بدأ برلمان الثورة من وهلته الأولى ليكون برلمانا يمثل مشهد جديد والأول من نوعه فى تاريخ الحياة النيابية فاللحية كانت الصورة البارزة التى تظهر على أغلبية كبيرة من أعضاء المجلس ويرتدى الكثير منهم
بدأ برلمان الثورة من وهلته الأولى ليكون برلمانا يمثل مشهد جديد والأول من نوعه فى تاريخ الحياة النيابية فاللحية كانت الصورة البارزة التى تظهر على أغلبية كبيرة من أعضاء المجلس ويرتدى الكثير منهم الجلباب والطربوش والطرحة ويظهر الزى الأزهرى بوضوح فى عدد من أعضاء البرلمان رغم أنهم لا ينتمون لمؤسسة الأزهر ويصطف أعضاء حزب النور والاصالة (الأحزاب السلفية) بجوار بعضهم وتجلس السيدات القليلات اللاتي نجحن فى البرلمان متجاورات يرتدن الحجاب ويبدو عليهن الذهول لم يتحدثن ولم يبدأن أى تواجد فى المجلس .
ومن اللحظات الأولى يبدأ البرلمان خلافات ومحاولات لاستعراض القوة والإعلان عن تواجدهم فقبل كل شىء وعند طلب حلف القسم الرسمى الذى تم توزيعه فى ورقة صغيرة على الاعضاء يخرج بعض الليبراليين وبعض أعضاء السلفيين عن النص باضافة عبارة جديدة للقسم الذي يقول :”أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصاً علي سلامة الوطن والنظام الجمهوري وأن أرعى مصالح الشعب وأن أحترم الدستور والقانون”، فأضاف بعض السلفيين :” بما لا يخالف شرع الله ” وهذا دفع رئيس المجلس المؤقت بصفته أكبر الأعضاء سنا محمود السقا بالاعتراض على إضافة هذه العبارة لانها تفقد حلف اليمين ودخل فى جدل مع ممدوح اسماعيل عضو حزب النور الذى اصر على ذكر العبارة عندما طلب منه رئيس المجلس اعادة القسم وتدخل الدكتور عمرو الشوبكى المرشح المستقل باقناعه باعادة القسم عندما تكرر اسم ممدوح اسماعيل فقام بحلف القسم وبعدها قال ” وأضيف بما لا يخالف شرع الله ” وهو ما أثار غضب الدكتور محمود السقا .
وفتح ممدوح اسماعيل الجدل مرة اخرى عندما كرر بعض اعضاء حزب النور العبارة مرة اخرى وأيضا عادل عفيفى رئيس حزب الاصالة عندما قال القسم ” بما لا يخالف شرع الله”، فتدخل رئيس الجلسة وطلب بعدم تكرار العبارة لأنها تبطل القسم وأشار إلى أن القسم يتضمن الالتزام بالدستور وهو بدوره يتضمن المادة الثانية التى تلتزم بالمبادئ الأساسية للشريعة، ورغم ذلك كرر بعض الأعضاء العبارة فكان يتم قطع صوت المكبر عند الانتهاء من الجزء الاساسى للقسم ووقف أحد أعضاء حزب النور بقراء القسم وهو ممسك بالقرآن فى يده.
وأمام هذه الإضافات التى كررها اعضاء التيار الاسلامى بالقسم قام بعض اعضاء الاحزاب الليبرالية وشباب الثورة باضافة عبارة اخرى للقسم مثل ” اقسم بحماية مبادىء الثورة ” ، واخرين الالتزام بحماية حق الشهداء وهو ما اثار جدل داخل البرلمان حول القسم الذى يلتزم بالحفاظ على النظام الجمهورى والدستور فى الوقت الذى اكد فيه اعضاء فى مقاطعة لرئيس الجلسة كيف يتم القسم على النظام الجمهورى وحتى الان لم يحدد اذا ما سيكون جمهورى أو برلمانى وفى الوقت نفسه يحلف على الدستور الذى لم يتم وضعه بعد ، لكن فى النهاية استمر قسم الاعضاء وشهدت اللجنة واقعة غريبة عندما ترك اعضاء حزب النور الجلسة لاقامة مراسم صلاة العصر .
وكان عدد من نواب هذا الحزب السلفي قد ذكروا عند استخراج بطاقات العضوية أنهم سيطالبون بوقف جلسات مجلس الشعب أثناء الصلاة .من ناحية أخرى لم يخرج أى نائب من نواب حزب الحرية والعدالة الإخواني لأداء صلاة الظهر فى موعدها انتظار لدورهم فى أداء اليمين الدستورية.
طلب النائب السلفي عن حزب النور يونس زكي عبد العزيز مخيون، نائب البحيرة، من الدكتور محمود السقا، باستراحة قصيرة من الجلسة الإجرائية الأولى لأداء صلاة الظهر.لكن السقا تجاهل طلب النائب السلفي، وواصل الجلسة التي تشهد أداء النواب لليمين الدستورية.
ومن ناحية أخرى، أخطأ قارئ جلسة افتتاح مجلس الشعب فى قراءة اسم إحدى نائبات مجلس الشعب حيث اعتبرها نائب وليست نائبة فقال “السيد العضو رضا عطا الله”. إلا أن النائبة نبهته إلى أنها سيدة اسمها رضا وهى نائبة عن محافظة الشرقية ومن نواب حزب الحرية والعدالة (وترتدى الخمار )..
وفى هذا الاطار أكد د.حسام عيسى أستاذ القانون الدستوري بجامعة عين شمس، أن إضافة أي عبارة للقسم الدستوري لنواب مجلس الشعب، يبطل القسم نهائيا، إذا تعارض ذلك مع النص الأساسي للقسم، أو إذا كانت الإضافة غير منصوص عليها في القسم، وهو ما يعني أن عضوية النائب تكون باطلة، ولا يحق له حضور أي جلسات، إلا بعد أن يعيدي القسم الدستوري دون زيادة أو نقصان.
وأضاف عيسى إن “الإضافة غير مطلوبة بالمرة، فالقسم حدده القانون، ولا يجوز الخروج عنه، خاصة إذا كان الخروج عنه يهدف إلى مخالفة النص الأساسي”، موضحا أن إضافة عدد من نواب التيار الإسلامي لجملة “فيما لايخالف شرع الله” إلى القسم تبطله، لأنها تجب القسم نفسهوقال عيسى إن جملة “شرع الله”، تعني الشرع من وجهة نظرهم، لأن الشريعة أمر واسع ومحل خلافات، وتقوم على الاجتهادات، وبالتالي لا تصح عضوية كل من أضافوا هذه الجملة، إلا إذا أعادوا القسم مرة أخرى.
الحزب الوطنى
أثار أبو العز الحريرى ومحمد أبو حامد عضوا مجلس الشعب مفأجاة من العيار الثقيل عندما اخرج ابو العز ورقة فى احدى البرامج صادرة من حزب الحرية والعدالة توضح فيه عملية تقسيم رئاسة اللجان داخل المجلس وعددها 13 لجنة وكشفت الورقة توزيع للجان بين اعضاء حزب الحرية والعدالة واعضاء التحالف الديمقراطى قبل جلسة انتخاب رؤساء اللجان وهو ما اثار غضب الأعضاء ووصفوا الحرية والعدالة ” بانه الحزب الوطنى الجديد ” الذى حول مجلس الشعب لعزبة خاصة يقسم فيها ما يشاء دون النظر الى مصالح الوطن ويظهر فى العلنية انه يسعى لوضع القسم بالتوافق فى حين انه يقوم بوضع التقسم قبلها حتى دون النظر لشركائه فى التحالف الديمقراطى حيث كان يجلس معهم كمال ابو عيطه مرشح حزب الكرامه على التحالف الديمقراطى الذى يتراسه حزب لحرية والعدالة وتفاجا بهذا الامر .
وكان الحزب وضع احد اعضاء حزب النور رئيسا للجنة الزراعة والرى وهو ما اثار غضب النائب مصطفى الجندى المرشح المستقل ووصف بأن هذه كارثة لا يجوز وضعهم لان هذا يعنى الدخول فى خلاف مع دول حوض النيل لانه كيف يتم وضع سلفيين يكفرون المسيحيين ويتعاملون فى قضايا حساسة مع دول تدين بالمسيحية ولها تجارب سيئة مع السودان وهو ما دفعها لتوطيد علاقاتها مع اسرائيل مشيرا إلى أن رئيس وزراء أوغندا أكد له اثناء زيارة الوفد المصرى لدول حوض النيل أنهم يبدون تخوفا من وصول الاسلاميين بعد ان حاول شمال السودان فرض الشريعة عليهم ولم يلتفت احد لهم دفعهم ربط علاقاتهم مع اسرائيل وكان مصطفى الجندى وهو فلاح احد المرشحين لرئاسة هذا اللجنة التى يحاول حزب الحرية والعدالة اسنادها لحزب النور .
الاستعراض والدموع لكسب الشارع على حساب دماء الشهداء
كما تحولت الجلسة البرلمانية فى اليوم الثاني الى محاولات للتسابق والمزايدة على دماء الشهداء وتحولت الى مشهد تراجيدي من الدموع والبكاء اثارة سخرية الجميع ونالت جزء من النكات على الفيس بوك عندما تحدث الدكتور اكرم الشاعر عضو الحرية ولعدالة وظل يبكى على دماء الشهداء وهو يطالب بمحاكمة الجناه قبل صرف التعويضات وجعل رئيس المجلس يبكى وظلت النساء الصامتات يبكين بشده وهو ما دفع فى مزيد من المبالغات والمزايدات من قبل الأعضاء الآخرين للسير على نفس الخط لتحويل الجلسة الى جلسة نواح وبكاء دفعت الأعضاء يسعون الى كسب الشارع بنفس الطريقة رغم ما أعلنه وزير مجلسى الشعب والشورى فى بيان الحكومة من صرف التعويضات والوظائف ورغم ذلك فاعضاء البرلمان حاولوا الاستعراض وظهر كل شخص من يلوح بيده والأخر يثير غضب واخر يصعد على مقعد البرلمان فكان سباق التراجيديا البرلمانية .
مشاجرة بين الأخوان والوسط
شهدت الجلسة الإجرائية مشاجرة بين نواب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، وعصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، عندما بدأ إعلان الترشح لمنصب رئيس المجلس والخلاف حول تعريف كل مرشح لنفسه لمدة دقيقة وكان محمد البلتاجى دخل فى مشادات مع سلطان وتدخل رئيس الجلسة لانهاء الامر، وتقدم ٤ نواب هم المستقل يوسف البدرى عبد الفتاح، والدكتور محمد سعد الكتاتنى عن حزب الحرية والعدالة، وعصام سلطان عن الوسط، والدكتور مجدى صبرى عبدالرحيم، عن تحالف الكتلة المصرية، قبل أن يتنازل الأخير لصالح سلطان. وأسفرت عملية التصويت عن فوز «الكتاتنى» برئاسة المجلس، وحصل على ٣٩٩ صوتاً مقابل ٨٧ صوتاً لـ«سلطان» و١٠ أصوات لـ«البدرى» و٧ أصوات باطلة.
الفيس بوك
حفل موقعا «فيس بوك» و«تويتر» بالعديد من التعليقات والنكات على الجلسة الإجرائية لمجلس الشعب منذ اللحظات الأولى لافتتاحها صباح الاثنين، وتناقل كثير من المستخدمين ستاتيوس «تحت القبة شيخ.. يا رب استر»، وكتبت الصفحة الرسمية للبلطجية فى مصر: «برلمان ثورة الشباب مافيهوش ولا واحد لابس بدلة كاجوال أو حاطط جيل فى شعره»، فى حين كتب مستخدم على «تويتر»: «المبهج هو كسر سيادة البدلة.. وكثرة الملابس التقليدية: جلباب.. عباءة.. طربوش.. جاكت.. زى أزهرى.. » صفحة حزب 25يناير» كتبت تعليقاً قالت فيه: «ما يحلف كل الأعضاء مع بعض أو حتى أعضاء كل محافظة.. الدورة البرلمانية حتخلص وهما لسه ما خلصوش حلفان»، بينما كتب آدمن صفحة «بورتو طرة من أجلك أنت»: «طب والله كويس جداً.. ده المجلس اللى فات ماكنش بيقوم يصلى.. كان بيقوم يشترى لب»، وذلك تعليقاً على ترك أعضاء حزب النور الجلسة لتأدية صلاة الظهر.
وفى الوقت الذى أثارت فيه جملة «بما لا يخالف شرع الله»، التى ختم بها عدد من الإسلاميين قسمهم، الكثير من الجدل، فإنها أيضاً أشعلت التعليقات، وكتب المخرج تامر عزت: «أعتقد من معرفتى البسيطة بالسلفيين أن هناك فتوى بإضافة جملة (بما لا يخالف شرع الله) على القسم، وكلهم بيقولوه حتى فى سرهم عشان ما يرتكبوش إثم، وربنا يستر ع اللى جاى».
وكتبت المخرجة هالة خليل: «يبدو أن جلسات المجلس ستذاع حصرياً على موجة كوميدى»، وعلى موقع «تويتر» كتب مستخدم: «حرام والله اللى بيحصل.. طب رئيس المجلس يقول القسم، والباقيين يعملوا لايك أو ريتويت وخلاص»، وكتب آخر: «أنا ليه فجأة حسيت إن المجلس بقى مجلس شيوخ؟.
==
س.س