عادا ظهر أمس الأربعاء، قداسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكيا وسائر الشرق الأوسط للروم الكاثوليك، إلى بيروت عائداً من القاهرة بعد زيارته السنوية لمصر، والتي
عادا ظهر أمس الأربعاء، قداسة البطريرك غريغوريوس الثالث لحّام، بطريرك أنطاكيا وسائر الشرق الأوسط للروم الكاثوليك، إلى بيروت عائداً من القاهرة بعد زيارته السنوية لمصر، والتي التقى خلالها عدداً من المسؤولين السياسيين، كما التقى بقداسة البابا شنودة الثالث و فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وخلال زيارته الرعوية التقى “موقع وطني” مع البطريرك السوري الأصل الذي عرف بمواقفه العروبية الحادة والجادة، فكان لنا هذا الحوار:
* كيف ترى قداستكم الوضع حالياً في العالم العربي؟
على العالم العربي أن يسمع إلى أصوات ساحة التحرير وإلى الساحات الأخرى في كل بلد عربي، وقبل أن تثور الثورة، وهذا واجب جامعة الدول العربية التي عليها ألا تنتظر حصول مشكلة لتحلها، ولكن عليها أن تكون مستمعة دائمة، وبالتالي تكون اجتماعاتها دائمة، وتقول كيف يمكن معالجة الأوضاع، مشيراً إلى ضرورة بث الوعي العربي بعد سنة من الثورات.
* ماذا عن الوضع في سوريا لديكم؟
في سوريا الموضوع معقّد جداً، و حالها كحال الكثير من الدول العربية، و فى اعتقادى أن كل الثورات في العالمالعربي ليست حقيقية بل مصطنعة بدليل أنها لم تؤمّن البدائل، ولم تضع رؤية، ولا برنامج عمل، الشعب يريد أن يرحل كل حكامه لكن ماذا بعد، لم نسمع ماذا يريد الشعب بعد إسقاط الأنظمة، لا أجندة عمل ولا رؤيا مستقبلية. لقد اقترحت أن يأخذ الملوك والأمراء والرؤساء العرب كل الشعارات التي رفعت في الساحات ويصوغوا منها شرعة حقوق الإنسان العربي لا أن نطلق الأحكام جذافاً هنا أو هناك لتثبيت مستقبل حر وجديد بالشباب العربي، وهذا أهم جواب لأوروبا، فالمطلوب وضع برنامج عمل واضح من قبل الجامعة العربية، لكل ما يحصل في الدول العربية وليس الوقوف بوجه هذا او ذاك.
بالحوار تحل جميع مشاكلنا.. فنحن بحاجة الى حوار و ليس ثورة، فالثورة لا تفيد شيئاً بدون رؤية و خطة مستقبلية للبلاد.
* إذاً قداستكم ضد فكرة إسقاط الأنظمة و مطلب “ارحل”؟!
أنا مؤمن بالاصلاح عن طريق الحوار و أن مطلب “ارحل” ليس طريقة حضارية”، فيجب أن يكون الهدف لا إسقاط النظام إنما تغييره بالحوار، مع وضع رؤية و خطة لمستقبل البلاد.
* ماذا عن دعوة قداستكم لعقد قمة عربية روحية؟
خلال زيارتي إلى القاهرة دعوت بأن يكون هناك قمة عربية روحية مسيحية إسلامية تكون نتائجها مؤسساتية على غرار مؤسسة جامعة الدول العربية، وتكون تلك المؤسسة المسيحية الإسلامية المنبثقة عن القمة إذا حصلت، موازية للتحرك السياسي وهذا ما يعطي توازناً روحياً واجتماعياً للتوازن السياسي الصعب”.
وفكرة القمة الروحية لاقت قبولاً عند الجامعة العربية من خلال اللقاء مع الأمين العام أحمد العربي، وكذلك من قبل شيخ الأزهر الذي طرح في الفترة الأخيرة وثيقة ثانية للتقارب والحوار بين المذاهب والتي يأتي في مقدمتها احترام حرية العقيدة قبل حرية العبادة أو الفكر أو الرأي.
* كيف ترون أحوال المسيحيين بمصر؟
أرفض تماماً أن أتحدث عن المسيحيين، فالمسيحي مواطن، وما يصيب الآخر يصيبه، وواجبي فقط أن أدعم إيمانه وأعمل على تقوية هويته الروحية التي من خلالها يعيش حاضره وهواجسه وخوفه ومستقبله.
و نحن ككنيسة نرفض تماماً ما يتردد بالاضطهاد المسيحي بالشرق الأوسط، و هذا ما أكدنا عليه في سينودس بطاركة الشرق الأوسط في أكتوبر عام 2010 بدعوة و حضور قداسة البابا بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان، و لكن عدم وجود اضطهاد، لا يعنى أن هناك مشاكل طائفية و صراعات.
* لا يقلق قداستكم هجرة المسيحيين من الشرق الأوسط؟
إن عدد المهاجرين يزداد نظراً إلى حساسية وضعهم و دائما أقول للدوائر الغربية أعطونا استقرارا سياسيا في المنطقة نعطيكم استقرارا مسيحيا، قلت للأميركيين والأوروبيين إذا أردتم أن تحافظوا على الاستقرار المسيحي في الشرق الأوسط أوجدوا حلا للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، اعترفوا بدولة فلسطين مثل اعترافكم بدولة إسرائيل، أعطوا الفلسطينيين عدلا ومساواة، وإلا فإنه حال بقاء الأزمات سيبقى كل مسيحيي الشرق مرشحين للهجرة وساعتها سيخسر الجميع، مسيحيين ومسلمين أوطانا وشعوبا.
إقراء يوم الأحد القادم 29 يناير، بقية حوار قداسة البطريرك لحام بصفحة “وطني و الأقباط”.
==
س.س