مرت حوالي ثمانية أعوام منذ بداية بناء الجدار الفاصل ويبدو أن المشروع تجمد في مكانه منذ شهر نوفمبر 2007, وقل حجم الأشغال في مسار الجدار بشكل كبير, اليوم بعد أن استثمرت الدولة في الجدار نحو 9.5 مليار شيكل استكمل قدر أكبر بقليل من 60 في المائة من المسار المعدل والمقلص له, وعقب المعارضة الحازمة من الولايات المتحدة, تمتنع إسرائيل عن مواصلة الأشغال في منطقة الأصابع وهي جيوب في شرقي الخط الأخضر, وبقيت ثغرات هائلة في القسم الجنوبي من الجدار, ولاسيما في المداخل الجنوبية للقدس, في جوش عتصيون وصحراء يهودا.
منذ القرار الأول لحكومة شارون بإقامة الجدار في مايو 2002 اجتاز المسار عدة تعديلات دراماتيكية. المسار الأصلي كان يفترض أن يضم عمليا إلي الأراضي الإسرائيلية نحو 20 في المائة من أراضي الضفة الغربية, ولكن قرارين أديا إلي تقليص المساحة التي اندرجت ضمن الجدار: قرار محكمة العدل العليا من يوليو 2004 في التماس سكان قرية بين سوديك الذي ألزم الدولة بتعديل المسار للتخفيف من الضرر الذي يلحقه الجدار بحياة الفلسطينيين, وفتوي المحكمة الدولية في لاهاي, بعد تسعة أيام التي قضت أن الجدار ليس شرعيا وطلبت من إسرائيل حله.
وتفيد تقديرات حديثة للجيش الإسرائيلي أن بناء الجدار الفاصل حول مناطق يهودا والسامرة الضفة الغربية لن يكتمل إلا في سنة 2020 فمن جهة, ثمة قطع كثيرة ورئيسية من الجدار اكتمل بناؤها, ومن جهة أخري بقي عدد من المناطق وخصوصا جنوبي جبل الخليل, لم يتقرر بدء البناء فيه بعد, وقد يتحول إلي أرض خصبة لتسلل الخلايا الإرهابية.
وقد شهد مسار الجدار كثيرا من التغييرات والتعديلات ولايزال بعضها قيد المداولة في المحكمة العليا وقد اكتمل حتي الآن بناء ما يزيد علي 500كم وسيتم استكمال بضع عشرات أخري من الكيلومترات بحلول نهاية العام الجاري, لكن انتهاء مساره الذي يبلغ طوله 810كم يبدو بعيدا جدا.
عن: يديعوت أحرونوت وهاآرتس