الزميلة نادية برسوم تحدثت عن رسالة وطني عبر خمسين عاما…وفي بداية كلمتها وجهت الشكر لقداسة البابا شنودة الثالث,وللسيدة الفاضلة قرينة الراحل العظيم الأستاذ أنطون سيدهم وللضيوف الكرام والزملاء الأعزاء…وقالت:
تكريم كل فكر وقلم ساهم في إصداروطني عبر نصف قرن
اجتمعنا اليوم لنحتفل بمرور خمسين عاما علي صدور جريدتنا المتوجة وطني في يوبيلها الذهبي…نحتفل سويا بمرور نصف قرن من الزمان علي صدور جريدة الأحد الكبري…وطني-التي صدر عددها الأول في ديسمبر1958 ثمرة جهود دؤوبة للرجل الذي شغل بها,الراحل العظيم الأستاذ أنطون سيدهم.
نصف قرن من النضال الصحفي في محراب صاحبة الجلالة تمسكت فيهاوطني برؤية صحفية وإعلامية واضحة المعالم نذكر بعضا من ملامحها:
*آثرت وطنيمنذ صدور عددها الأول ألا ترتدي النظارة السوداء في تناول موضوعاتها الصحفية.
ولا تلك الوردية التي تجمل الواقع,وتمسكت بالموضوعية في تناول موضوعاتها الصحفية,فتري واقع المجتمع بإيجابياته التي تستحق الإشادة وسلبياته التي تدق لها ناقوس الخطر.
*التزمت وطني بمعيار المواطنة بين السبق الصحفي ومصداقية الخبر ولم تقدم ما يثير أو يدغدغ مشاعر القراء,بل عمدت إلي الارتقاء بالذوق العام بتقديم ما يبني وما يفيد.
وربما لذلك لم تفرد صفحاتها لأخبار الحوادث أو الخوض في الحياة الخاصة للفنانين والمشاهير.
*تمسكت وطني في مشوارها الصحفي باحترام قارئها قلم تخلط بين التحرير والإعلان ولم تستخدم الإعلان التحريري إلا بوضع إشارات تحدده وبذلك تعطي ما للمعلن للمعلن وما للقارئ للقارئ…وبهذا تشهد التقارير الدورية التي يصدرها المجلس الأعلي للصحافة بأن وطني تأتي في صدارة الصحف المستقلة تمسكا بالمبادئ الصحفية وبوضوح مصادر الأخبار والمعلومات.
*هموم الأقباطملف أساسي حملته وطني عبر سنواتها الطويلة,ولكنها وضعته علي مائدة هموم أبناء الوطن الواحد مصر.
وطرحت الجريدة هذا الملف مع ملفات حقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل وهموم المواطن المصري بكل فئاته .
نصف قرن حفلت سنواته بفصول مضيئة من الممارسات الصحفية التي أرسي دعائمها ورسخ مبادئها مؤسسها الأستاذ أنطون سيدهم,واستطاعت وطني بقيادة المهندس يوسف سيدهم رئيس التحرير أن تنمي الوزنة التي تركها مؤسسها,فتقدمت في تقنيات الطباعة والإعداد مواكبة للتقدم التكنولوجي,وأصبحت تصدر -كما تعلمون- في ثلاث لغات وهي وطني باللغة العربية وعمرها خمسون ربيعا و وطني إنترناشيونال باللغة الإنجليزية وعمرها ثماني سنوات ووطني فرانكوفون وعمرها ثلاث سنوات,فضلا عن وطني برايل التي تعد أول دورية صحفية للمكفوفين في مصر بل في المنطقة العربية بأسرها…وهذا إيمانا من الجريدة بدورها نحو ذوي الاحتياجات الخاصة.
*لم يقتصر دور وطني علي النشر وإنما اتجهت للعمل الميداني مع الشباب من خلال تأسيس برلمان شباب وطنيعام2000,وجدت من خلاله مبادئ عديدة مثل قبول الآخر,والاختلاط الصحي بين الجنسين,وعدم التمييز بينهما,وانصهار المسلمين والأقباط في بوتقة واحدة واحترام الحق في الاختلاف في الرأي.
وكانت حصيلة البرلمان تخريج مئات الشباب من الجنسين لينضموا إلي المؤسسات الحزبية والأهلية حاملين في داخلهم هذا الفكر الجديد الذي يتجاوز الفجوة المجتمعية بين الجنسين والتباعد بين أتباع العقيدتين.
*يبقي أن نذكر أن أهم ملمح لجريدة وطني -ملكتنا المتوجة في عامها الخمسين- أنها رسخت مفهوم أسرة وطني لدي كل العاملين فيها…فكلنا نشعر أنوطني بيتنا الثاني الذي ربما نقضي فيه وقتا أطول من بيتنا الأول.
وروي المهندس يوسف سيدهم هذه الروح الطيبة التي غرسها الأستاذ أنطون سيدهم فظلت وطني شجرة عفية مثمرة تسقط عنها أوراق عزيزة إلا أنها تنبت أوراقا أخري خضراء وبراعم يانعة