وقعت كارثة هدم كنيسة صول كالصاعقة واتجه آلاف المسيحيين ومسلمين للاعتصام أمام مبني التليفزيون بماسبيرو, لكن البعض من شباب منشية ناصر بالمقطم أراد أن يعبر عن غضبه بقدر من الانفلات عندما قطعوا طريق الأوتوستراد ثم تلي ذلك تصدير شائعات لا أحد يعلم مصدرها مفادها أن الشباب المسيحي في طريقه لإحراق مسجد السيدة عائشة فكان ما كان من اشتباكات طائفية سقط فيها العشرات من القتلي والجرحي.. تساؤلات عديدة دارت في رؤوسنا ونحن نتجه لبطن جبل المقطم – مسرح الاشتباكات التي وقعت بسبب الحماس المنفلت تارة وبفعل الشائعات المغرضة تارة أخري وفي ظل انفلات أمني مازال يخيم علي البلاد.. فمن أطلق الشرارة وهل من يطفئ النار؟.. هذا ما يجيب عليه التحقيق التالي:
فوجئنا
قال زكريا وديع مرجان 34 سنة تاجر بلاستيك بالمنطقة: بعد هدم كنيسة صول سادت حالة من الغضب شباب المنطقة وذهب كثير منهم إلي التليفزيون بماسبيرو للاعتصام والاحتجاج, ثم شاهدنا بقناة الطريق القبطية شريط فيديو يصور بعض المسلمين بقرية صول وهم يصلون صلاة العشاء بأرض الكنيسة وهو ما أثار شعور الشباب.
وفي صباح يوم أحداث المقطم فوجئنا بسيارات الأمن المركزي تحيط بالمنطقة, ثم أخبرنا بعض ضباط الشرطة بأنهم متواجدون لتأمين المنطقة ومنع خروج مظاهرات مما أثار الشكوك, وقالوا لنا: اعملوا مظاهرة واحنا معاكم فقررنا التظاهر وبدأ الأمر بحوالي خمسين فردا ثم مئات فعدة آلاف وكان معنا بعض الأخوة المسلمين يهتفون بالوحدة الوطنية, وبسبب زيادة الأعداد أغلق طريق الأوتوستراد والبعض منا كان يحاول تسهيل عمليات المرور رغم الزحام.
فوجئنا بأعداد كبيرة من أهالي السيدة عائشة يهجمون علينا بالطوب وقنابل المولوتوف والجيش تدخل في المنتصف ولم يمنع الاشتباكات وقام عدد من البلطجية بسرقة بعض المنازل وحرق بعض المخازن.
الغريب أن البعض كان يري إشارات حمراء مثل اللبزر توجه علينا ومن كان يصوب عليه الليبزر يسقط مباشرة مصابا بطلق ناري وظلت الاشتباكات حتي منتصف الليل, وتم منع الإسعاف والمطافي من الدخول وقمنا بالقبض علي 14 بلطجيا من المعتدين وإرسالهم لمستشفي دير القديس سمعان وعلاجهم ورفض الآباء الكهنة المساس بهم من قبل الأهالي الغاضبين, وفي الحقيقة أخطأ شباب المقطم عندما قطعوا طريق الأوتوستراد.
إطلاق نار عشوائي
قال هاني رؤوف – طبيب أسنان بمستشفي دير القديس سمعان بالمقطم:المستشفي غير مجهز لاستقبال الحالات أو الإصابات التي وقعت بالأحداث حيث فوجئنا بشباب مصابين بأسلحة بيضاء في اليد والرأس تم إسعافهم بعدها سمعنا صوت إطلاق نيران وأحضر لنا مصابون آخرون في الكتف والأيدي والأرجل بطلق ناري منهم طفل اسمه بيشوي 14 عام توفي فور وصوله المستشفي مصابا بطلق ناري في الصدر وآخرون مصابين بأعيرة نارية في الصدر والرقبة حيث كان إطلاق الرصاص علي المتظاهرين يتم بطريقة عشوائية!
لا مساس بالمساجد
أكد علي رزق مقيم شعائر ومؤذن بمنطقة جامعي القمامة: ما حدث هو بلبلة من بعض المتطرفين لا نعرف مصدرها ولا توجد هنا مشاكل نحن نعيش في المنطقة يد واحدة ولم يقم أي شخص بإلحاق الأذي بأي من من المساجد أو منازل المسلمين.
لم تكن سلمية
قال صابر محمد عبدالرحيم – من أهالي المقطم: أخطأ أهالي منشية ناصر عندما قام البعض منهم بتكسير ميكروباص لأحد الأشخاص من أهالي السيدة عائشة لكنه لما جاء لأبينا سمعان كاهن الدير قام بترضيته وأعطاه تعويضا عن خسائر سيارته.
وبعد نزول السائق إلي منطقة السيدة وسماع شائعة حرق أحد المساجد بالسيدة عائشة خرج أهالي السيدة إلي هنا وقاموا بإطلاق أعيرة نارية ووقع الاشتباك بين الطرفين وحقيقة لم يقم الشباب بتكسير أي جامع أو منزل لأحد المسلمين فهذه هي الشائعات التي أشعلت الموقف.
ونحن مسيحيون ومسلمون هنا يد واحدة وليس لدي أهالي المنطقة خصومة مع أهالي السيدة عائشة ولكن تكسير الميكروباص هو ما أثارهم ووقعت الاشتباكات.
نحن نعيش بمنطقة منشية ناصر في سلام وطبيعة عملنا مع القمامة نحملها علي عربات من أحياء القاهرة ونقضي بقية اليوم في الفرز والتجميع في مخازن خاصة بعد ذبح كل الخنازير التي كانت تستهلك النفايات العضوية, كما أن الأمية مرتفعة في المنطقة رغم المجهودات التي تبذلها جمعية التنمية وجهات كثيرة والدير.