الدكتورة كريمة الحفناوى:الفرصة الآن أمام المثقفين للتواجد وإحداث التغيير
واصل مخيم المقهى الثقافى فعالياته ضمن أنشطة وبرامج معرض الكتاب حيث عقدت بالمقهى ثلاثة لقاءات مهمة، ففى اللقاء الذى تم تخصيصه
الدكتورة كريمة الحفناوى:الفرصة الآن أمام المثقفين للتواجد وإحداث التغيير
واصل مخيم المقهى الثقافى فعالياته ضمن أنشطة وبرامج معرض الكتاب حيث عقدت بالمقهى ثلاثة لقاءات مهمة، ففى اللقاء الذى تم تخصيصه لتقديم شهادات من واقع ميدان التحرير عن ثورة يناير العظيمة شارك ا عدد كبير من المفكرين والأدباء إلى جانب جمهور غفير اكتظت بهم قاعة المخيم.
وفى بداية اللقاء ذكرت الكاتبة شيماء صلاح أن ثورة يناير هى بمثابة رد فعل جماعى تجاه ظلم طال أمده ولحق بجميع المصريين وأفسد عليهم حياتهم، وبالتالى التف جميع المصريين حول الثوار باعتبارهم مظلومين بشكل أو بآخر وقد ساهم هذا فى الإسراع بتهاوى أركان النظام البائد أمام الجماهير العظيمة التى خرجت فى كل ميادين التحرير فى شتى ربوع مصر.. وهناك العديد من الأمثلة الرائعة التى تشير إلى عمق حضارة الشعب المصرى تلك الأصالة التى تبدت بجلاء أيام ثورة يناير.
أما الكاتبة ضحى عاصم فقد أشارت إلى نماذج مصرية أصيلة ساهمت بطرق مبتكرة فى دعم الثورة فمثلاً كانت هناك فنانة تشكيلية منعها زوجها من النزول إلى ميدان التحرير فما كان منها إلا أن راحت تعتكف بشقتها لإبداع اللوحات ورميها للمتظاهرين الذين يمرون بالشارع الذى تسكن فيه، خلال المظاهرات أيضا وجدت سيدة عجوزة منعتها ظروفها المرضية من الحضور فما كان منها إلا أن أطلت من نافذة شقتها وراحت تطلق الزغاريد التى ألهبت حماس الثوار..
وقالت: لقد تجسدت معانى التآلف والتآخى بين جميع الثوار بالميدان وصار الكل فى واحد وهذا يعكس روحاً مصرية خالصة بعيداً عن اتهامات العمالة والتخوين التى ترددت آنذاك على ألسنة الإعلام المقرب من النظام.
سمات مصرية اصيلة
أما الكاتب مصطفى جاد فقد أكد من خلال مداخلته مدى التعاون والتكاتف الذى حدث أثناء الثورة وذكر أنه تعرض للاختناق وأنقذه أحد الشباب بطريقة بسيطة جدا من الطرق المصرية الخالصة بـ«البصل».. هذه الطرق المصرية البسيطة والرائعة انسحبت على الحياة بشتى مظاهرها بميدان التحرير حتى الفنون الناتجة صبغت بسمات مصرية أصيلة، مثل فنون الفرجة والسامر والعرائس وغير ذلك من أشكال الفن الشعبى المصرى ,,كذلك من الملامح المهمة لثورة يناير العظيمة طغيان لغة الشباب هذه اللغة التى لم يضمها أى معجم للغة العربية فهى لغة خاصة ومختلفة تعكس ثقافة فرعية
وتحمل معانى الانتماء للوطن ورفض الظلم بشتى أشكاله وترد فى ذات الوقت على المقولات التى كانت تتهم الشباب بالميوعة وعدم الانتماء.
وفى نهاية الندوة قدم عدد من الحاضرين عدة تساؤلات ومداخلات ألقت المزيد من الضوء حول ما حدث بميدان التحرير وميادين مصر المختلفة خلال أيام الثورة المجيدة واستعادت ذكريات ثورة يناير فى عيدها.
فنون الحكى الشعبى
أيضاً وضمن برنامج مخيم المقهى الثقافى أقيم لقاء ثقافى عن فنون الحكى الشعبى شارك فيه لفيف من المفكرين والكتاب والمثقفين وحضره جمهور كبير من رواد المعرض وأداره د. سيد ضيف الله الذى أشار فى بداية اللقاء إلى أهمية موضوع الندوة خاصة وأنه يتعلق بمنتج ثقافى حياتى يومى يتشكل طبقاً للبيئة التى تفرزه ويتأثر بالمناخ العام المحيط به ويعكس نوعاً من الثقافة الشعبية التى تبين رؤى وآمال وتطلعات وطموحات المجتمع الشعبى الذى يمثل السواد الأعظم من أبناء الشعب.
أما الباحث محمد حسين هلال فقد أكد على أن الحكى الشعبى يعد مرادفاً لفن الرواية بالشكل المتعارف عليه حالياً إلا أنه يتسم بالبساطة والسهولة وتعدد أشكاله فهناك حكايات عن الجن والعفاريت وحكايات خاصة بالحيوانات وحكايات تتعلق بالسحر وغيرها.
أما الكاتبة والباحثة د. سحر الموجى فقد أشارت إلى ارتباط هذا النوع من الحكى بالبسطاء والمهمشين الذين يمثلون غالبية سكان المجتمع المصرى فهو يستمد أهميته من ذلك وبالتالى يجب أن تهتم الجامعات ومراكز البحوث بهذا النوع من الأدب الشعبى المصرى.
ومن جانبه أشار المطرب الشعبى محمد الشحات إلى قصته مع فن الغناء الشعبى وحبه لأشعار زكريا الحجاوى وصلاح جاهين وفؤاد حداد وغيرهم ممن عبروا عن غنائيات المواطن المصرى البسيط فى أبهى صورها.
كما أكد الشاعر الشعبى أمين الديب على إحساسه بتغير السياسة الثقافية الرسمية بعد ثورة يناير وتجسد ذلك فى معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى احتضن جميع المثقفين على اختلاف انتماءاتهم الفكرية وأيديولوجياتهم المذهبية واعتبار القيمة الفنية معياراً وحيداً للمشاركة بأنشطة وفعاليات المعرض.. كذلك أشار الشاعر الشعبى أمين الديب إلى دور الفن الشعبى فى تثوير الجماهير وترغيبهم ودفعهم لرد المظالم والوقوف فى وجه الظالمين.
وفى نهاية اللقاء قدم عدد من الحاضرين العديد من المداخلات التى ألقت المزيد من الضوء حول الفن الشعبى ـ الحكى ـ ودوره الرائع فى دفع الجماهير نحو إحداث تغييرات إيجابية فى واقعهم ومستقبلهم.
الدكتورة كريمة الحفناوى فى لقاء مفتوح
أما اللقاء الثالث من لقاءات مخيم المقهى الثقافى فجاء فى صورة حوار مفتوح مع الدكتورة والناشطة السياسية كريمة الحفناوى.. أداره الكاتب طلعت رضوان وشارك فيه عدد كبير من رواد المعرض.
فى بداية اللقاء قال الكاتب طلعت رضوان أنه من دواعى السرور أن نلتقى فى هذا المحفل الثقافى المهم بنموذج لسيدة مصرية مخلصة تشارك بجد وفاعلية فى العمل العام منذ عقد السبعينيات تضع مصالح مصر العليا نصب أعينها بالرغم من القهر والظلم والاضطهاد الذى واجهتهم على أيدى النظام البائد.
وأضاف: لقد شاركت فى مظاهرات الطلبة عام 1972 كما شاركت فى مظاهرات 17 و18 يناير 1977 تلك المظاهرات التى عرفت بمظاهرات «الخبز» وأطلق عليها رجال النظام آنذاك «انتفاضة الحرامية» كما ظلت د. كريمة الحفناوى فى خط الدفاع الأول عن العدل والكرامة والحرية مهما كبدها ذلك من آلام وكأنها إحدى حراس القيم الكبرى.
لقد شاركت د. كريمة الحفناوى أيضا فى تأسيس العديد من الكيانات السياسية التى لعبت دوراً مهماً فى إنجاح الثورة وكان لها دور بارز عبر حركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير وغير ذلك من كيانات فى تحريك المياه الراكدة فى وقت لم يكن يجرؤ أحد على مهاجمة مبارك ونظامه.. لقد فتحت الباب هى وأمثالها للجميع كى يتخلصوا من خوفهم ويقولون قول الحق فى وجه سلطان غاشم.. فكان لها شرف السبق فى مواجهة أقوى نظام ديكتاتورى عرفته مصر فى العصر الحديث.. بل وعرفته الأمة العربية.
وبالتالى كما يقول الكاتب طلعت رضوان يصير لقاء د. كريمة الحفناوى واحداً من أهم اللقاءات بالمعرض خاصة وأنها مثقفة عضوية لا تنطوى فى دائرة التنظير بل تخرج منها إلى دوائر الفعل والتغيير بإيجابية رائعة.
بعد ذلك تحدثت د. كريمة الحفناوى مؤكدة أنها لن تقصر حوارها عن الثورة ولكنه سيصبح حديثا ذا شجون وحوار مفتوح عن مصر الواقع والمستقبل وعن ما يجرى من أحداث تحيط بنا, ويجب ألا ننسى كم الاضطهاد الذى تعرض له المصريون على شتى توجهاتهم.. كما ذكرت ما حدث لها فى عام 2003 داخل معرض الكتاب حينما حاصرها رجال الأمن ومنعوها من الدخول بسبب رفضها لسياسات التطبيع مع العدو الصهيونى، أيضاً هى لا تنسى العدد الهائل من رجال الأمن الذين أحاطوا بمثقفى مصر وحاصروهم بداخل مقهى المعرض لأنهم قالوا لا للتمديد.. لا للتوريث.
كما أشارت الدكتورة كريمة الحفناوى إلى ملمح مهم من ملامح ثورة يناير وهو إصرار الثوار على التغيير الجذرى للنظام وعدم الاكتفاء بسياسات الإصلاح والترقيع, أيضاً من محاسن الثورة أن ابتعدت يد قوات الأمن عن الجامعات وقصور الثقافة بعد أن كانت تراقب وتتدخل فى كل شئ.. مما يتيح الفرصة الآن لمثقفى مصر للتواجد بها وتوجيه الجماهير فى اتجاه التغيير.
وحول ذكريات الميدان قالت د. كريمة الحفناوى أن للميدان ذكريات جميلة إبان الثورة ويكفى أن أجمل كلمة ماما سمعتها فى حياتها سمعتها فى ميدان التحرير، ناهيك عن الشعر والفنون التى تجلت فى الميدان وعكست حضارة شعب مصر وأصالة معدنه.
==
س.س