عطاؤك للآخرين يؤكد حبك لهم, فالعطاء أكبر دليل علي الحب, إنك لاتستطيع أن تحب دون أن تعطي, كما أن العطاء هو سر النجاح, والعطاء أيضا يحسن من صحتك ويزيد من سعادتك كما يؤكد لنا العلماء, فقد اتضح من خلال استفتاء بريطاني تم علي مجموعة من المتطوعين أن نصفهم أشاروا إلي تحسن حالتهم الصحية أثناء قيامهم بالأعمال التطوعية, كلما بذلت من نفسك وجدت المزيد لنفسك.
ولكن ماذا تعطي؟ ما أنواع العطاء التي يمكن أن نقدمها للآخرين؟ تستطيع أن تعطي من مالك ومن وقتك, تعطي بأذنيك عن طريق الإصغاء للآخرين- تعطي بالعلم والمعرفة- بالنصيحة والإرشاد- تعطي بالكلمة الطيبة- بالابتسامة الصادقة, بالكلمة المشجعة, العطاء أنواعه كثيرة ومتعددة, تأكد من أنه عندما يكون قلبك شغوفا نحو العطاء ستجد الوسيلة التي تعطي من خلالها, إنك عندما تعطي تتاح لك فرصة ترك بصمة إيجابية قوية أثناء حياتك, بل وبعدها, امنح دون انتظار المقابل وسوف تجني أكثر مما تتخيل, إن العطاء صفقة يفوز بها كلا الطرفين, إذا وجدت نفسك تشعر بتعاسة ادخل السعادة إلي قلب شخص غيرك وانظر ماذا سيحدث, وإذا شعرت بالفراغ وعدم الإشباع قدم عملا ذا معني وقيمة وانظر ماذا سيحدث, لن تجد سعادة أكثر قيمة من العطاء بحب.
في هذه الفترة المصيرية التي تمر بها بلادنا ماأحوجنا إلي تفعيل قيمة العطاء, عندما تتذوق حلاوة عادة العطاء سوف تدمنها, عندما يعطي كل شخص منا ولو قليلا سيحدث فارقا هائلا في المجتمع.
يخبرنا علماء التنمية البشرية عن تمرين عندما نستخدمه سوف يحدث تأثيرا قويا في مجتمعنا وبلادنا والعالم أجمع, التمرين هو: عندما يقوم كل فرد منا بثلاثة أعمال خير يوميا ويطلب من كل شخص من الثلاثة الذين ساعدهم أن يقوم كل فرد منهم بمساعدة ثلاثة آخرين يكون المجموع تسعة, وعندما يساعد كل شخص من التسعة ثلاثة أشخاص آخرين, ويطلبوا منهم نفس الطلب أن كل شخص يساعد ثلاثة آخرين, وبتكرار التمرين يوميا لمدة أسبوعين سيصل عدد المستفيدين من المساعدات إلي 4 ملايين و 782 ألفا و 966 شخصا!!
أحلم بيوم تفعيل هذا التمرين في مصرنا العزيزة, كل عمل عظيم في الدنيا بدأ بحلم, بالحب والعطاء والبذل وإحياء كل قيمنا الإنسانية سوف نجعل يومنا جميلا وبنعمة ربنا بكره أحلي.
خبير التنمية البشرية بهولندة
.comwww.miladmoussa