** كنا أول من سمعنا عن ظهور العذراء, ولكن حقيقة في البداية لم أصدق ما قيل.. وكنت في ذهابي وعودتي إلي الكلية أمر أمام الكنيسة.. وكانت المنطقة في هذا الزمان هادئة جدا.. واسترعي انتباهي أثناء مروري أمام الكنيسة وجود بعض أولاد مدارس الأحد جالسين علي الرصيف أمام الجراج المواجه للكنيسة.. لفتوا انتباهي فسألتهم: قاعدين كده ليه يا أولاد؟!.. قالوا في صوت واحد: قاعدين مستنيين نشوف العذراء.. وفي الحقيقة حتي هذه اللحظة لم أكن أتخيل أن العذراء ممكن تظهر, فنصحتهم أن يعودوا إلي بيوتهم ليذاكروا دروسهم, وتركتهم وواصلت سيري.. بعد يومين ثلاثة وأنا في طريق عودتي وجدت الأولاد زادوا بقوا حوالي 15 أو 20 وما لفت انتباهي أكثر أن وسطهم أعداد أخري من الشباب والرجال فسألتهم.. وجاءتني نفس الإجابة, الأهم أن بعض الكبار أكدوا لي أنهم شاهدوا العذراء بالليل.. وقررت أن أنزل بعد منتصف الليل.. واعتدت أن أنزل في ليالي كثيرة, وأقف وسط الناس الذين كانوا يتزايدون يوما بعد يوم.. وكثيرا ما كنا نري طيف واضح لا يقبل الشك أبدا, واضح فيه السيدة العذراء ترتدي ثوب لبني فاتح في لون السماء.. أحيانا كانت تتحرك حركة بسيطة, ومرات كانت تقف فوق القبة وتبارك الشعب بحركة هادئة من يديها.. ورأيت بعيني كثير من المعجزات تحدث أمامي أثناء ظهور العذراء أو في غير أوقات الظهور.
* يمضي الأنبا مرقس في حديثه فيصف هذه الأيام التي كانت سبب بركة كبيرة لمنطقة الزيتون التي ولد وعاش فيها طفولته وشبابه.. يقول:
** بدأ الخبر ينتشر في مصر كلها.. وبدأت أعداد ضخمة تتوافد من كل مكان, وتقضي الليل كله في تسابيح وتماجيد وعيونها متطلعة إلي قبة الكنيسة حتي يتلاشي ظلام الليل ويطلع نور الصباح.. وارتبط الناس بالكنيسة, حتي غير المسيحيين كانوا يأتون ليروا العذراء.. وواجهتنا مشكلة إقامة الاجتماعات وعمل القداسات داخل الكنيسة.. فالمكان ضيق والأعداد غفيرة, والزحام شديد جدا واستمر لأكثر من عام, فرأي قداسة البابا أن تشتري الكنيسة فيلا كانت علي أرض الجراج, وبنشاط مجموعة من الخدام فتحنا الحجرات علي بعضها, وأقيمت كنيسة باسم القديس أثناسيوس حامي الإيمان, وبدأ قداسة البابا يبعث آباء كهنة ليصلوا في الكنيسة, وبدأنا نحن نستخدمها بعد القداس كفصول لمدارس الأحد, وتركنا كنيسة الظهور للزوار الذين يتوافدون لنوال البركة.
* اختتم نيافة الأنبا مرقس حديثه قائلا:
** حقيقي بركة الظهور أحدثت تغيير جذري في النشاط الروحي والعمراني للكنيسة وما حولها, وكثيرين جدا من سكان المنطقة يواظبون علي قداسات الكنيسة وعلي الاجتماعات الروحية, ومازالت العذراء – سلام الرب عليها – تمد يد المعونة وتجري المعجزات وستظل كنيسة العذراء بالزيتون بركة علي مدي الأيام.