أقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة د. أحمد مجاهد بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة احتفالية كبرى للراحل خير شلبى ببيت السحيمى بعنوان ” خيرى شلبى حكاء المهمشين ” استهلت الإحتفالية بكلمة لنجل الكاتب الراحل خيرى شلبى عبر فيها عن اندهاشه وهو ينعى والده لأن أباه هو الذى كان يذكر مآثر الآخرين ليس لأنه ملاكاً ولكن لإدراكه بأنه لا وجود للملائكة على الأرض مؤكداً على أن أباه كان للفقراء والمهمشون إماماً ومؤرخاً مشيراً الى أن التكريم فرض على كل مسئول فى هذا البلد لكل من ناضل فى سبيل قضية بلاده.وأكد الشاعر سعد عبد الرحمن فى كلمته على أن هذه الإحتفالية ليست لتأبين خيرى شلبى لأن التأبين لا يكون إلا للأموات وهو وأن تغيب عنا بجسده إلا أنه من الأحياء بيننا بإبدعاته التى قدمها لجمهور القراء فى مصر والوطن العربى مشيراً إلى أن الكاتب الراحل لم يتعال فى إبداعه وإنما كرس هذا الإبداع متحدثاً عن شرائح اجتماعية مهمشة سقطت من ذاكرة حكومات مستبدة مضيفاً أن الكاتب الراحل عبر عمره قدم كل عام عملاً عظيماً أما روائياً أو قصصياً أو اكتشافاً للعديد من النصوص المسرحية الغير معروفة وأعلن رئيس الهيئة أن الدورة الجديدة للمسابقة المركزية للهيئة ستكون دورة خيرى شلبى مشيراً الى قرار مجلس إدارة الهيئة بتحويل مكتبة قلين الى مكتبة خيرى شلبى تلى ذلك تقديم فيلم تسجيلى للكاتب الراحل خيرى شلبى من إعداد وإخراج الكاتب أحمد العايدى والذى تناول عن حياته ونشأته وكيف بدأ حياته المهنية .مداخل جديدة فى قراءة ابداع خيرى شلبىتحت هذا العنوان عقدت ندوة شارك فيها د. سيد العشماوى، ود. محمد حافظ دياب، ود. رمضان بسطاويسى، ود. حسين حمودة، وأدار الندوة د. محمد بدوى وأدارها د.محمد بدوى وقال : خيرى شلبى بوجوهه المتعددة الحكاء يضع الكلمة بجوار الكلمة وتخرج من بين يديه الدرر مثل الوتد وروايته النموذج التى تطابق فيها ما هو شعبى مع ماهو واقعى “وكالة عطية” وأضاف :أن شلبى أحد من بدأوا كتابة القصة القصيرة بعد يوسف إدريس وهى لديه هما أساسيا أحيانا كان يفوق هم الرواية ” الوتد” ، كما وصف د . محمد بدوى الراحل الكبير خيرى شلبى أنه كان مواطناً مصرياً تشرب روع السَّمر الريفى وفيه تسقط التراتبية الاجتماعية والثقافية ويمتلك الفضاء من يجيد الحكى، وأضاف أن لدى الكاتب الراحل تنتفى المسافة بين الكاتب والإنسان.وقال سيد عشماوى : المؤرخ لا يقدم حقائق تاريخية وإنما وجهة نظر حول هذه الوقائع ، وخيرى شلبى هو الذى أعطانى البوصلة لكى أدرس الجماعات المختلفة ولا يمكن أن اكتب للتاريخ دون أن أكون ملما بالواقع ومتعايشا معه وتعلمت من خيرى شلبى كيف ارتبط بالواقع ،كما علمنى أن التاريخ ودراسته ليس من خلال وجهة نظر وانما لابد من الانحياز لقيم العدل والحرية والتنوير.وقد تطرق الدكتور سيد العشماوى إلى ما علمه له خيرى شلبى أوجزه فى عدة نقاط منها: أن ما يقدمه العمل الأدبى فى مجال الدراسة التاريخية أكبر مما تقدمه الوثائق بالإضافة إلى تعميق الإحساس بالدور الوظيفى للغة وبصفة خاصة فى الأدب وقيمته فى الدراسة التاريخية إلى جانب أن التاريخ لابد وأن يكون منحازاً لقيم العدل والتنوير فمن السذاجة أن تطلب الموضوعية فى مجتمع مستبد كما أن الأدب فعل ثورة وتنوير واستشراف. وتحدث رمضان بسطاويسى عن الهوية المصرية لدى خيرى شلبى وقال : البناء السردى عند شلبى بنية حلمية يعيد بناءها من جديد وهو لا يقدم الواقع بل يقدمه بشكل آخر ولا اتفق مع من يقول إنه يقدم المهمشين ، وخصوصية خيرى شلبى فى انه يقدم لشخصياته والبطل عنده ليس بالمعنى التقليدى ،تجربته بشكل متكامل هى تجربة حياة وتفاعل يجسده نص ما مؤكدا إنه يقدم المعنى الجوهرى للإنسان المصرى فتجربته بشكل متكامل تجربه حياة وتفاعل ناقد مع تجربة الكتابة. وقدم د. حافظ دياب مدخلا سوسيولوجيا : علم اجتماع الأدب هذه الكتابة الجديدة عنده تجمع بين مهارة المؤرخ والدارس القديم ومهارة السارد ،والمكان عند شلبى اثير جدا لديه فهو يبدأ بالجغرافيا سواء للمكان أو للسكان فنجد المكان بمثابة العقدة عند خيرى شلبى وكان فنانا فى رسم شخوصه بما يسمى بالبورتريه ، وجمع بين تفصيح العامية وتعميق الفصحى ولكنه كان يكتب باللغة الطبيعية وهى الصمت ،وأضاف دياب : تحدث خيرى شلبى عن النزاع الصهيونى والإخوان المسلمين والفساد ، والآن إلى أي الاتجاهات الأدبية ينتمى أدب خيرى شلبى ، وهو ليس واقعيا شعبيا ولا كلاسيكيا ولا واقعيا سحريا ولكنه عندما تحدث عن المكان كان نهما يريد ان يجمع كل ما يتعلق بالمكان وعندما تحدث باللغة لم يهمه ما إذا كانت فصحى أو عامية. أما عن شخصيات خيرى شلبى فذكر دكتور محمد حافظ دياب أن الراحل الكبير كان فناناً فى رسمها بما يسمى فن البورتريه مضيفاً بأن لغته جمعت بين تفصيح العامية وتعميم الفصحى. وتحدث حسين حمودة عن “ما ليس يضمنه أحد” لخيرى شلبى : عالم خيرى شلبى المترامى فى مساحات لا حدود لها دائما يستحق من يقف عنده ومن ملامح مجموعته الأخيرة ولأنها أخيرة فيها شيء من خلاصة الجزم وبها شيئا من عبق أخير يأتي من رحلة ممتدة مثل رحلة خيرى شلبى. وأضاف د. حسين حمودة أن لغة هذه المجموعة فيها شئ من الاختزال الكامل والسعى الى حكمته الأخيرة مثل النصوص الأخيرة لتشكوف وأضاف حمودة بأن الملمح الأهم لهذه المجموعة يتصل بفكرة تأمل العلاقات حوله أو بين الكاتب وعالمه شهادات واختتمت الاحتفالية بجلسة بعنوان ” “شهادات فى رحلة خيرى شلبى” شارك فيها الكاتب أحمد طوغان، ومحمد السيد عيد ومحمود الوردانى، وحمدى أبو جليل والشاعر فارس خضر.وفى شهادته قال الكاتب شعبان يوسف : قال النقد فى مصر انتمى إلى الفكرية الأرستقراطية ،وظل خيرى شلبى حتى عام 71 يختفى خلف دراسته الصحفية حتى أصدر روايته الأولى “اللعب خارج الحلبة” ، ولكن النقاد لم يكتبوا عن خيرى شلبى إلا بعد أن أصبح خيرى شلبى. وقال الشاعر فارس خضر : العم خيرى كان ابن بار للطبقات الاجتماعية وظل على بساطته رغم صيته الذائع ، وقد واجه العم خيرى كثير من النكران من قبل الأدباء الشبان الذين وقف بجانبهم .وقال محمد السيد عيد : تولى شلبى رئاسة سلسلة عن الدراسات الشعبية واكتشفت من خلال عمله أنه كاتب موسوعى حيث يكتب فى أشياء شديدة التنوع ، وعن “الوتد” قال عيد : سيطر فيها الكاتب على كل الشخصيات وكان شكل مختلف عن الدراما التلفزيونية المعتادة وحقق نجاحا رائعا ، كما كنت اتمنى أن اكتب سيناريو رواية وكالة عطية .وقال الشاعر محمود الوردانى : أعرف خيرى شلبى منذ عام 68 وقرأ قصة لى اسمها الدير وعجبته وتحدث عنها فى الإذاعة وكانت علاقتى به علاقة عميقة جدا رغم اختلافنا فى أمور كثيرة ، وهو الذى نبهنى إلى السير الشعبية واختلف مع من يقول أن خيرى كاتب المهمشين. وقال الكاتب حمدى أبو جليل : كتب خيرى شلبى عن هذا المكان الذى أقيمت فيه الاحتفالية فى أكثر من رواية مثل “بطن البقرة” والتى اعتبرها رواية فريدة وجغرافية ، وقد مات خيرى شلبى كما يريد وكما يريد أى كاتب كبير ، وأضاف جليل : كان خيرى يكتب تحت عصفين عصف السياسة ، والعصف الآخر الأشد هو عصف الحداثة فقد عانت روايته من هذا التيار الذى هيمن على الرواية العربية لكنه ظل على حد وصفه ” كتبت 18 سنة فى المقابر”.
إ س
7- 10 – 2011