كانت شرارة البداية دعوة أطلقها أحد تجار المصوغات بمدينة بنها حملت عنوان معا.. ضد ظلم الضرائب وتم توجيهها لكل التجار والصناع ببنها وضواحيها, وكان من المخطط أن تنتشر في كل أرجاء القليوبية.
وقد انطلقت الدعوة من منطلق أن فئة التجار والصناع كانت أيضا واقعة تحت نير الظلم, وكانت مصلحة الضرائب بشقيها (عامة- مبيعات) بمثابة مصلحة لجباية الأموال بدون وجه حق.. لذا ومن هذا المنطلق يجب علي التجار التظاهر بشكل سلمي للمطالبة بعدة مطالب مشروعة أهمها إسقاط المديونيات القديمة لقيامها علي تقديرات مبالغ فيها, وعلاج مشكلة (الأعباء العائلية) ووجوب استفادة الشركات الصغيرة منها وعدم المطالبة بمبالغ بين الحين والآخر بحجة أنها (فوائد) أو (فروق تقدير).. وأخيرا تعديل أسس المحاسبة الضريبية لكل الأنشطة التجارية والصناعية بشكل يراعي حالة الركود التي تسود الأسواق أغلب شهور العام.. وأيضا بعض الظروف الخاصة الاستثنائية مثل الأحداث الأخيرة التي مرت بها البلاد, وما ترتب عليه من حالة شلل للأنشطة التجارية والصناعية.. ورغم إجماع التجار علي الموافقة علي تلك المطالب العادلة إلا أنهم لم يوافقوا علي التظاهر مفضلين الالتقاء بالمسئولين بضرائب القليوبية.. وبالفعل وبعد تحديد موعد مع محمد النحاس وكيل وزارة المالية بالقليوبية.. تم اللقاء بحضور وفد من التجار يمثلون عدة أنشطة.. وكان في انتظار الوفد بعض مأموري الحجز وموظفين آخرين بضرائب القليوبية.
ورغم البشاشة والترحاب اللذين أظهرهما وكيل وزارة المالية في مقابلته للتجار إلا أنه لم يقدم لهم حلولا لمشاكلهم الكبري التي عكستها مطالبهم, ولكنه قدم وعدا بالتمهل في سداد الديون وتقسيطها لمن يرغب مع التقليل بقدر الإمكان من ملاحقة مندوبي التحصيل والحجز للممولين.
وآخر ما ذكره وكيل الوزارة أن هناك بعض التعديلات في القوانين ولكنها مازالت محل الدراسة وسيأخذ الأمر فترة زمنية طويلة نسبيا.