تعاني العشوائيات العديد من المشاكل, أهمها وأخطرها شباب العشوائيات الذي نشأ في ظل نقص الخدمات الأساسية والإمكانات المادية, وكنتيجة طبيعية تطبع هؤلاء الشباب بالممارسات غير الأخلاقية, وكمثال يزيد إدمان شباب العشوائيات للمخدرات بنسبة 50% عن المتوسط العام في مصر(حسب تقرير التنمية البشرية2010).
فالمناطق العشوائية والأحياء الفقيرة تولد السلوكيات الخطيرة وذلك لغياب الحد الأدني من معايير الأمن والانضباط, وانتشار البطالة والفقر والمرض والجهل, حيث يعاني 20% من أطفال العشوائيات أوجه الحرمان تبلغ نسبة الفقر في مصر 21.6(حسب تقرير البنك الدولي 2010), كذلك يشير التقدير الصادر عن اليونيسيف أن نصف الأطفال أي 47% من أسر العشوائيات يعانون الحرمان بصورة حادة في واحد علي الأقل من(الصحة- التعليم- المأوي- التغذية- المياه-الصرف الصحي- المعلومات). هناك 17% من شباب العشوائيات بما يعادل 3ملايين شاب لم يستكملوا تعليمهم الأساسي ولم يسبق لهم التعليم.
وتعاني العشوائيات كذلك من البطالة وأوضح تقرير التنمية البشرية 2010 أن 29% من شباب العشوائيات عاطلون, 72% من الأشخاص العاملين لديهم عمل دائم, 18% لديهم عمل عارض, 9.2% لديهم عمل مؤقت, أقل من 0.08% لديهم عمل موسعي.
كذلك تعاني العشوائيات من تدهور وسوء الخدمات الصحية فهناك 35% من الفتيات المتزوجات حديثا خلال السنوات الخمس الماضية أي(768 ألف شابة) لم يحصلن علي رعاية قبل الولادة, وهناك 17% من الأطفال تحت سن الخامسة محرومون من الغذاء.
وأعد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار 2009 بث ميداني عنشباب العشوائيات وأسفر البحث في نتيجته النهائية أن أهم مخاوفهم(ارتفاع الأسعار- المرض-الفقر- البطالة), أما عن رؤيتهم حول اعتمادهم علي الدولة فجاءت النتيجة أن اعتمادهم علي الدولة بنسبة 2%.
ونتيجة لكل أوجه الحرمان التي تعاني منها العشوائيات لا يشعر شباب العشوائيات باعتمادهم علي الدولة وهو ما تحقق في ثورة 25يناير حيث ملئ ميدان التحرير من شباب العشوائيات مؤيدين للثورة التي وجدوا فيها أملا في للتغيير ومعارضين للثورة جندهم النظام السابق بمقابل مادي أو صالح خاصة بسيطة.
وظلت هناك فئة وسط وجدت السرقة والاستيلاء علي الأسواق التجارية والبنوك والمحلات التجارية في ظل الغياب الأمني أثناء الثورة سبيلا للصراخ لينتبه لهم المجتمع ويعترف أن لهم أيضا حقوق.
فالعشوائيات قنبلة موقوتة همشتها الحكومة وتنصلت من دورها نحوهم, وتصرخ الآن خوفا منهم ومن المشاكل الناتجة عن العشوائيات والتي باتت تهدد المجتمع كله…من الجرائم والسرقات والمخدرات وأخيرا…الفتنة الطائفية التي وجدت تلك المشاكل بيئة صالحة لها لذلك ينبغي أن تضع الدولة خطة لهيكلة هذه المناطق.