خسرت السيناتور هيلاري كلينتون الجولة التمهيدية الأولي لترشيحات الحزب الديموقراطي بولاية أيوا.. ويقول الخبراء إن منافسها باراك أوباما فاز بثقة الحزب بالولاية الصغيرة لانحيازه للمهاجرين غير الشرعيين في حين لم تقدم هيلاري إجابة واضحة تفيد دعمها السماح لهم بالحصول علي رخصة قيادة.
ويبدو أن سقوط هيلاري في أول ترشيحات للأحزاب لنفس السبب هو الذي دعا الخبراء أن يربطوا بين الفوز ومدي الانحياز للمهاجرين غير الشرعيين بالولايات المتحدة الأمريكية حيث يبلغ تعدادهم 12 مليون نسمة فضلا عن نصف مليون شخص يتمكنون كل عام من دخول الأراضي الأمريكية بطرق غير شرعية.
المعروف أن مسألة الهجرة غير الشرعية كانت نقطة فاصلة في المعركة الانتخابية بين جورج بوش وآل جور ومن بعدها بين بوش وجون كيري. بيد أن السبب في ذلك تصاعد أعداد الأمريكيين من أصل لاتيني في ولايات أيوا وينوهامبشاير وساوزكارولينا وغيرها ومن ثم فهم أصبحوا ورقة مؤثرة في نتائج الانتخابات.
يقول المحللون إن بعض رموز الحزب الجمهوري يسوقون أفكارا مضادة للهجرة غير الشرعية حيث يروج توم تانكريدو عضو الكونجرس عن ولاية كولورادو لإزاحة المهاجرين غير الشرعيين من خلال الربط بينهم وبين الإرهاب وموجة العنف التي تسود العالم, كما يقترح السيناتور ماكين إقامة سياج بطول الحدود مع المكسيك والبالغ طولها 1100 كيلو متر وذلك ضمن استراتيجية الحزب العامة في الانتخابات لعام 2008.
وبينما يري بعض المراقبين أن الحزب الجمهوري ربما يخاطر هذه الانتخابات بأجندته المعادية للمهاجرين غير الشرعيين رغم كونهم كتلة انتخابية سريعة النمو والتأثير.
يري آخرون أن المسألة حساسة ففي حين تزيد أعداد المهاجرين أو الأمريكيين من أصل لاتيني من بعض الولايات وهو ما يضع الحزب الجمهوري وباقي الأحزاب علي المحك إلا أن الأجهزة العامة ربما تنحاز بوجه عام للرأي العام الأمريكي. حيث سجل تقرير أخير لمعهد يوجوف أن غالبية البيض الأمريكيين يرون مخاطر كبيرة من جراء فتح الحدود بلا ضابط أمام الهجرة غير الشرعية وهي مخاطر ترتبط بالقيم والتقاليد الأمريكية وأيضا الاقتصاد.
سجل بعض الأمريكيين في التقرير عبر استطلاع للرأي أن المهاجرين غير الشرعيين يشكلون عبئا علي المستشفيات والمدارس وأيضا السجون الأمريكية حيث يوجد علي سبيل المثال لا الحصر نحو عشرين ألف سجين من المهاجرين غير الشرعيين بولاية كاليفورنيا وحدها.
بوجه عام يري بعض المحللين الأمريكيين أن ماراثون الانتخابات لعام 2008 سوف يثير العديد من الأزمات العالقة وفي مقدمتها الهجرة غير الشرعية والحرب علي العراق.. والسؤال المطروح: هل يلعب الحزب الجمهوري بذكاء أم يخطف الديموقراطيون اللعبة وفق ميول رجل الشارع الأمريكي؟!
عن إيكونومست