سيبقي توفير الغذاء للشعوب العربية تحديا كبيرا أمام كل الحكومات العربية بلا استثناء, في ظل استهلاك متزايد عاما بعد آخر للغذاء ونقص شديد في الإنتاجية الزراعية, خاصة للمحاصيل الزراعية الرئيسية, مما دفع فاتورة الاستيراد العربية للغذاء لأرقام فلكية, الحكومات العربية والتي باتت تدرك أهمية توفير الغذاء لشعوبها في ظل أزمة مالية عالمية, وكذا أزمة كبري تتعلق بالمتغيرات المناخية وآثارها السلبية علي الزراعة في كافة مناطق العالم باتت تصارع الوقت لاتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة ولنتحدث أيضا بصوت واحد أمام قمة الغذاء العالمي بروما والتي أنهت أعمالها منذ أيام قليلة. وطني رصدت الوضع الزراعي العربي من خلال لفيف من المسئولين العرب المعنيين بقضيتي الزراعة والغذاء.
قبل أن تنعقد قمة روما للغذاء كانت القاهرة قد شهدت اجتماعا مطولا بمقر جامعة الدول العربية حضره وشارك في أعماله المسئولون الكبار في القطاعات الزراعية بالعالم العربي برئاسة وكيل الزراعة بالمملكة العربية السعودية الرئيس الحالي للجمعية العمومية للمنظمة العربية للتنمية الزراعية عبدالله بن عبدالله العبيد لتنسيق المواقف العربية بشأن قمة روما العالمية. وقد أعلنت فاطمة الملاخ مدير إدارة البيئة والتنمية المستدامة في الجامعة أن المسئولين العرب ناقشوا القضايا التي ترغب الدول العربية في طرحها علي قمة روما وكذلك ملاحظات الدول العربية واقتراحاتها بشأن وثيقة مساهمة الأمانة العامة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في تحديد الأهداف والقرارات التي تتمحض عند الإعلان الختامي للمؤتمر والبحث في آلية التنسيق بين الدول العربية خلال اجتماعات المؤتمر وهو ما تحقق بالفعل أثناء المؤتمر وضمن توصياته, إذ أن المجموعة العربية جزء أصيل من عالمها المحيط بها وتعاني مثل كثير من المناطق والتجمعات من نقص الغذاء وندرة المياه وهو ما يسبب أزمة كبيرة نسعي لتفاديها وعدم تحولها لكارثة في حالة تفاقمها.
المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية طارق بن موسي الزد جالي أكد أن أهم ما يميز قمة روما استهدافها الوصول لإنفاق عالمي للقضاء نهائيا علي الجوع بحلول عام 2025م, لافتا إلي أن القمة هذه المرة أخذت في الاعتبار الأهمية التي يتسم بها الأمن الغذائي للحد من الفقر, وإرساء السلام والأمن في العالم لارتباطه بأبعاد سياسية واقتصادية اجتماعية.
المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية طارق بن موسي الزد جالي اعتبر كذلك أن الأمن الغذائي العربي ركيزة للأمن القومي العربي وجزءا من الأمن الغذائي العالمي, مبينا أن المنطقة العربية ليست بمنأي عن الأزمات والأحداث التي تترتب عن العجز الغذائي العالمي, متوقعا أن تتجاوز الفجوة الغذائية العربية أكثر من 70 مليار دولار عام 2030م بحسب تقديرات البرنامج الطارئ للأمن الغذائي.