أحزاب.. ائتلافات.. اتحادات.. أقباط.. إخوان مسلمون.. سلفيون جميعها تيارات ذات أصوات مختلفة.. وتختلف في التوجه والفكر والرؤية.. نحن الآن أمام جنين يولد من جديد اسمه مصر الجديدة لكن الولادة لن يكتب لها النجاح إلا باتفاق جميع الأطراف.. تري هل يمكن أن تتلاقي سائر الفصائل الوطنية والسياسية في حوارات واتفاق لتقارب الآراء ووجهات النظر؟ وطني نزلت إلي الشارع في محاولة لاستطلاع بعض آراء المواطنين وتحديدا من شرائح مختلفة وكان السؤال المحوري: هل يمكن أن يتم الاتفاق يبن التيار المدني والتيار الديني؟ وإذا كانت الإجابة بلا كيف ومتي ينجح الاتفاق؟
ندوات وورش عمل
قال فادي صبري 28 سنة محاسب ونورا مخلوف 32 سنة مدرسة: يمكن التشاور والاتفاق ولكن المشكلة تكمن في إقناع التيارات الدينية ولكي يتم الوصول إلي اتفاق لابد أن يطلق الاتحاد العام للجمعيات الأهلية مبادرة تشترك فيها جميع مؤسسات المجتمع المدني وبشكل ملزم في كل محافظات مصر بعمل ندوات وورش عمل لتقريب وجهات النظر بين التيارات المختلفة حتي نحصل علي النتيجة المرجوة.
من الصعب جدا
اتفق في الرأي حاتم القاضي 52 سنة تاجر سيارات ونادية صلاح 45 سنة محامية: بعدما حدث يوم الجمعة 29 يوليو ورفع أعلام السعودية وسيطرة التيار الديني السلفي علي ميدان الحرير من الصعب جدا الاتفاق.
بيرجعوا في أقوالهم
جابر السيد 57 سنة بواب قال: التيارات الدينية كلها بترجع في كل أقوالها ولو اتفقوا سيرجعون عما أدلو به.
من الصعب
قال سامي عزيز 29 سنة عامل وعمرو كامل 38 سنة عاطل: البلد بقت صعبة جدا كل واحد متمسك برأيه ولا يوجد اتفاق علي شيء لذلك من الصعب أن التيارات تتفق.
من الممكن التواصل
ذكر ميشيل نظير 50 سنة إخصائي علاج طبيعي: بعد كل الأحداث الجارية والتي تزداد سوءا يوما بعد يوم أعتقد أن التيارات المدنية والأقباط بأفكارهم المتحضرة سيتم إعادة التواصل والاتفاق مع التيارات الدينية لمحاولة العيش المشترك في وطن واحد.
البسطاء يدفعون الثمن
لو اتفقوا سوف يرجعون في الاتفاق هذا ما قالته أم أميرة 48 سنة بائعة خضار: التيار الإسلامي أو المدني والأقباط كل طرف منهم لا يريد إلا مصلحته والمواطنين البسطاء هم سيدفعون الثمن.
من السهل جدا
محمود فرحة 21 سنة عاطل أوضح: من السهل جدا الاتفاق خاصة أن التيار الديني يسعي لاسترضاء التيار المدني والأقباط.
لم يعد أحد يثق
أشار طلال إبراهيم 38 سنة ميكانيكي وأحمد مطاوع 41 سنة موظف بالضرائب: بعد يوم الجمعة 29 يوليو لم يعد أحد يثق في التيار الديني فكيف يتم التواصل والاتفاق معهم.
لجنة من العسكري
منصور حلمي 45 سنة مدير شركة سياحة وعبير خضر 61 سنة ربة منزل: الاتفاق والتواصل وارد جدا خاصة بعد أن عرفت جميع التيارات قوة التيارات الدينية ولابد أن يتم الاتفاق عن طريق لجنة من قبل المجلس العسكري تكون جهتهما الوحيدة التواصل والتقريب والتحاور بشكل رسمي مع التيارات والأحزاب المختلفة.
لن يتنازل أحد
ذكر محمد أبوشوك 72 سنة عطار ومريم يوسف 25 سنة مؤهل جامعي: الظاهر أن هذا الوطن لا يهم أحد ولكن الذي تريده تلك التيارات سواء المدنية أو الدينية هي السيطرة علي مقاليد الحكم والسلطة ولهذا السبب كل منهم لن يتنازل أحد عن رأيه ولن يتم الاتفاق.
عن طريق الأحزاب…
يري محمد صابر 29 سنة موظف استقبال بإحدي الوزارات: التيار الديني يسعي بالفعل للاتفاق والتواصل وأيضا التيارات المدنية والأقباط ويجب أن يتم ذلك الاتفاق عن طريق الأحزاب سواء القديمة منها أو الحديثة ولابد من صياغة الاتفاق في صورة وثيقة تكون تحت مظلة سيادية في الدولة ويفضل أن يكون المجلس العسكري.
برنامج كامل مستحيل
قال محمد العجاتي المدير التنفيذي لمنتدي البدائل العربي: يجب علي كل تيار أن يعلن توجهاته بوضوح تام, وأن يقتنع ويتقبل أن التيار الآخر لن يتبعه ولكن الحوار هدفه الاتفاق علي حد أدني يكفل الديموقراطية والتطور الديموقراطي, ونجاح الحوار بين التيارات الدينية والمدنية يعفي البلاد من المصادمات القاسية ويحقق التطور لكن الاتفاق علي برنامج اتفاق كامل يعتبر مستحيلا, ولكن الاتفاق يمكن أن يقوم علي تحكيم الآليات الديموقراطية التي يحترمها كافة الأطراف.
أحذر من الإقصاء
أوضح الدكتور عمار علي حسن كاتب وباحث في علم الاجتماع السياسي: الحوار بين التيارات الدينية والمدنية يمثل ضرورة ملحة لأن الانقسام في الحياة السياسية بمثابة خنجر مسموم يطعن ثورة 25 يناير, ويجب أن تؤمن كافة التيارات السياسية بقواعد مستقلة تضمن مدنية الحكم وتداول السلطة, والتأكيد علي القيم المشتركة بينها وتعزيز المصالح الوطنية, وأن يبدأ الحوار بجلسات تعارفية استطلاعية لوضع النقاط الأساسية التي ينبغي مناقشتها في الجلسات وذلك لمصلحة الوطن وتنتهي بوضع تصور عام, وأحذر من إقصاء التيارات الدينية المتشددة عن الحياة السياسية لأنها تؤدي إلي مزيد من العنف.
.. شبه مستحيل
أشار عبدالرحيم علي الخبير في شئون الجماعات الإسلامية: التوافق الكامل بين التيارات الدينية والمدنية شبه مستحيل وذلك بسبب الاختلاف الجذري بين أهداف الأحزاب الدينية والمدنية ولكن يمكن التوصل إلي اتفاق حول كيفية اجتياز الفترة الانتقالية وقال يمكن أن يصل هذا الحوار إلي مبادئ حاكمة فوق دستورية لضمان حرية الطرفين في تبادل السلطة, وممارسة العمل السياسي دون قمع, والحرية للجميع, وتطبيق الديموقراطية السليمة وهو ما يجب أن يتفق عليه الطرفان.