الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة… في ابنه… الذي به أيضا عمل العالمين الذي هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته (عب1: 1-4)… فكلمة الله التي خرجت منه قديما للأنبياء هي الكلمة التي صارت جسدا… هي التي يقول عنها رب المجد: من عند الآب خرجت… لذلك فالكلمة التي خرجت من عند الآب هي وحدها التي لها السلطان أن تقول: أقول لكم… فلم يعد يقال -بعد تجسد الكلمة الأزلية- يقول لكم الوحي الإلهي بل أصبح حديث الله مع الناس مباشرة من خلال ابنه الكلمة الحقيقية… هكذا فقد ظهرت كلمة الله لنا (1يو 1:2)… فكلمة الله الأزلية أظهرت لنا في شكل أخذه الرب من فتاة فقيرة طاهرة نقية محدودة… أخذه من السيدة العذراء وهو غير المحدود… هكذا نزل كلمة الله وأخلي ذاته وأخذ شكل العبد -أخذ جسدنا-… فقد أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له… أخذ فقرنا وجوعنا وعرينا وعطشنا ليرفعنا إليه وينزع عتنا عارنا وذلنا آتي وآخذكم إلي حتي حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضا (يو 14:3)… وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع (أف 2:6)… هذا هو إلهنا الذي أخلي ذاته آخذا صورة إنسان صائرا في شبه الناس وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتي الموت موت الصليب (في2: 7-9)… ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس (غل 4:4)… فالمسيح كلمة الله المتجسد… الكلمة المولودة ولادة أزلية إلهية أعطانا السلطان أن نصير أولاد الله أي المؤمنين باسمه الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة رجل بل من الله ولدوا (يو1: 12-23)… وكأولاد الله صارت لنا محبة الله فينا الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي (غل 2:20)… وأصبحت المحبة هي علامة ولادتنا إن كل من يحب فقد ولد من الله… لأن الله محبة (1يو4: 7-8)… وكأولاد الله أعطانا أيضا ذاته جسده ودمه الأقدسين كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب فمن يأكلني فهو يحيا بي (يو 6:57)… وكأولاد الله تحولت قلوبنا إلي قلوب جديدة تقدر بنعمة الميلاد الجديد المعطي لنا من الله -كنعمة مجانية- أن نحب أعدائنا ونبارك لأعنينا وأن نحسن إلي مبغضينا وأن نصلي لأجل الذي يسيئون إلينا ويطردونا… كما جعلت السلام مطلب نفوسنا وعلامة بنوتنا طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون (مت 5:9)… وهكذا في ملء الزمان ولدت الكلمة -كلمة الله- من الله ذاته فهي كلمة غير مخلوقة لأنها ولادة أزلية في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله كل شئ به كان وبغيره لم يكن شيئا مما كان… لقد أخذ الكلمة جسدنا ليصالحنا مع الآب بدمه…
أستشاري أمراض النساء والتوليد
رئيس مجلس إدارة مستشفي فيكتوريا