وعلي الأرض السلام.. هكذا قال لنا السيد المسيح, سلامي أترك لكم, سلامي أعطيكم, وقد حاول الإرهاب أن ينزع منا السلام ويسكن في قلبنا الخوف والفزع ورائحة الموت, وإن كان قد نجح في بداية الانفجار الرهيب أن يشعرنا بالخوف للحظات ولكنه فشل في أن يزعزع ثقتنا برعاية الله وحمايته وسلامه الذي أسكنه في قلوبنا, نمنا هادئين بعد أن ودعنا السنة الماضية وهيئنا نفوسنا لاستقبال عام جديد راضين بكل ما يأتي به بحلوه ومره بخيره وشره سعادة وأحزانا فقد تعلمنا الرضي بكل شيء, ونمنا علي الرجاء, واستيقظنا فزعين علي عملية إرهابية بشعة قتلت وجرحت مستهدفة الفتنة وزعزعة الأسرة المصرية فنزعت سلامتها وأمانها. وأفزعت أفرادا وجماعات كانت تصلي في الكنيسة وتتضرع إلي الله ليمنحها السلامة فسقط أكثر من ماذة قتيل وجريح وتحول المكان إلي كارثة حقيقية أصابتنا جميعا, كارثة حقيقية في مصر بلد الأمن والأمان كما تعودنا جميعا أن نقول عنها, ضاعت أرواح طاهرة وشهداء أحباء ودخل الحزن والألم واللوعة قلوب العديد من الأسر الآمنة وشاهدنا جرحي وأطفالا صغارا في عمر الزهور تملأ قلوبهم الأماني ويتطلعون إلي مستقبل زاهر وحياة حافلة. طفلة صغيرة ترقد علي فراشها وقد ملأت الجروح وجهها وأجزاء من جسدها والدموع تملأ عينيها ونساء ورجال في مختلف الأعمار كل منهم طالته الجروح والكسور والألم, ورأينا بعيوننا نيرانا مشتعلة, ودماء تلوث كل شيء وأشلاء لأجساد ضاعت وتناثرت في كل مكان.
لماذا يكون نصيب المسيحيين الأذي والقتل والعنف؟ لماذا يتعمد الإرهاب أن يدمي قلوب المسيحيين في كل مناسبة دينية, في يناير الماضي حدثت المذبحة في الأقصر, وفي يناير الحالي حدثت المذبحة في الإسكندرية, ولا يمكن أن يدور الأمر علي هذا النحو أو يستمر هذا السلوك, لابد أن يكون هناك نهاية وحسم وعقوبات رادعة وحلول عاجلة لهذا الاستهداف, مطلوب الكثير والكثير من الدولة والحكومة لإيقاف هذا الاستنزاف, لابد أن تسعي الدولة بحق وبصدق لحماية الأقباط وحل كل المشكلات التي تسيئ إليهم وتحرمهم من الأمان وأن تتحول المواطنة من مجرد كلمة ونص في الدستور إلي ممارسة حقيقية في حياة كل المصريين أبناء مصر, مصر التي قال عنها رب المجد مبارك شعبي مصر, إننا لن نخاف ولن نفزع سوف نصلي في كل حين.. في بيوتنا وفي الكنائس وفي كل المناسبات ولن تفقد الأسرة أمانها وسلامها وطمأنينتها فلها رب يحميها ويحوطها برعايته ويعطيها سلاما حقيقيا لن ينزع منها أبدا.
سلامي أترك لكم.. سلامي أعطيكم.