تتمتع العلاقات المصرية التركية بأهمية تاريخية,وسياسية واقتصادية وبالطبع ثقافية لذا فإنه علي الرغم من زيارة الرئيس التركي عبدالله جول لمصر مؤخرا يصاحبه وفد من رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك بزيارة مصر,زاد عددهم علي280رجل أعمال تركي لكن قام وفد تركي آخر من رجال الأعمال الأتراك بزيارة جمعية رجال الأعمال المصريين,لبحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين خاصة وأن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين تعاظمت منذ بدء تطبيق اتقافية التجارة الحرة بين البلدين في مارس2007.
النفاذ لأسواق ثالثة
في ظل التحولات الاقتصادية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط والتي تعد كل من مصر وتركيا من الدول الرئيسية الفاعلة والنشيطة فيها,وتظهر أهمية التعاون المشترك بين البلدين من أجل الوصول إلي أسواق ثالثة في المنطقة.ويأتي هذا انطلاقا من أن اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين من المتوقع أن تدعم خطوات التكامل الاقتصادي التدريجي بين القاهرة وأنقرة,خاصة وأن هناك دوائر حيوية تتواجد فيها كل من مصر وتركيا في الشرق الأوسط والعالمين العربي والأفريقي,والبحر الأسود وبالطبع تشترك الدولتين في المنطقة اليورمتوسطية.هذا ما أكده الدكتور علي القريعي,عضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين ,مشيرا إلي أن الطفرة في العلاقات المصريات التركية,تشجع علي مزيد من التواصل عبر توظيف وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
طفرة تجارية
لا يمكن الحديث عن تحقق مثل هذه الطفرة في العلاقات الاقتصادية دون الاعتماد علي مجموعة من الأرقام والإحصائيات التي تكشف عن هذا التطور الإيجابي في العلاقات بين القاهرة وأنقره.وقال عنها الوزير المفوض شريف فتحي,رئيس إدارة العلاقات الأوربية بالتمثيل التجاري المصري:إن هذه الطفرة كانت غير مسبوقة اقتصاديا,مع الأخذ في الاعتبار أننا نتعامل مع نظام ديموقراطي رأسمالي,يأخذ بمقومات وعناصر الليبرالية السياسية والاقتصادية.وهناك قائمة كبيرة من السلع التركية التي بدأت تدخل مصر,وهي معفاة من الرسوم الجمركية,ونحن حاليا في إطار تكوين قائمة جديدة من السلع,وهذه القوائم بدأت تعفي من الرسوم الجمركية اعتبارا من أول يناير 2008.ومن المنتظر أن تساهم هذه القوائم في زيادة الصادرات التركية إلي مصر.ولأن التجارة العادلة تقوم علي أساس تبادل المنافع والمصالح,فإن زيادة الصادرات التركية لا يمكن أن تتم بمعزل عن دفع الصادرات المصرية للسوق التركية المترامية الأطراف خاصة وأن الصادرات المصرية لتركيا بلغت 625 مليون دولار خلال الفترة يناير-نوفمير2007 بزيادة نسبتها40%مقارنة بعام2006في المقابل زادت الصادرات التركية لمصر إذ بلغت827مليون دولار ,بزيادة معدلها27% خلال نفس الفترة,ليصبح إجمالي الميزان التجاري1.4مليار دولار بين البلدين حتي نوفمبر2007.
وهناك مجالات عديدة للتعاون بين رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين يأتي في مقدمتها مجالات:المقاولات والبناء والتشييد,خاصة وأن الشركات التركية حصلت علي عدد من العقود المعتبرة في مصر والسودان وعدد من الدول الأفريقية,ويمكن للشركات التركية الاستعانة بالشركات المصرية في هذا المجال.المجال الثاني للتعاون يتمثل في الطاقة,ومساعي مصر لمد خط الغاز الطبيعي المصري إلي أوربا عبر تركيا.والمجال الثالث يتمثل في السياحة المتبادلة المصرية التركية من ناحية وقيام شركات السياحة التركية المنتشرة في الدول الأوربية باستقدام السائحين الأوربين إلي مصر.
مناخ الاستثمار المحفز
يذكر أن عدد الشركات التركية العاملة في مصر بلغ 150شركة,بإجمالي استثمارات550مليون دولار,وهي في حاجة لمزيد من التنمية والزيادة,إذ تأتي تركيا في المرتبة 29علي قائمة الدول المستثمرة في مصر,مع الأخذ في الاعتبار أن إجمالي الاستثمارات التركية في الخارج بلغت6مليارات دولار.وتركيا من جانبها نجحت في جذب استثمارات خارجية قيمتها22مليار دولار عام2007.
وأضاف إميري أوهان أورتيلي المستشار التجاري بالسفارة التركية بالقاهرة :أن مناخ الاستثمار في مصر محفز للغاية,خاصة وأن تكلفة الإنتاج في مصر أكثر انخفاضا فيما يتعلق بأسعار الأرض والطاقة والصرف الصحي وغيره من المرافق,وكذلك الأيدي العاملة والمواد الخادم مقارنة بتركيا.ويأتي تشجيع القطاع الخاص التركي للعمل في تركيا,في ظل تنامي الدول الذي يقوم به القطاع الخاص في الاقتصاد المصري,وتحديدا جمعية رجال الأعمال المصريين التي تتمتع بعلاقات جيدة من الجهات الحكومية والمسئولة في مصر,وهو الأمر الذي يوفر الكثير من التسهيلات,لتأسيس المشروعات المشتركة.مع العلم بأن الشركات التركية تولي أهمية خاصة للعمل في مصر,وتحقق هذا من خلال إنشاء منطقة صناعية تركية للسيارات في مدينة السادس من أكتوبر,وهناك الكثير من رجال الأعمال المصريين الذين يرغبون في التعاون مع نظرائهم الأتراك فيما يتعلق بتوقيع عقود الوكالات التجارية والتعاون الاستثماري في صناعات محددة منها السيارات والملابس الجاهزة والمنسوجات والنقل والمواصلات.