أعلنت جامعة الدول العربية عن تقرير التنمية البشرية2009 الذي أعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت عنوانالتغلب علي الحواجز:قابلية التنقل البشري والتنمية.
وقالت الدكتورة سيما بحوث الأمينة العامة المساعدة للشئون الاجتماعية بالجامعة العربية إن التقرير ركز علي توضيح العلاقة بين الهجرة والتنمية,كما أظهر أن إخفاق سياسات التنمية البشرية في بعض بلدان الجنوب علي سبيل المثال أدي إلي زيادة معدلات الهجرة فيها,كما أنه علي الرغم من أن للهجرة فوائد تنموية عديدة إلا أنها لا يجب أن تكون بديلا عن إصلاح السياسات التنموية.
وأوضحت الأبحاث أن المنطقة العربية تعد من أكثر مناطق العالم تأثيرا في الحراك البشري وتأثرا به بسبب الهجرة بين البلدان العربية أو الهجرة الوافدة إليها ومنها,كما أن المنطقة العربية من أكثر مناطق العالم معاناة من الحروب والنزاعات المسلحة خاصة تلك الناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية,ومن ثم تعد المنطقة العربية من أكثر المناطق معايشة للجوء السياسي والهجرة القسرية وما يصاحبها من معاناة وفقر وجوع وتهميش ومصادرة الحقوق المشروعة.
ولفتت الأبحاث النظر إلي أنه من المتوقع تزايد أعداد المهاجرين وتنوعهم خلال السنوات المقبلة نتيجة للتغيرات المتوقعة في المناخ والتغيرات البيئية الأخري كالتصحر وشح المياه وتآكل الشواطئ.
وأشارت إلي اهتمام الجامعة العربية بقضايا الهجرة والمهاجرين حيث أكد مجلس الجامعة العربية علي المستوي الوزاري في دورته 133 علي ضرورة التنسيق العربي في مجال الهجرة علي مستوي الخبراء والمسئولين تحضيرا للمشاركة العربية الموحدة في المنتدي العالمي للهجرة والتنمية الذي سيعقد في المكسيك في نوفمبر المقبل.
وأشارت إلي وجود العديد من التحديات المتعلقة بالهجرة من أجل تحقيق التنمية والتكامل المنشودين وأهمها:نقص البيانات الدقيقة حول الهجرة الدولية والحراك البشري العربي عامة,وعدم توفر مسوح شاملة حول الهجرة وطنيا إقليميا تمكن من متابعة المستجدات في تيارات الهجرة وخصائص المهاجرين وتأثير الهجرة علي التنمية والفقر والجوع والاستثمار.
بالإضافة إلي هجرة الكفاءات العربية إلي خارج المنطقة,حيث وصل تقديرها في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي إلي مليون كفاءة عربية مهاجرة,ويكمن التحدي في الكيفية التي يمكن بها ترشيد هجرة الكفاءات من التخصصات التي تحتاجها التنمية العربية خاصة في مجال الصحة والتعليم والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
من جانبها أوضحت د.مني همام نائبة المدير الإقليمي للدول العربية ورئيسة المركز الإقليمي للدول العربية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي,أن الهجرة لا تنشأ كلها في اختيارات طوعية تهدف إلي توسيع نطاق الحريات والخيارات المتاحة,فالحروب والنزاعات تجبر الملايين حول العالم علي الفرار من منازلهم وقراهم وترك أوطانهم للنجاة بحياتهم وسبل عيشهم,موضحة أن منطقتنا العربية تحتل الصدارة في هذا المضمار. حيث تأوي حوالي17 مليونا من اللاجئين والنازحين داخليا بسبب الحروب والنزاعات,وهو ما يوازي نصف عددهم الإجمالي علي مستوي العالم كله,بل أن الأردن وحدها تضم نحو17% منهم بينما تضم سورية نحو14% وهو ما يعني أن واحدا من كل ثلاثة من اللاجئين بسبب الحروب علي مستوي العالم أجمع يعيش في أي من هاتين الدولتين العربيتين.
وشددت علي ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع قضايا الهجرة القسرية التي لا تتوقف فقط علي الحروب والنزاعات وإنما تمتد إلي التغيرات المناخية والتي تتسبب في إحداث تحركات كبري للسكان حول العالم وفي منطقتنا العربية بالذات,إما بسبب ارتفاع منسوب البحر وغرق بعض المناطق الساحلية والمنخفضة أو بسبب شح المياه الضرورية للحياة.
وشددت علي ضرورة التعاون بين الجامعة العربية والباحثين والخبراء العرب لتشخيص الواقع واستكشاف أبعاد التحديات التي تقف في طريق التنمية وصولا إلي تحقيق التنمية العربية.