بالأسكندرية عام 1976م وحتى الآن .. قرابة ثلاثين عاما ً من العمل والتجـارب والإبـداعات مستلهمـا ًروح (إبشـان) فى اعماله التى جملت ميادين مصر ومتاحفها، وتأكدت ملامح التجربة الحقيقية لرؤية السيد عبده سليم الفنية منذ تخرجه من كلية الفنون الجميلة حيث انتاجه النحتى المتنوع فى الشكل والتناول والمفردة واستغراقه فى عالم الفخار والنحاس ثم قدم لنا مجموعة من التماثيل من الفخار والحجر الجيري مجسدا ً الطبيعة بخلجتها وعناصرها وحركتها وسكونها رغم تجريديتها،فطيور والشخوص تنفرج ومره بسكون ومره بالطيران ومره اخري بتلاحم والثوره ،وهو يهتم بوعي شديد بالعنصر الرئيسي الذي تتحول كل الاشياء حوله كأنها وصيفات تشكيلية في إيقاع وتوازن دقيق حيث يخرج لنا في النهايه التركيب والتكوين الكلي المتماسك،ففي تمثال قارئة الفنجان وهو من الفخار نلمح جزور الفن القبطي في التصوير الجدايري (الفرسك) وايضا ً تماثل الديك والليل وتمثال حوار نلمح جذور الفن الاشوري إلا إنه يقدم كل هذا بتلقائيه تثير الدهشة والعجب موكداً من بين كل هذا بأنه يمتلك رؤيته الخاصة التي من المؤكد أنها ستتجسد لنا في أعماله القادمة التي ندرك أنه قادر علي تحقيقها ،والمدهش ايضا أن السيد عبده سليم بجانب إبداعته وتنوعها قد ساعد بمرسمه الذي أقامه في قريته إبشان علي تجسيد الحس الفني لدي العشرات من شباب القرية الذين تحول كل منهم من محب وهاوي لفن النحت وطرق النحاس إلي ممارس وطارق للنحاس بدقه شديده ، وفقد جعل السيد عبده سليم عند العديد من هؤلاء الشباب طاقة إبداعية غير عادية ومثيرة للدهشة والعجب حيث لانملك عندما نتاملها سوي ان تقول بأن الفن مغروس لدي هؤلاء الشباب لدرجة أن اغلبهم أصبح ممارسا ًلفن الطرق الذي أصبح مهنة لدي العديد منهم الذين يتوافدون علي المرسم كأنة معهد لتعليم فن طرق النحاس للدرجة التي جعلت من الطرق لغة ونغمة سائدة في إبشان جميعها يتآلف علي سماعها كل أبناء القرية التي أصبحت مزارا ًلعشرات الفنانين الكبارولقد سألت السيد عبده سليم بتلقائية عن الدور الذي لعبه المرسم في إبشان يقول..
أصبح لإبشان اسماً جديداً في مجال النحاس المطروق من خلال أبنائي الذين تتلمذوا بمرسمي وأصبحوا يجيديون الطرق علي النحاس فهم يصنعون اللوحات الفنية والخطية والزخارف المختلفة والأشكال المستوحاة من الطبيعة والخط العربي والفنون الإسلاميه .. ومن هؤلاء علاء المحمدي السيد سليم،عبد ربه احمد عبد ربه، محمد أحمد الدسوقي، أحمد حسن أحمد،عطاء البيلي ،ميرفت مسعد ودعاء عاطف ومحمد النجار وغيرهم كثيرون ربما يسأل البعض عن الجديد في هذا خاصة وأن هناك بعض الفنانين قد أقاموا مراسم في بعض الأماكن كالحرانية وغيرها إلا أنني أقول لا فالهدف يختلف .. إن هذه المراسم ربما أقيمت كمشاريع تجارية .. لكن وجود مرسم خارج نطاق القاهرة وضواحيها وفي قرية مثل إبشان تلك الريفية البسيطة وأهلها الطيبين يعتبر هدفا عظيما وأنبل حيث يقول السيد عبده سليم عن هذه التجربة إن معظم أهالي القرية فلاحون لايدركون شيئا عن الفن التشكيلي بصفة عامة ولقد أصبح العديد منهم ألان يعلم أهمية هذا الفن بعدما كان يعتقد كلية أن النحت والفن حرام. لقد أستطاع المرسم أن يحطم حاجزاًكبيراً بين هؤلاء الطيبين وهذا الفن.إنني أحلم أتجاوز حدود الأقليمية بهؤلاء البسطاء لأنشر للعالم أجمع أحلامي وأفكاري بصياغة خاصة ورؤية جديدة تنبع من ذاتي شاهدة علي مقدار هذا الفن العظيم في إيجاد قيمة كبري للجمال الذي يصنعه الإنسان، وكلي حنين ورغبة متالقة في تحقيق هذا الهدف الذي كرست له جهدي وعمري وإني أحلم أن يكون في كل بيت في إبشان فنان يطرق النحاس وفنان يصنع الخزف وأستطيع من خلال ذلك أن أجسد مدرسة للفن أخرج فيها كل أحلامي لنعلن للعالم أن فن النحت باق يستمد جذوره بتلقائية من فنون الأسلاف فراعنة ومسلمين وأقباط.
إننا لانملك في النهاية سوى أن نحيي السيد عبده سليم متمنين له كل التوفيق مع أمل اللقاء ثانية في معرضه القادم بالأسكندرية مع الفنان أحمد جاد.