تعد بقايا الأغذية من المخاطر الموجودة بكثرة في معظم المنازل,ويعتبرها المتخصصون سموما خطيرة يجب التعامل معها بحرص,ويحاول البعض استخدام هذه المواد في بيعها لبعض الأماكن والاستفادة من ذلك ماديا,ورغم خطورة هذا الأمر,إلا أن هناك غيابا ملحوظا للأجهزة الرقابية من أجل القضاء علي هذه الأساليب والسلوكيات التي يمكن أن تسبب العديد من المشكلات,وحول هذه الأمور أعدتوطنيهذا التحقيق.
أبرز الدكتور مجدي نزيه رئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية خطورة بقايا الأغذية لكونها قنابل موقوتة داخل المنازل,حيث إن هذه البقايا تنمو بها فطريات تخلف سموما عديدة,وتؤدي إلي سرطان الكبد في بعض الأحيان,وتظهر هذه السموم بوضوح علي الخبز المتعفن واللحوم,والفاكهة الحامضية مثل الليمون والجوافة وكذلك الطماطم,ويمكن أن تظل هذه السموم داخل جسم الإنسان لعشرات السنين ولا يستطيع الجسم التخلص منها.
المخلفات لها مفهوم
قالت الدكتورة أماني عبدالله الباحثة بقسم بحوث تكنولوجيا اللحوم بمركز البحوث الزراعية إن هناك اختلافات عديدة حول تحديد مفهومالمخلفات,خاصة وأن السلوكيات الخاطئة التي اعتاد عليها المواطنون تزيد من صعوبة تحديد المقصود من المخلفات.معروف أن المخلفات تدخل في كثير من الصناعات الغذائية أو الصناعية,مثل استخدام الدم في إنتاج الزلال الأبيض المستخدم في صناعة صبغات الأقمشة والورق ودباغة الجلود,والزلال الأسود المستخدم في لصق الأخشاب وصناعة رغوة إطفاء الحريق.
أضافت أنه نتيجة لغياب الوعي والرقابة يتم استخدام الحيوانات المريضة والنافقة أو بعض أجزاء الذبائح غير المسموح باستهلاكها في إنتاج مسحوق اللحم والعظم لتدخل في غذاء الحيوان والطيور,كذلك تستخدم الدهون في صناعة الصابون والجلسرين وزيوت التشحيم والريش والحوافر الخاصة بالطيور تدخل في صناعة علائق الحيوانات.
وأشارت إلي أن مخلفات العظام الحيوانية تستخدم في غذاء الإنسان,مثل استخدام العظام لمواجهة النقص في البروتين,واستخدام أمعاء الدجاج في غذاء الإنسان,عن طريق إضافتها لجزء من اللحوم في صناعة السجق,بالإضافة إلي الحصول علي البروتين والدهن واستخدامهما في كثير من المنتجات الغذائية,وتستخدم أرجل الطيور في صناعة الجيلاتين الغذائي,بل وتستمر هذه السلوكيات الخطيرة في استخدام أمعاء الحيوانات كمصدر لأغلفة السجق.
تدوير المخلفات
من جانبه قال الدكتور فوزي الشبكي أستاذ التغذية إن هناك أبحاثا خاصة باستخدام كل بقايا الأغذية,سواء كان ذلك عن طريق استخدامها كغذاء للإنسان أو الحيوان,أو عن طريق تصنيعها كمواد يستخدمها الإنسان في أغراض مختلفة مثل مخلفات المجازر ومصانع اللحوم,ورغم أنه تم منع استخدام بقايا المجازر في أعلاف الحيوان,إلا أنه يتم الانتفاع منها في عمل السماد العضوي,وإن كانت هناك حاجة إلي إمكانات وبحوث مختلفة للانتفاع بها.
ويعد تدوير المخلفات من أحدث الأساليب المتبعة في الدول الأوربية للتخلص من بقايا الأغذية بصورة آمنة,حيث لا يتم استخدام هذه البقايا في غذاء الإنسان أو الحيوان إلا بعد التأكد من خلوها من الميكروبات أو المواد السامة.
أشار الدكتور أحمد عبد الهادي أستاذ الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة إلي أن بقايا الأغذية من المخلفات العضوية يمكن استخدامها لتوليد الطاقة عن طريق عملية كيميائية من ضغط وكبس وتسخين لدرجة حرارة عالية في أماكن مفرغة من الهواء والأكسجين.
ويتم استخدامها علي هيئة قوالب في محطات توليد الكهرباء الحرارية بدلا من استخدام المازوت أو المواد البترولية الأخري,وعلي الرغم من أهمية هذا الأسلوب,إلا إنه لابد أن يتم تنفيذه خارج المدن,لأنه يسبب أضرارا عديدة للغلاف الجوي نظرا لانبعاث غازات سامة,ولابد أن يكون هذا المكان بعيدا بمسافة5-10كم خارج المدن,وتعد هذه العملية من أفضل الطرق لتدوير المخلفات وبقايا الأغذية,كما يمكن الاستفادة من بقايا الأغذية عن طريق الحرق لأنها إذا تركت تتخمر وتنبعث منها غازات وروائح كريهة, بالإضافة إلي إمكانية استخدامها كعلف للحيوان.
وأشار إلي خطورة تغذية الدواجن المنزلية علي الخبز المتعفن وبقايا الأغذية,خاصة أن هذه البقايا قد تساعد علي رفع مستوي السموم الفطرية داخل كلية الدجاجة,وبالتالي إصابة الإنسان بالأمراض عند التغذية علي هذه الدواجن,بالإضافة إلي أن بعض محلات الحلويات تستخدم البيض المكسور والفاكهة الفاسدة علي الرغم من نمو بعض الفطريات,مما قد يؤدي إلي إصابة الإنسان بالفشل الكلوي والعديد من الأمراض الأخري.