“اذا كانت تونس هي البلد الوحيد في المنطقة التي شهدت تقدما باتجاه الديموقراطية، فلا تزال الدول الاخرى في المنطقة تعاني من الاستبداد” بتلك الكلمات بدأ الصحفي المغربي أبو بكر الجامعي كلمته
“اذا كانت تونس هي البلد الوحيد في المنطقة التي شهدت تقدما باتجاه الديموقراطية، فلا تزال الدول الاخرى في المنطقة تعاني من الاستبداد” بتلك الكلمات بدأ الصحفي المغربي أبو بكر الجامعي كلمته خلال المنتدى العربي الخامس للصحافة الحرة – والذى انتهت أعماله مؤخرا فى العاصمة التونسية -مؤكدا أن بعض الصحفيين والمراسلين استعاد- مثل بلادهم- حقهم في التعبير، بينما لايزال البعض الاخر يعرض حياته للخطر في السعي وراء مزيد من الحرية .”
ضم المنندى اكثر من ٢٠٠ صحفي و ناشر و من المهتمين بقضايا حرية التعبير في العالم العربي و العالم و الذين حضروا للمشاركة في المنتدى على مدار يومين في العاصمة التونسية، وقام بتظيم المنتدى االمنظمة العالمية للصحفيين والناشرين، وانعقد هذا العام بالاشتراك مع منظمة اليونسكو، جوجل، وكالة الاخبار الفرنسية ، المعرض العالمي للصور الصحفية و السفارة الهولندية في تونس.
تركزت محاور المنتدى للإجابة على التساؤلات التالية: هل لعبت وسائل الاعلام دور كبير في تحريض الشعوب على الاحتجاج في العالم العربي؟ ناقش المشاركون في الجلسة الأولى من المنتدى العربي الخامس للصحافة الحرة اذا ما كانت وسائل الاعلام مرآه تعكس أفكار الشعوب، كما اقترح مروان بشارة المحلل السياسي لقناة “الجزيرة ” النسخة الانجليزي، او اذا ما كانت تعمل بحرية أكثر.
من جانبه أوضح جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان أن المجلس العسكري تخطى فى عدد القضايا التى تم تحويلها إلى محاكمات عسكرية ما فعله الرئيس السابق مبارك فى ثلاثون عاما، مؤكدا ان الاتهامات
الموكولة إلى النشطاء غريبة على المحامين
وكانت ضعيفة ولا ترتقى إلى اتهامات حقيقية يمكن الدفاع عنها او الجديث بشأنها، وهو ما يوضح العجز الذى وضع المجلس العسكري فيه نفسه خلال المرحلة الانتقالية.
ونوهت اليسون ميتسون مديرة قسم حرية الصحافة بالمنظمة العالمية للصحف وناشري الأنباء أن المنتدى هذا العام كان له استثناء خاص لما تمر به المنطقة العربية من ثورات ومحاولات للوصول إلى الديموقراطية، وأن المنتدى العربي الخامس للصحافة الحرة ركز على ربط شبكات التواصل الاجتماعى بالعمل الصحفى، وتم تخصيص جلسات للحديث عن دور شبكات التواصل الاجتماعى فى دعم التغيير والتحول الديمقراطى، والتركيز على ما قام به الشباب المصري والتونسي فى الثورة عبر هذه الشبكات، وكيفية الاستفادة منها فى
العمل الصحفى بما لا يخل بالمعايير المهنية.
وتركزت
مناقشات الحضور بشكل كبير على ما شهدته المنطقة العربية من تغيير ملحوظ خلال العام الماضي، وتم طرح العديد من التساؤلات ومنها: هل نتيجة الانتخابات البرلمانية فى الدول العربية بعد الثورات معبرة عن الشعوب أم استثناء؟، وهل شباب الفيس بوك قادر
على صنع التغيير واسقاط أى نظام استبداداى أم أن الأنظمة الديكتاتورية تتبادل الكراسي مع بعضها؟، وهل الصحفى بحاجة إلى ميثاق شرف للقيام بعمل جاد واستعادة ثقة المواطنين أم أن المشكلة فى التطبيق؟
من جانبها
قالت راغدة درغام المراسلة الدبلوماسية البارزة لجريدة الحياة أنه بالرغم من اقامتها في نيو يورك في الولايات المتحدة الامريكية و أن ليس لديها الصورة الكاملة لما يحدث على أرض الساحة الاعلامية في العالم العربي لكن من الواضح ان بعض القنوات الفضائية لا يمكنها التفرقة بين تغطية الاحداث و تحريض الناس على المشاركة في الثورات.
نوه محمد الدهشان الكاتب و الخبير الاقتصادي إلى
أهمية ان يؤخذ في الاعتبار الوسائل الاعلامية المختلفة التي يتابعها شرائح مختلفة من الناس. و اضاف ايضاً ان هناك بعض وسائل الاعلام التي تعمل تحت إدارة الحكومة قد شكلت عائق امام السعي للتغيير وفي بعض الاحيان تسببت في تهديد سلامة المتظاهرين. و
كما علق احد المشاركين قائلاً ان ستشكل وسائل الاعلام دائماً عائق ما دامت لا تنقل الحقائق.
بينما
أشار فاهم بوكادوس، الصحفي و الناشط التونسي أنه قبل و خلال الثورة في تونس العام الماضي كانت تعتبر قناة الجزيرة قناة تونسية حيث ان الاعلام التونسي لم يستيقظ إلا بعد الرابع عشر من يناير العام الماضي، وأن القناة القطرية قد لعبت دور سياسي رئيسي في التحريض على التغير. علق الكثير من المشاركين على ان كان للقناة أجندة مختلفة عند تغطية الاحداث في البحرين.
وعلى هامش
المنتدى احتفلت منظمة اليونسكو باليوم العالمى لحرية الصحافة، وتم عقد اجتماعا بحضور عدد من الصحفيين والمهتمين للتعرف على أبرز السبل للحفاظ على حقوق الصحفيين وحمايتهم من الاعتداءات والقمع.
إ س