حوادث طائفية عديدة وقعت بعد25 يناير وكنا نظنها اختفت بروح الثورة. فما جري بالشهرين الأخيرين في عدد من المحافظات وحتي داخل القاهرة يستوجب التوقف.
ففي قرية صول بالجيزة هدم البعض الكنيسة كعقاب جماعي للأقباط نتيجة خطأ شخص واحد ثم طرده من القرية. وقام المجلس الأعلي للقوات المسلحة بإعادة البناء في نفس المكان خوفا من تكرار المأساة مع أي كنيسة أخري ثم السماح ببناء غيرها في موقع آخر.
وفي المنيا المستحوذة دائما علي أكبر عدد من الأزمات الطائفية(!) لاتزال وقائع الأحداث تتلاحق من استمرار أزمة بناء مطرانية مغاغة والعدوة إلي قرية القمادير مركز سمالوط حيث فشل الأقباط في الصلاة بمبني خدمات يحتاجون للصلاة فيه وأخيرا رضخوا لنقل صلواتهم إلي مكان آخر في مبني بلا قبة أو جرس أو صليب, فقرية البدرمان التي يتم إرهاب أقباطها من بلطجي مشهور الاسم والفعل!
وأزمة أبو قرقاص التي نشبت منذ أيام وخلفت وراءها احتقانا طائفيا شديدا.
وفي أبو المطامير بالبحيرة تم تسريب مواطن مسيحي في زي مجند بواسطة وحدة من الشرطة العسكرية حتي لايفتك به المتشددون بعد أن لاحقته الظنون لمجرد قيامه برفع أجرة الميكروباس لسيدة علي سبيل الجيرة.
ولأن الاحتجاجات باتت فضفاضة وإدارة عملية اختيار المحافظين تشوبها الكثير من السلبيات لذا اشتعل الموقف في قنا احتجاجا علي تعيين لواء شرطة قبطي محافظا وكأن كوتة محافظ قبطي أصبحت من حظ محافظة قنا.
ولعل السؤال الذي يفرض نفسه: هل من فرق قبل وبعد 25يناير؟! الإجابة: لافرق! ولماذا هذا التشاؤم؟ لأن الحلول لا تمس الجذور. وكيف نحل من الجذور؟ بأن نغير ثقافة الناس ونفعل القانون.
أما الشق الأول فيحتاج لجهد جهيد يقوده(بخطة) رجال الدين وخبراء التعليم والإعلام ومن وزارة الثقافج( بقوافل) تنزل للحارات والأزمة بالقري والنجوع(ليس مرة) لغرس الحب والتعايش والانتماء وصحيح الديم. فهنا أصل الداء وبغير ذلك لن ينفع دواء.
وبالتوازي يجب أعمال القانون مع من لا يستجيب بالحوار والإقناع.
تري هل من حل آخر…وهل نسير في الاتجاه الصحيح لحل أزماتنا الطائفية أم نقنع بالمسكنات انتظارا لأزمة جديدة بنفس الداء….
المهمة غير سهلة وغير مستحيلة…فهل نفيق؟…هذا هو السؤال.