كلمات وتعبيرات غريبة بدأت بوادرها تظهر في سيناء مع ظهور السلفيين الذين زادت أعدادهم بشكل يثير المخاوف, وفي خلال فترة قصيرة استطاعوا إنشاء مقار لهم في عدد كبير من المحافظات فضلا عن عقدهم عشرات المؤتمرات, وهو ما دعا بعض الناشطين السياسيين للسؤال حول مصادر تمويل تلك الجماعات السلفية التي مكنتهم من تسليح أكثر من خمسة آلاف شاب وتكوينهم لجانا شرعية بديلا عن المحاكم المصرية بحجة غياب الشرطة والجيش. فهل يعني ذلك أن الحدود المصرية أصبحت خارج السيطرة المعتادة وهل يعني ذلك أن الشرطة والجيش فقدا السيطرة علي مناطق رفح والعريش والشيخ زويد؟ متغيرات لها دلالات خطيرة وهذا ما دفع نشطاء سياسيين للتعبير عن تخوفهم من تحول الجماعة السلفية إلي دولة داخل الدولة.
محمد زارع رئيس منظمة الإصلاح الجنائي طالب السلطات المصرية بالتحقيق في الأمر لأنه إذا ثبت ذلك فأنه يعني تهديدا للسيادة المصرية وينذر للحيلولة دون ذلك وبالدخول في مرحلة عنف مع التيارات الإسلامية أشبه بالسبعينيات من القرن الماضي ولذا يجب علي الدولة اتخاذ خطوات جادة.
تحقيق سريع
وحذر نبيل شرف الدين من خطورة هذه الجماعات مؤكدا أن الجماعات السلفية ستكون سببا من أسباب تدمير مصر والقضاء علي ثورتها وأن الإعلان عن تحويل منطقة رفح والعريش لإمارة إسلامية لها مجالسها ولها ميليشياتها المسلحة من آلاف الشباب السلفي يطرح العديد من الأسئلة عن موقف الدولة والمجلس العسكري من هذا الأمر الخطير الذي يظهر في أخطر منطقة من الأراضي المصرية ويهدد سيادتها واتفاقياتها الدولية وهو ألا يستدعي فتح التحقيق في مصادر تمويل هذه الجماعات السلفية التي اجتاحت مصر.
وحمل نبيل شرف الدين السلطات المصرية المسئولية كاملة لصعود هذه التيارات التي لم يتم التصدي لها منذ أحداث كنيسة أطفيح وبعد ذلك رفع الأعلام السعودية في قنا احتجاجا علي المحافظ القبطي وهدم أضرحة الصوفيين وتحويل ميدان التحرير إلي ميدان أفغانستان والسعودية برفع أعلامهما وتوزيع دساتير غير مصرية دون أي محاسبة هذه الجماعات هي امتداد للحركة الوهابية السعودية وحماس في التصعيد وهو ما ينذر بتحول المجتمع إلي مسرح من العنف وبركة من الدماء.
انفصال عن مصر
وقال الدكتور عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتجية إن ما أعلنت عنه الجماعة السلفية بسيناء هو بمثابة انفصال عن الدولة المصرية لأنه يهدد بتعطيل القانون المدني والمحاكم ويحل بديلا عنها تطبيق الشريعة بسيناء والإعلان صراحة أنه لا توجد حكومة أو دولة.
وفي إطار هذه التحولات في سيناء وانتشار العناصر الإسلامية المسلحة وهجومها علي أقسام الشرطة تواصل القوات المسلحة عملية ##نسر## التي تستهدف القضاء علي هذه التنظيمات ولم يقلل من عمليتها إلا أحداث الحدود بعد مقتل 5 جنود مصريين علي يد القوات الإسرائيلية.
وقال مسئول أمني أن هناك أربع سيارات مصفحة انتقلت بالفعل إلي مدينة الشيخ زويد التي تبعد 15 كيلو مترا فقط عن الحدود مع غزة. وقد تم إطلاق اسم ##نسر## علي العملية وسوف تمتد إلي المنطقة الجبلية في وسط سيناء التي تعتبر مأوي آمنا للبدو الخارجين علي القانون. وقال المسئول الأمني إن هناك خطة وضعت بالتنسيق بين الجيش والشرطة للقبض علي العناصر المتطرفة والسيطرة علي المنطقة بعد توغل العناصر المتطرفة المسلحة في مناطق عدة وإقامة معسكرات حيث دارت اشتباكات في بعض المناطق الجبلية بين المسلحين وقوات الأمن.