ينظم مجموعة من الشباب كرنفالا سياحيا في منطقة الأهرامات لدعم وتنشيط السياحة المصرية بعد غد,بحضور عدد كبير من المصريين وإشراك السائحين المتواجدين,علي أن يشهد الكرنفال رسم علم بشري لمصر,وذلك بهدف المساهمة في دعم القطاع السياحي خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها نظرا للأحداث التي تمر بها مصر والتي تقدر بنحو 40 مليون دولار يوميا,بينما تقدر جملة خسائر قطاع السياحة في مصر بحوالي 7 مليارات جنيه مصري.
وفي هذا السياق دشنت مدينة الإسكندرية خلال شهر مايو الجاري مبادرة مليونية لتنشيط ودعم حركة السياحة,تحت شعارمليون كارت سياحيتتضمن توزيع نحو مليون صورة تحتوي علي المعالم الأثرية واللوحات العالمية والطبيعة المصرية وخاصة المتواجدة بمدينة الإسكندرية لنشرها في شتي دول العالم من خلال شركات الاتصال والبريد والطيران.
وتم جمع واختيار العديد من الصور النادرة واللوحات الفنية المتميزة من خلال لجنة فنية تضم أساتذة كلية الفنون الجميلة وفنانين لافتا إلي أن عملية التوزيع بدأت بالسفارات والقنصليات وبيوت الهدايا والمراكز الثقافية العربية والأجنبية,خاصة التي تتميز بكثافة الحركة السياحية إلي مصر والإسكندرية,كما توزع الصور في الفعاليات المصرية بالخارج من الأسابيع الثقافية ومعارض الفنانين المصريين.
وعن مدي جدوي هذه المبادرات والمسيرات المليونية في تنشيط السياحة خاصة السوق الروسية التي تعد من الأسواق السياحية المهمة لنا,لهذا كان لنا هذا التحقيق:
التسويق الخارجي للمنتج السياحي
تقول الدكتورة ماري ميزاك المدرس بكلية السياحة والفنادق جامعة حلوان إن هذه المسيرات تأثيرها محدود للغاية علي تنشيط السياحة الخارجية ولكن يجب أن نعمل علي التسويق الخارجي للمنتج السياحي.لأن هذا سيكون له أبلغ الأثر,مثل دعوة مجموعة من الصحفيين الأجانب من جنسيات مختلفة واستضافتهم في مصر وسننظم جولة سياحية لهم في العديد من الأماكن السياحية التي يرغب دائما الأجانب في الذهاب إليها مثل الغردقة وشرم الشيخ ومدينة الأقصر وأسوان,والأهرامات والمتحف المصري وغيرهما من معالم أثرية,حيث تعطي لهم هذه الجولة انطباعا إيجابيا عن أن مصر تمتع بقدر كبير من الأمن والأمان,وهذا ماسيكتبونه عند عودتهم إلي بلادهم عن تجربتهم السياحية الآمنة في مصر.
وتأسف الدكتورة ماري للأحداث الطائفية التي شهدتها منطقة إمبابة والتي كان لها ضرر بصورة كبيرة علي حركة التدفقات السياحية إلي مصر مؤكدة أهمية الإسراع في إصدار الأحكام القانونية اللازمة علي المتسببين في هذه الأحداث الدامية,التي تنقل صورة كريهة وغير مرغوبة عن مصر,التي يحاول الجميع أن ينهض بها بعد أن اشتعلت نيران الثورة لتلتهم جميع أوجه الفساد.
استقرار أوضاع البلاد
ومن جانبه أضافصلاح عطيةرئيس اتحاد الكتاب السياحيين العرب ونائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والكتاب السياحيين: لايمكن أن تتجاوز مصر أزمة السياحة التي تمر بها الآن إلا باستقرار أوضاع البلاد وإعادة الأمن لها هذا إلي جانب الترويج السياحي لمدينة شرم الشيخ والغردقة وهي مناطق سياحية بعيدة عن الاضطرابات والمظاهرات والاعتصامات كما أنها تمثل60% من حركة السياحة في مصر,كما أن المقاصد السياحية المنافسة لمصر استغلت وقامت بجذب السياح إليها بصورة كبيرة من خلال تقديم أسعار منافسة وخدمة متميزة.
إن المشكلة الأساسية في السياحة الداخلية أنها موسمية فهي تنشط في الإجازات والعطلات الرسمية فقط وقد طالبنا كثيرا أن تكون إجازات المدارس والجامعات مختلفة في مواعيدها من محافظة إلي أخري وذلك من أجل الحد من التزاحم في المواسم… كما يجب علي المؤسسات والشركات أن تقدم بعض الدعم للرحلات السياحية وهذا من شأنه أن يشجع السياحة الداخلية.
هبوط حاد في معدلات السياحة
وأوضح عماد يسيء موظف بشركة سياحية كبري أن مصر خسرت ما يقرب من مليون ونصف مليون سائح خلال أحداث ثورة 25 يناير,وذلك بسبب بعض الدول مواطنيها السفر إلي مصر,كما أنها قامت بإجلاء رعاياها من داخل مصر,وهذا أسفر عن هبوط حاد في معدلات السياحة,والدخل القومي الناتج منها,وبعد أن نجحت الثورة وتنحي رئيس الجمهورية بدأت وزارة السياحة والعديد من الشباب المتحمس محاولات للنهوض باقتصاد البلد وذلك بعمل العديد من الحملات علي الإنترنت التي تدعو إلي زيارة مصر, وهذا بلا أدني شك سيعمل علي تنشيط السياحة من الإسكندرية حتي أسوان,خاصة إن السياح بالخارج سيتضح لهم أن مصر تمتع بقدر كبير من الأمان.
تنشيط السياحة الداخلية
وعن نسبة إقبال المصريين علي حملات تنشيط السياحة الداخلية يقول أحد المشاركين في هذه الحملات والذي رفض ذكر اسمه إن هذه الرحلات لا تقتصر علي الشباب فقط,بل هي لجميع المصريين وخاصة الأسرة المصرية التي هي في أمس الحاجة لوقت من الترفيه بعد عناء الدراسة لمدة شهور طويلة,لهذا قمنا بمحاولات عديدة مع أصحاب الفنادق وشركات السياحة لتخفيض الأسعار حتي تتناسب مع ميزانية الأسرة المصرية خاصة في ظل الظروف الراهنة… وهناك بعض الفنادق التي وافقت علي تخفيض أسعارها مع عدم الإخلال بالخدمة الجيدة.