الملازم أول أحمد سامي بطل ميدان التحرير الذي تدخل بكل قوة وشجاعة لإنقاذ الزميلة ماريانا عبده من أيدي البلطجية والمعتدين أثناء الاعتداء عليها داخل الميدان الجمعة الماضي, دفع ضريبة شجاعته بالانتقام منه من قبل الخارجين علي القانون فقاموا بسحله علي الأرض وسرقة سلاحه وجهاز اللاسلكي الخاص به قبل أن يتمكن رجال الشرطة من استرجاعهما.
قمنا بزيارة ضابط الشرطة الشجاع بمستشفي الشرطة بالعجوزة وكان معنا شباب اتحاد ماسبيرو وبعض الأقباط الذين حملوا ورود الحب والتقدير له للاطمئنان عليه وكانت بغرفته سيدة قبطية تزوره أيضا وبجواره خطيبته التي لم تفارقه لحظة منذ الحادث عبرنا له عن مشاعر التقدير لشجاعته التي نأمل لأن تكون سمة أساسية في جميع رجال الشرطة وتحدثنا معه.
* حمد الله علي سلامتك.. اروي لنا تفاصيل ما حدث.
** أشكركم, أنا الحمد الله أفضل الآن وأشعر بتحسن بعد تضميد الجروح حيث أصبت في رأسي وذراعي اليمني نتيجة الاعتداء علي وركلي بالأقدام. كنت يوم الجمعة في مهمة عملي بتأمين ميدان التحرير وبعدها سمعت صرخات بالميدان وأسرع لنا شخص ليخبرنا أن المتظاهرين بالميدان يعتدون علي مذيعة فأسرعت ومعي بعض أفراد الشرطة إلي بداية شارع طلعت حرب وكانت تجمعات ضخمة, فحاولت اختراقها فلم أتمكن فقمت بإطلاق رصاصة في الهواء فتفرق بعضهم وقمت بعمل كردون حول الفتاة وحملها أحد أفراد الشرطة ولكن البلطجية حاولوا الاعتداء علينا فقمت بإطلاق أعيرة أخري في الهواء للخروج بالفتاة وبعد صراع معهم استطعنا أن نخرج بها إلي بداية شارع طلعت حرب واستوقفنا تاكسي وأدخلناها به مع فريق عمل القناة وحاول المعتدون التعدي علي التاكسي لمنع تحركه ولكننا نجحنا في إفلاته منهم.
* ولماذا تم التعدي عليك؟
** بعد هروب التاكسي بالفتاة تحول المعتدون إلي وأخذوا يطاردونني دون معرفة السبب وأشاعوا أنني قمت بإطلاق النيران علي متظاهر وآخرين أشاعوا أنني أريد إخلاء الميدان بالقوة وهذا غير صحيح لأن مهمتي الأولي كانت إنقاذ الفتاة لأنه واجبي ولكن الغوغاء ثاروا ضدي وأسرعت متجها ناحية مسجد عمر مكرم وهم خلفي حتي وقعت علي الأرض فقاموا بركلي بالأقدام في مناطق متفرقة من جسدي وتم سرقة سلاحي وجهازي اللاسلكي بالقوة وتم نقلي للمستشفي دون أن أعلم لماذا تم التعدي علي.
* وهل تم إعادة سلاحك وهل قبض علي الجناة؟
** تم إعادة سلاحي واللاسلكي عن طريق أحد المواطنين بالتعاون مع الشرطة ولكن لم يتم القبض علي أي من الجناة أو المعتدين.
* لماذا عرضت نفسك للخطر وأنت تعلم موقف الشرطة الآن في ظل حالة الاحتقان من قبل المواطنين؟
** هذا عملي ولم أتردد لحظة واحدة للإسراع في إنقاذ فتاة من يد بلطجية تم الاعتداء عليها دون ذنب نتيجة شائعات مغرضة وليس من التقاليد والقيم أن يتم الاعتداء علي فتاة بالشارع مهما كانت جنسيتها ولم أتردد لحظة في إطلاق الرصاص في الهواء وأنا أعلم وجود بعض الغوغاء الذين يمكن أن يهددوا حياتي ولكن أنا راض عما فعلته لإنقاذ الفتاة ولو تكرر الأمر سوف أفعل ما فعلته مرة أخري.
* ماذا كان ردك عندما سمعت شائعات بوجود إسرائيلية؟
** شيء غير مقبول ما تردد من شائعات ومهما كانت فهذا لا يدعو للاعتداء علي فتاة مهما كانت جنسيتها فمصر بلد الأمن والأمان وما حدث يسيء لسمعة مصر ونحن نرفض هذه السلوكيات وكل سعادتي بسلامة المراسلة ماريان عبده وهي تحدثت معي في التليفون وقلت لها إنك أختي وهذا واجبي.
* ما الرسالة التي توجهها لرجال الشرطة وللشعب؟
** أقول لكل رجل شرطة إن هذا البلد أمانة في رقبتنا يجب الحفاظ عليها وحماية المواطنين مهما كانت الأخطار وتطبيق القانون أساس العدل ويجب ألا نخشي القيام بدورنا لاسيما في هذه الفترة التي تسودها الفوضي والعمل رسالة لكل ضابط شرطة وأقول للمواطنين كفانا فوضي يجب أن نبدأ العمل ويجب أن تساعدونا علي حمايتكم وحماية هذا الوطن ويجب عدم الانصياع للشائعات التي باتت تمثل خطرا حقيقيا علي أمن واستقرار الوطن وهناك من يهدف إلي إشاعة الفوضي كما أقول لهم إن المصريين جميعا دم واحد ولا يجب أن يكون هناك تمييز بين مسلم أو مسيحي أو رجل أو امرأة ويجب أن نتسم بصفات المصريين في الدفاع عن الحق والشهامة والتصدي لأي أعمال تهدد وتروع المواطنين وهذا لن يأتي إلا بتعاون الشعب مع الشرطة لتنفيذ القانون.
وأري أن الشعب يجب أن يعطي الفرصة للشرطة للعمل للحفاظ علي إنجازات الثورة ونجاحها وأن ننسي الماضي ونري المستقبل لأنه يمثل مرحلة تحد يجب أن نجتازها فرجل الشرطة ليس عدوا فهو يعمل في خدمة الوطن ولكن بعض الخارجين علي القانون يسعون للوقيعة بين الشعب والشرطة.
شباب ماسبيرو يطالبون بتكريم أحمد سامي ومنحه وسام الشجاعة
عبر ممثلي اتحاد شباب ماسبيرو عن امتنانهم لبطل التحرير الشجاع المصري الأصيل الذي قام بدوره في الدفاع عن فتاة لا يعرفها ونطالب بترقية الضابط ومنحه وسام الشجاعة لأنه نموذج للتفاني في أداء الواجب.