أحدثت ثورة الغضب النبيل إعادة النظر في نظريات علم الاجتماع والنفس والنظريات السياسية التي عفا عليها الزمن لما أحدثت الثورة من تأثير.
في البداية قال د.صلاح هاشم تقيب الاجتماعيين وعميد كلية الخدمة الاجتماعية العوامل التي أدت إلي الأحداث وأزمة التظاهر وفقا للدراسات تتمثل في غياب وخلل في العقد الاجتماعي بين الشعب والدول حيث شعر الشعب أن هذا العقد أخلت به الدولة وأخلت بواجباتها وفقدت مصداقيتها في هذا العقد والذي كان ينص علي مجموعة من الأمور منها توفير الأمن والمحافظة علي كرامته ومستوي معيشي ومسكني وصحي فضلا عن توفير الغذاء والثقافة والتعليم إلا أن الدول أخلت بالقيام بوظائفها في إطار نظرية العقد الاجتماعي مما أدي إلي حدوث الفوارق الشعبي نتيجة غياب فكرة العدالة الاجتماعية في توزيع موارد الدولة وثمار التنمية في مصر بطريقة غير عادلة والتي تنصب في يد حفنة قليلة من رجال الأعمال وتزاوج السلطة مع رأس المال متمثل في رجال الأعمال الحفنة القليلة التي ارتبطت بالسلطة وأفرزت ثلاث قوي هي السلطة , النفوذ, والمال والتي أحدثت عدم رضا لدي الشعب المصري وأدت إلي تعبئة اجتماعية كوسيلة للضغط علي صانعي القرار للمطالبة بالحقوق.
أوضح أن الثورة أحدثت خسائر للطرفين فرجال الأعمال فقدوا سلطاتهم ولكن الخسائر الأكبر للمواطن المصري البسيط في الطبقة الكادحة المعدمة والتي أثرت علي القدرة الشرائية للمواطن الفقير نظرا لنقص المعروض من السلع فارتفعت الأسعار لتصل إلي أعلي من قدراته الشرائية لذلك قامت هذه الطبقة بمطالبة الاستقرار الاجتماعي حتي يعود كل إلي عمله واندلاع هذه الثورة هو بسبب غياب العدالة الاجتماعية والمساءلة والشفافية.
نوهت الدكتورة سوسن فايد أستاذة علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الفترة التي حدث فيها نوع من التراجع للمسئولية الاجتماعية من قبل الدولة والتخلي عن مطالب المواطنين وتخلي الدولة عن القيام بمسئوليتها تجاه الشعب من توفير سكن وعمل مناسب والذي بدوره أدي إلي استفزاز المواطنين مما أدي إلي ثورة الغضب.
وأوضحت أن المجتمع في الوقت الراهن يعاني من أزمة قيم تتمثل في مظاهر نفاق وظيفي وتراكم إهمال الرأي العام والذي أدي إلي استنفار غير عادي بسبب الكيت والقمع وتجاهل المطالب والتخلي عن المسئولية الاجتماعية مما أدي إلي انعدام الثقة وتفتت العقد الاجتماعي.
أوضحت د.عليا رافع أستاذة الأنثربيولوجي بجامعة عين شمس: أن ثورة 25يناير سابقة لم تحدث في تاريخ الإنسانية المعروف ولدينا ثورة دون قائد أو أيديولوجية محددة وتجمع فيها علي الإيديولوجيا والعقائد والطبقات.