شباب في عمر الزهور بعضهم لم يجد عملا, وآخرون كانوا ينشدون التغيير من أجل مستقبل أفضل لأسرهم, لم يكن أي منهم يعلم أن كلمته ستسمع وتتحقق ومع ذلك عمل كل شاب مجهوده وتحايل وواجه كل الأجهزة الأمنية التي تصدت لهم منذ البداية, ومن رسائل الثورة التي رصدتها الداخلية علي حسب أحد الصحف القومية من أجهزة الموبايل في بداية المسيرات اجعلوا الولادة متأخرة.. لا تدعوا الأم واقفة في مكان واحد فالحركة لها مفيدة جدا!
وكان لنا هذه اللقاءات التي تفتش في بعض هذه الأسرار واللغة الخاصة التي استطاع من خلالها الشباب أن ينجح في إشعال الثورة.
يقول إسلام يحيي 22 سنة كانت اللغة الأساسية لنا هي الفيس بوك عندما نشر جروب كلنا خالد سعيد علي موقع الفيس بوك دعوات للاحتجاج في 25 يناير, وتحركنا لأجل التغيير وكانت كلمة السر المتفق عليها هو الثبات وعدم الخوف والانسحاب.
ويقول أحمد سيف الدين 21 سنة رغم انقطاع الاتصالات والإنترنت لم يمنعنا ذلك من التخطيط والاستمرار فقد توصلنا إلي حل بديل حتي نتمكن من تحديد خطوط السير التي نمشي عليها كي نتجمع في ميدان التحرير واتفقنا علي عمل علامات علي الأرض باستخدام اسبراي ملون يعرف كل من يشاهده أننا مضينا في هذا الاتجاه فيتبعنا حتي نصل إلي ميدان التحرير, وكنا نغير هذه العلامات حتي لا يكتشفها رجال الأمن.
ويوضح بيشوي موريس 18 سنة من نشطاء دعم البرادعي إن السرية التامة كانت مطلوبة وأهم شيء حرصوا عليه عدم معرفة الأمن أماكن تجمعهم أو أسمائهم الحقيقية, لضمان السرية, ويحكي كنا نجتمع أماكن عديدة مختلفة مرصودة من قبل الأمن, فكنا نتفق علي الأماكن ونعلن عنها في الاجتماع, وفي نفس الوقت كنا نكتب الأماكن الصحيحة المتفق عليها علي ورق ونتداولها بيننا, ولضمان السرية كنا نقول في الاجتماعات أسماء غير حقيقية ولا يعرف الأسماء الحقيقية غير أعضاء المجموعة.
ويقول محمد عبد الحي من شباب حركة التنحي أنهم اتبعوا وسيلتين للتغلب علي نقاط القوة للأمن المركزي, الجري بسرعة واختراق الكردون بقوة, حتي يمكننا التغلب علي قوات الأمن, وفعلا استطاعنا كسر كردون الشرطة, وساعد ذلك علي رفع الروح المعنوية للمتظاهرين.
ومن ميدان التحرير يقول محمود لطفي مخرج شاب إن الإذاعة الداخلية في الميدان, لعبت دورا مهما في رفع الروح المعنوية للمعتصمين بالميدان, وكان دورها مهما في ثورة الحرية, فكانت الميكروفونات والفيس بوك والرسائل النصية, سلاحا قويا, ولغة تواصل بين الجميع وساعدت علي نجاح الثورة.
أما إيمان نور 21 فتري أن اللغة الأساسية لنجاح الثورة وتواصل الشباب هي الكلمات المعبرة التي كانت تكتب علي اللافتات ومنها لافتة كانت تحمل عبارة إحنا مش خايفين, علقها المحتجون بشارع مجلس الشعب علي بوابته الثانية منذ اليوم الأول لاعتصامهم, وأيضا الشعارات التي كانت تتردد لها عامل أساسي ومنها سلمية وعايز تلاقي شغل؟ نفسك الأسعار تنزل؟ زهقت من الفساد والرشوة؟ نفسك تتجوز؟ خليك إيجابي وطالب بحقك يوم 25 يناير. وتوالت الشعارات المشجعة بعد ذلك مثل إحنا كرهنا الصوت الواطي, مش هنمشي هو يمشي وأيضا الشعار الشهير الشعب يريد إسقاط النظام.