استمع لفيف من الرعاة في سكون الليل إلي صوت السماء يبشرهم علي لسان الملاك بميلاد المخلص وأرهفوا السمع أكثر عندما ظهر مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله قائلين(المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة) تري لو كنا معاصرين لهذه البشارة هل كان ممكنا أن يصل إلينا هذا الصوت؟وإن سمعناه هل كان ممكنا أن نميزه؟وإن استطعنا تمييزه هل كان ممكنا أن نطيع ما يوجه إلينا من خلاله.
سمع الرعاة صوتا يخصهم بالبشارة بينما أغفل من ثقلت آذانهم باهتمامات الحياة المادية أو ضعفت حساسيتهم الروحية لاعتدادهم بذواتهم,فلم يسمع ناموسي صوت السماء رغم كونه يحذر الناس من أمور كثيرة.
ولكن قام الرعاة مسرعين ليعاينوا ما أخبرهم به الرب ولم يحسبوا حساب ما يترتب علي تركهم لرعيتهم التي يحرسونها, لقد أطاعوا هاتف الخبر الذي هتف في داخلهم بلا تحفظ أو تأجيل فمضوا في فرح وتهليل يعلنون للملأ كل ما رأوه وسمعوه.
فإن صوت السماء مسموع للراغبين في سماعه, مميز لمن لم يفقدوا التمييز بسبب ماديتهم وأنانيتهم, وقابل للتنفيذ لمن لا تعوقهم كبرياؤهم عن التحرك نحو العمل.
ففي ميلاد المسيح له المجد
استمع أنه يبشرك بالمجد لله في الأعالي حتي تجعل خطاك متجهة نحو إعلان هذا المجد.
ويبشرك بالسلام علي الأرض حتي نسعي نحو الحصول علي هذا السلام في داخل نفسك ومع كل من حولك,ويبشرك بالمسرة من الناس مسرة العتق من أسر الشيطان ومسرة الانتصار علي الخطية والشرور وللناس بينما لا تقدم لهم ما يسعدهم فتسعد أنت معهم.
هذا ما نتعلمه من سماع صوت السماء في ذكري ميلاد المخلص.