*سكرتير الطائفة الإنجيلية بمصرلاشك أن قصة المجوس في منظومة الميلاد قصة ثرية بالمدلولات اللاهوتية وزاخرة بالدروس المفيدة الجميلة لحياتنا الروحية,أذكر منها
*سكرتير الطائفة الإنجيلية بمصر
لاشك أن قصة المجوس في منظومة الميلاد قصة ثرية بالمدلولات اللاهوتية وزاخرة بالدروس المفيدة الجميلة لحياتنا الروحية,أذكر منها الآتي:
أولا:الله يقدم محبته ونعمته لكل خليقته.
سجلت ريشة الوحي فيمت2:1لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلي أورشليم قائلين:أين هو المولود ملك اليهود؟جاءوا من بلاد فارس في تتبع مسار النجم الذي ظهر لهم في المشرق.
وهنا تظهر نعمة ومحبة الله المقدمة لجميع الأمم فمكتوب في غلا3:28 ليس يهودي ولا يوناني ليس عبد ولا حر,ليس ذكر وأنثي لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع.
ثانيا:الله يتعامل مع كل إنسان باللغة التي يفهمها.
كان المجوس جماعة من علماء الفلك,كانت اهتماماتهم بدراسة النجوم والكواكب ومراقبة تحركاتها, ولهذا يمكننا القول إن لغة النجوم هي لغتهم, هي اللغة المعروفة والمفهومة لديهم, ولهذا عن طريق النجم كلمهم وقادهم الرب إلي بيت لحم حيث وليد المذود.
نعم!إن الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنهعب11:1و2.
ثالثا:الله يستخدم وسائل لاتخطر علي بالنا لتقودنا إليه.
لست أظن أن النجم من مهامه أو وظائفه أن يقود الإنسان إلي المسيح لكن الرب استطاع أن يستخدم النجم ليقود المجوس إلي وليد بيت لحم,فمكتوب فيمت2:29وإذ النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتي جاء ووقف فوق حيث كان الصبي.
نعم!إن الله يمكن أن يستخدم ما لا نتوقعه وما لانتخيله في إتمام رسالته فلقد استخدم قديما:عصا موسيفي قصة خروج شعب الله…عامود سحاب وعامود نارلقيادة شعبه في القديم…الغرابفي إطعام إيليا ليستكمل رسالته..وأعد اللهعاصفة-حوت-يقطينة-دودةفي قصة يونان ليؤدي رسالته…كما استخدم اللهصياح الديكليعود بطرس بعد إنكاره للسيد.
رابعا:أثمن ما نملك يجب أن نقدمه للرب
عندما جاء المجوس حيث يسوع مكتوب:فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرامت2:11.
البعض من أصحاب المدرسة الرمزية قالوا:
إنهم قدموا ذهبا وهي هدية يقرون فيها بأن المولود ملكا.
وقدموا لبانا وهي هدية الكهنة ورمز النقاوة والطهارة.
وقدموا له مرا وهو هدية النبي,وهي تشير إلي المسيح كمخلص جاء إلي عالمنا ليموت عنا ,والبعض قال إن تقديم هذه الهدايا ترمز إلي تقديم الإيمان,والرجاء والمحبة.وآخرون قالوا إنها تشير إلي تقديم الجسد,والنفس,والروح.
خامسا:قيمتنا ومكانتنا في معرفتنا الاختبارية بالرب يسوع
قال البعض إن المجوس كانوا ملوكا وقال آخرون إنهم كانوا من شرفاء ونبلاء القوم,كانت لهم مكانتهم المرموقة في المجتمع وبالرغم من هذا بحثوا وفتشوا وسعوا ليروا يسوع وليد بيت لحم وعندما رأوه خروا وسجدوا لهمت2:11وكأنهم أدركوا أنهم في معرفتهم به امتياز ما بعده امتياز. إنما عظمة الإنسان ومكانته هي في معرفة الرب معرفة شخصية اختبارية فمكتوبأرفعه لأنه عرف اسمي.
سادسا:من يختبر ميلاد المسيح في حياته يعرف مذاق الفرح الحقيقي
سجل الوحي عن المجوس أنهم لما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيمامت2:10فكم بالحري عندما التقوا به وجها لوجه, بالتأكيد كانت فرحتهم غامرة تفوق الوصف,كيف لا!وقد ترنمت الملائكة ساعة الميلاد بالأنشودة الخالدةالمجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرةلو2:14.
نعم!كل من يختبر ميلاد المسيح في حياته يعرف الفرح الحقيقي ويختبر القول الكتابيتؤمنون به فتبتهجون بفرح لاينطق به ومجيد1بط1:9
سابعا:من يلتقي بيسوع لابد وأن يغير اتجاه تفكيره ومسار حياته.
عندما وصل المجوس من بلادهم إلي أورشليم وأخذوا يسألون :أين هو المولود ملك اليهود؟!اضطرب هيرودس وجمع رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم:أين يولد المسيح؟فقالوا له:في بيت لحم اليهودية, حينئذ دعا هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمان النجم,ثم أرسلهم إلي بيت لحم,وقال لهماذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتي وجدتموه فأخبروني لكي آتي أنا أيضا وأسجد لهمت2:8,7لكن المجوس بعد وصولهم حيث يسوع يذكر الوحي أنه عند رجوعهم لم يذهبوا إلي هيرودس بل انصرفوا في طريق أخري إلي كورتهم بمعني أنهم غيروا مسار طريقهم بالرغم أن هذا الأمر قد يعرضهم إلي خسارة, بل ربما يتعرضون إلي انتقام هيرودس.
ولعل في هذا إشارة إلي أن كل من يلتقي بوليد بيت لحم,بالتأكيد سيغير اتجاه مسار حياته من حياة الشر والخطية إلي الحياة المقدسة المتميزة المثمرة التي تمجد الله مهما كان الثمن, ومهما كانت الضريبة.