انتشر تنظيم القاعدة في العديد من دول العالم انتشار مطاعم ماكدونالد ومقاهي ستار بكس, وقريبا ربما نشاهد محلات لتنظيم القاعدة (درايف ثرو) تبيع أسلحة أوتوماتيكية وأحزمة ناسفة وقنابل طريق, ويذهب (الجهادي) إلي نافذة محل القاعدة وتسأله البائعة المنقبة:
- ماذا تريد اليوم أيها الأخ؟
- أعطني حزاما ناسفا ومفجرا عن بعد وكلاشينكوفا
- هل تريد أن تشرب شيئا؟
- أعطني شرابا من الدايت كوكا كولا
- تستطيع إضافة فرينش فرايز (بطاطس) إلي طلبك هذا أيها الأخ إذا دفعت 4 روبية
- إذن أعطني إياها, أكثر الله من أمثالك
… ويمضي صاحبنا في طريقه إلي الجنة حاملا حول وسطه حزاما ناسفا وهو يحتسي الكوكا كولا ويقرمش الفرينش قرايز قرمشة!!
…
ودائما كنت أتساءل من أين يأتي تمويل تنظيم القاعدة؟ هناك نظريات تقول أن تنظيم القاعدة يبيع مخدرات أفغانستان في العالم لتمويل عملياتهم, ولم أتمكن من الإجابة علي هذا السؤال لأن نظرية بيع المخدرات لم تدخل دماغي, ورغم رفضي التام لنظرية المؤامرة العربية ومفادها أن إسرائيل وراء كل المصائب في العالم, إلا أنني اليوم سوف أتبني نظرية المؤامرة وذلك لمحاولة تفسير نظرية التمويل الإسرائيلي لتنظيم القاعدة:
أولا: تنظيم القاعدة رغم ذراعه الطويلة فإنه لم يوجه عبر تاريخه أي ضربة تذكر ضد إسرائيل سواء في داخل إسرائيل أو أحد المصالح الإسرائيلية خارج إسرائيل, رغم أنه صدع أدمغتنا دائما بالكلام عن ضرورة القضاء علي العدو والكيان الصهيوني.
ثانيا: سمعنا عن وجود تنظيم القاعدة في المغرب العربي, والجزيزة العربية والجزائر واليمن والصومال وأفغانستان وباكستان والفلبين وبلاد الواق الواق, ولكننا لم نسمع عن وجود لتنظيم القاعدة داخل إسرائيل أو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة, أو داخل الدول ذات العلاقة الدبلوماسية مع إسرائيل (مصر والأردن).
ثالثا: إن صحت نظرية مؤامرة جريمة 11 سبتمبر 2001 من أنه تم التنبيه علي اليهود بعدم الذهاب إلي أعمالهم في مركز التجارة العالمي بنيويورك في يوم الجريمة, فإن هذا يدل علي وجود بصمات الموساد الإسرئيلي علي الجريمة, وذلك لبدء الحرب علي العرب والإسلام من جانب أمريكا والغرب.
رابعا: لو أحصينا عدد الضحايا المسلمين الذين قتلهم تنظيم القاعدة لوجدناه يتجاوز بكثير عدد الضحايا من غير المسلمين.
خامسا: لو دفع أعداء العرب والإسلام مليارات الدولارات لتشويه صورة العرب والإسلام في العالم لما نجحوا مثلما نجح تنظيم القاعدة في هذا.
سادسا: ومن المعروف أن تنظيم القاعدة قد بدأ بدعم أمريكي لمحاربة الاتحاد السوفيتي والذي تمت هزيمته في أفغانستان بدون إراقة دم جندي أمريكي واحد, لذلك فإن تنظيم القاعدة هو في الأساس صناعة أمريكية, ولا نحتاج لدلائل كثيرة لإثبات العلاقة الوثيقة بين أمريكا وإسرائيل.
…
والشئ بالشئ يذكر, فإنه من المعروف أن إسرائيل شجعت إنشاء حركة حماس وذلك لضرب حركة فتح, وسواء كانت تلك النظرية صحيحة أم لا, فإن النتائج أمامنا:
أولا: تم شق الصف الفلسطيني, وقامت حماس بطرد وقتل العديد من الفتحاوية واستولت علي الحكم في غزة.
ثانيا: تراجعت القضية الفلطسنية إلي الخلف بعد أن أصبح هدف العرب هو تحقيق المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح.
ثالثا: نشأت أصوات تقول بإمكانية تحقيق حل الثلاث دول (إسرائيل _ غزة _ رام الله) بدلا من حل الدولتين (إسرائيل _ فلسطين).
رابعا: أصبحت إسرائيل أكثر أمنا في ظل حكم حماس, ولم نعد نسمع عن أي عمليات داخل إسرائيل, ولم نعد نسمع عن صواريخ القسام التي كانت تنطلق من غزة.
خامسا: أصبحت إسرائيل تتساءل: مع من سوف نجري محادثات السلام فتح أم حماس؟ وتمضي في بناء المستوطنات في الضفة والقدس في ظل ضعف وانقسام فلسطيني غير مسبوق علي المستوي السياسي وفي ظل اختفاء خيار المقاومة تقريبا.
…
أرجو أن أكون مخطئا في تبني نظرية المؤامرة تلك ولكن ماذا أفعل أمام القرائن الدامغة؟
[email protected]
نقلا عن موقع ## إيلاف ## الإلكتروني