تتبعا لمسيرة الصحف القبطية التي عرضها رائد الصحافة القبطية الأستاذ نجيب كيرلس المنقبادي في بابمن دفتر أحوال الوطنمنذ انضمامه إلي أسرةوطنينجد مجلةالكرمةإحدي المجلات الدينية الأدبية التاريخية لصاحبها ومنشئها الأستاذ حبيب جرجس ناظر المدرسة الإكليريكية للأقباط الأرثوذكس وكانت لسان حال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تلك الفترة.صدر عددها الأول في يناير عام1914.أصدر أيضا سلامة موسي مجلةالمجلة الجديدةوكان عضو رابطة الشباب القبطي المنتدب للصحيفة الأستاذ كامل عطية المحامي ص.ب144 الفجالة.المقر العام للمجلة24حارة جاد شارع الفجالة قيمة الاشتراك السنوي بها10 مليمات.هناك أيضا مجلة عين شمس التي صدر عددها الأول يوم الاثنين أول توت سنة1617 قبطي قيمة الاشتراك50قرشا,صاحباها والمديران إقلاديوس يوحنا,لبيب الميري.أما جريدةالإنذارفهي صحيفة سياسية أسبوعية تصدر يوم الأحد من كل أسبوع,صاحبها ومحررها والمسئول عنها وناشرها الأستاذ صادق سلامة,صدر عددها الأول يوم3يناير سنة1931,اشتراكها السنوي مائة قرش.رصدنا أيضا جريدةالحقوهي صحيفة دينية أدبية أسبوعية يحررها نخبة من الآباء ونبلاء الطائفة القبطية,صدرت في يوم السبت الموافق4أبريل عام1896 الموافق27برمهات عام1612 قبطي قيمة اشتراكها السنوي 25قرشا داخل القطر المصري,وجميع المراسلات يجب أن تكون خالصة الأجرة باسم صاحب الجريدة ومديرها يوسف منقريوس ناظر المدرسة الإكليريكية القبطية الأرثوذكسية,اتخذت الصحيفة شعارا لها الآية التالية:الله يريد أن جميع الناس يخصلون وإلي معرفة الحق يقبلون.تتبع الأستاذ نجيب المنقبادي أيضارسالة المحبةالتي صدرت في مايو عام1952عن جمعية المحبة القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة جريدةالوطنكانت تصدر يوم السبت من كل أسبوع,وكان عددها الأول يوم28ديسمبر عام1877,اشتراكها السنوي15فرنكا,محل إدارتها وأماكن بيعها في المحروسة محل الخواجات برسوم جريس وعوض حنا أمام لوكاندة شبت بالأزبكية,وتباع عند محمد أفندي خلفية الموسكي,جميع المراسلات والمكاتبات باسم جرجس أفندي ميلاد بمدارس الإنكليز بالفجالة,الإدارة العامة شارع كلوت بك بجوار منزل ملك جرجس بك جلبي.أما مجلةالتوفيقوهي أدبية تهذيبية فتصدر عن جمعية التوفيق القبطية المركزية بالقاهرة كل يوم سبت أسبوعيا,صدر عددها الأول في سبتمبر سنة 1895,اشتراكها 10قروش في السنة تدفع سلفا,وتوزع علي الإكليروس والمدارس القبطية جميعا مجانا بدون مقابل.
هناك أيضا مجلةفرعونملية اجتماعية وسياسية تصدر مرتين في الشهر,صاحبها ومحررها توفيق حبيب,صدرت في أول نوفمبر 1910,وكان من أشهر وأهم مقالاتها:قضية القمص سرجيوس التي تصدرت الصفحة الأولي من المجلة في أول نوفمبر سنة1913,ولأعداد متتالية بقلم الأستاذ توفيق حبيب ورسائل القراء حول ما كان يتهدد القمص مرقس سرجيوس(الملقب بخطيب الثورة)من الحرم والشلح قصاصا منه علي الآراء الحرة والجريئة التي جاهر بها والأعمال الإصلاحية التي أتاها وكيف أنه حسم الخلاف وقضي علي آمال الجامدين فعاد القمص إلي مقر وظيفته مكرما.
من الصحف اليومية الأخري كانت جريدة الفلاح المصريوهي صحيفة سياسية اجتماعية تصدر في القاهرة,كان عددها الأول يوم الأربعاء أول سبتمبر سنة1926,صاحبها ورئيس تحريرها الأستاذ بطرس بطرس جاد,الإدارة شارع قولة نمرة32 اشتراكها السنوي20قرشا,كانت أهم المقالات التي تناولتها:القضاء علي مظالم الأمم ضد بعضهاوالدعوة لإنشاء حكومة عالمية تنزع السلاح وتمنع القتال وتعمم المساواة وترفع راية السلام العام في كل إنحاء الأرض,هذا بالإضافة إلي مجلات أخري مثلالسباق,قارون,اليقظة.
علي خلفية الشروع في إعداد قانون جديد للحبس الاحتياطي ومنع الحبس في قضايا الرأي والنشر وما يتبعه من حريات بعد مطالبة الرئيس مبارك بإلغاء الحبس الاحتياطي لرجال الفكر والصحافة الذي أعلن في يونية عام2006 تأكيدا لحرية النشر والصحافة,اختلفت الرؤي فيما يتعلق بحرية نشر الكلمة وحرية الصحافة والصحفيين والاختلاف في الحكم علي هذا الأمر بين معارضين ومؤيدين.
رصد الأستاذ نجيب المنقبادي في يونية 1995,يونية 2006 وتحدث عن آراء الطرفين,كبار الزعماء والمستبدين والطغاة من رجال الحكم والسلطة في العالم وهؤلاء كانوا دائما يعارضون حرية الرأي ويضطهدون الصحافة والصحفيين حتي أن دياز رئيس جمهورية المكسيك السابق قال:أود أن أكون صاحب معامل الورق والحبر لأحرقها,وقال القيصر نقولا الثاني قيصر روسيا السابق عن الصحافة:جميل أنت أيها القلم,ولكنك أقبح من الشيطان في مملكتي,وقال السلطان عبد الحميد سلطان تركيا عقب خلعه من منصبه:لو عدت إلي يلدز (مقر السلطان العثماني)لوضعت محرري الجرائد كلهم في أتون.الرأي الآخر كما ورد في عدد من الصحف والمجلات القديمة كان للمفكرين والأحرار من رجال الحكم والسلطة,وهؤلاء دائما كانوا يرحبون بالصحافة ويشجعون الصحف لتنقل لهم رأي المحكومين مثل تولستوي فيلسوف روسيا أيام الثورة الشيوعية عام1917 ومقولته الشهيرة:الصحافة نفير السلام وصوت الأمة وسيف الحق القاطع ومجيرة المظلومين وشكيمة الظالم,فهي تهز عروش القياصرةمن الكلمات المأثورة في نفس الإطار مادونته مدام دي ستايل الفيلسوفة الفرنسية:إن حرية الصحافة هي الحرية الوحيدة المعلقة عليها سائر الحريات,وكذلك قال الزعيم سعد زغلول:الصحافة حرة تقول في حدود القانون ما تشاء,وتنتقد ما تريد فليس من الرأي أن نسألها لما تنتقدنا بل الواجب أن نسأل أنفسنا لما نفعل ما تنتقدنا عليه.
وعلي أثر بداية ظهور الأقباط في المناصب القيادية بوضوح منذ تعيين الفريق فؤاد عزيز غالي قائدا للجيش الثاني في حرب أكتوبر عام1973,ثم محافظا لجنوب سيناء في عهد الرئيس الراحل أنور السادات.تناولتوطني في باب مندفتر أحوال الوطنتحت عنوان:الأقباط في المناصب القيادية في مصركيف برز هذا الدور بوضوح في عصور سابقة,من خلال التنقيب والبحث في الصحف القبطية القديمة التي رصدت هذا الأمر منذ القرن التاسع عشر في عهد محمد علي باشا حيث تم تعيين عدد من الأقباط في المناصب المهمة في الدولة مثلرزق أغا حاكمامدير المديرية للشرقية,ومكرم أغا حاكمالأطفيح وميخائيل أغا حاكماللفشن,وبطرس أغا حاكمالإقليم برديي بصعيد مصر.ويتوالي تعيين الأقباط في هذه المناصب القيادية الرئيسية في العصر الحديث نذكر مثلا:نوبار باشا أول مسيحي أرمني يتولي رئاسة الوزراء (ناظر النظار)في عهد الخديو إسماعيل عام(1878-1879),بطرس باشا غالي في نفس المنصب (1908-1910),يوسف وهبة باشا رئيسا للوزراء(1919-1920),صليب سامر بك وزيرا للحربية والبحرية في وزارة يحيي باشا(1933-1934)وهو أول قبطي يتولي تلك الوزارة,وكان هذا بتوصية شخصية من الملك فؤاد بنفسه,ويصا واصف الببلاوي وكيل مجلس النواب ثم رئيسا له في فترات تالية,واصف غالي في وزارة الخارجية,ومكرم عبيد ومرقص حنا وكامل صدقي في المالية,كامل إبراهيم وصادق وهبة في وزارة الزراعة,وفي وزارة النقل والمواصلات كان توفيق دوس وواصف سميكة وصادق وهبة,وفي عهد الرئيس الراحل أنور السادات تقلد فكري مكرم عبيد منصب نائب رئيس الوزراء لشئون مجلسي الشعب والشوري…قدمتوطنيهذه السلسلة التاريخية المهمة لتثبت وتؤكد حقيقة مهمة وأساسية هي أن من حق جميع المواطنين أبناء هذا الوطن سواء مسيحيين أو مسلمين تقلد هذه المناصب القيادية والحساسة لخدمة المجتمع بدون تمييز بين فرد وآخر بسبب اللون أو العرق أو الدين.