أثار مشروع إنشاء كلية للطب البيطري في الزقازيق تعمل بنظام التعليم المفتوح والتعليم عن بعد الكثير من الجدل,حيث اعتبره بعض الخبراء تهديدا لجودة التعليم البيطري بما يهدد المجال ككل بينما رأي فيه آخرون مجالا جديدا لتدعيم العملية البيطرية.
رفض الدكتور بهجت إدريس الأستاذ بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة بشدة تطبيق التعليم المفتوح علي الطب البيطري خاصة وأنه مجال صعب ويحتاج لرفع مستوي خريجيه وليس العكس خاصة مع انتشار الفيروسات والأوبئة وقال إنه برغم أن الكلية الجديدة المزمع إقامتها بالزقازيق بنظام التعليم المفتوح ستقوم بتخريج فني بيطري إلا أنها ”حجة باطلة” خاصة وأن الخريج سيحمل شهادة بكالوريوس وسيتعامل مع المجتمع علي أنه طبيب بيطري وسنجده بعد ذلك يكتب روشتات ويصرف أدوية للحيونات وبالتالي سيؤدي هذا الأمر إلي تدني مستوي الطب البيطري كما سيؤدي تقدم الدبلومات الفنية للدخول لهذا التخصص إلي ضعف المستوي ككل.
من جانبه شدد د.أحمد سليمان أستاذ صحة الحيوان بمعهد بحوث إنتاج الحيوان علي أن الطب البيطري يحتاج إلي تدريب شاق والتعليم المفتوح لن يتيح للطلاب هذا أما بالنسبة للدراسة باللغة العربية فهذا كلام غير معقول خاصة وأن اللغة الإنجليزية ضرورية جدا لكي يتمكن الطالب من الاطلاع علي المراجع والكتب كما أن نظام التعليم أثبت فشله في الكليات النظرية وخريجوه لا يجدون فرص عمل بجانب أن الطب البيطري في مصر مجال مهم جدا ويمثل حائطا ضد الأوبئة والفيروسات وفي حالة التلاعب به سيؤدي إلي كوارث وأزمات غير محسوبة تقضي علي الثروة الحيوانية.
عبث وخسارة
أوضح د.شهاب عبد الحميد أمين صندوق نقابة البيطريين أن تطبيق نظام التعليم المفتوح علي الطب البيطري عبث بهذا المجال ولن يجني منه إلا الخسارة وتدني المستوي فتقليص عدد سنوات الدراسة بهذا النظام من 5إلي4سنوات كارثة بكل المعايير خاصة أن المناهج والعلوم التي يتم تدريسها بالكلية كثيرة وتراكمية لذلك فتطبيق نظام التعليم المفتوح لن حل مشاكل الطب البيطري بالإضافة إلي أن التوسع في دخول الكليات العملية إلي التعليم المفتوح سيعمل علي انهيار التعليم العملي في مصر فالهدف من تطبيق هذا النظام ليس العلم وإنما جني الأموال فقط.
تعليم إلكتروني
أكد الدكتور علاء المرشدي عميد كلية الطب البيطري جامعةالزقازيق أن الكلية برعاية الدكتور ماهر الدمياطي كانت سباقة في تنفيذ التعليم الإلكتروني الذي جاء تمشيا مع توجه الدولة ووزارة التعليم العالي لتوسيع التعليم الإلكتروني والتعليم المفتوح وهذا البرنامج ولد بطريقة شرعية حيث أنه سيوفر خدمة تعليمية متميزة تتفق واحتياجات سوق العمل لمن لا تستوعبهم الدراسة النظامية إضافة إلي تنمية وتحديث معلومات ومهارات العاملين في مختلف مجالات التخصص لذلك فدخول كلية الطب البيطري ضمن التعليم المفتوح في جامعة الزقازيق كتجربة رائدة ليس به مشكلة كما أن البرنامج يمنح الخريج بكالوريوس التقنية البيطرية وإدارة المزارع ويتم هذا الأمر من خلال إعداد متخصصين بما يتلاءم واحتياجات سوق العمل المحلية والإقليمية والعالمية في 24مجالا منها إدارة المزارع ودراسات الجدوي وتصنيع الأعلاف والأشعة وتجهيز الجلود وغيرها من المجالات وبعد دراسة الأربع سنوات سيحصل الطالب علي بكالوريوس ليس كطبيب بيطري ولكن كفني أو تقني أي مساعد للطبيب ولن يتم دخولة نقابة الأطباء البيطريين.
أضاف د.السيد إسماعيل وكيل كلية الطب البيطري للدراسات العليا أن هذا النظام يقوم بتخريج طلاب حاصلين علي تقنية بيطرية وإدارة مزارع وذلك للنهوض بالثروة الحيوانية من خلال مساعدة الطبيب البيطري وهذا النظام موجود بالعديد من دول العالم منها أمريكا وكندا وبريطانيا وأستراليا والهند والدخول في هذا المجال سيمكننا من مواكبة المسيرة العلمية العالمية.
كما أشار د.مهدي عبد الجواد وكيل كلية الطب البيطري لشئون الطلاب إلي أن التعليم المفتوح فلسفته إتاحة فرص علمية لمن فاتهم الدور للالتحاق بالجامعة وأن هذا البرنامج الجديد لا يطالب بالحضور المكثف ولكن يطالبه فقط بالحضور لمدة عشرة أيام للدراسة العلمية المكثفة التي يتطلبها البرنامج في كل فصل وبالتالي فهذا البرنامج هو أول برنامج يتم تطبيقه في الشرق الأوسط وأصبح ملكية فكرية لكلية الطب البيطري جامعة الزقازيق,وقال إن البرنامج خرج إلي النور بعد عامين من الدراسة والإعداد.