بقلم: بيني تسيفار
انتهت أيامي الرائعة في مصر وسأعود قريبا,وخلال تلك الأيام حاولت قراءة الأخبار من خلال موقع هاآرتس الإلكتروني وبحثت في المواضيع والتعليقات.وشدتني التعليقات التي كتبت بشأن هزيمة فاروق حسني في انتخابات رئاسة اليونسكو,ورأيت أحدهم يعلق أنه سعيد بعدم فوز فاروق حسني برئاسة اليونسكو غير أننا لدينا خبر آخر مشابه وهو عدم فوز أديبنا الإسرائيلي عاموس عوز بجائزة نوبل للأدب.
وإذا نظرنا عن كثب سنجد أن الاثنين فاروق حسني وعاموس عوز,يربطهما شئ مشترك سأتحدث عنه لاحقا لكن وقبل كل شئ, فأنا أري أن قول فاروق حسني بحرق الكتب الإسرائيلية الموجودة في مكتبة الإسرائيلية مبالغ فيه كلية.فإننا نجد المصريين الآن يقرأون الكتب الإسرائيلية ويتقدم الكثير منهم لدراسة اللغة العبرية والأدب العبري.صحيح أنه توجد حساسية في مصر تجاه إسرائيل,لكن الحقيقة يا سادة أننا قد جلبنا ذلك علي أنفسنا وكما قال لي صديق حكيم مداعبا:إن تهمة معاداة اليهودستتسبب في كراهية العالم لليهود.
إن ما حدث في قضية فاروق حسني هو أن هناك أشخاص بعينهم يصرخون بسبب وبلا سبب لكل شئ يقال أو يحدث متعلق بكراهية اليهودغير أنهم لا ينظرون إلي قضايانا الحقيقية.وأنا أعتقد أن وظيفة الشعب الإسرائيلي ليست التحفز مثل كلب حراسة يكشر عن أنيابه في غضب أمام كل من يتكلم أو يصنع شئمعاد لليهود.
إذا نظرنا إلي مصر من الخارج قد نتصور أنها غير ديموقراطية لكن إذا نظرنا إليها من الداخل سنجد واقعا ثقافيا غير متوقع,من الإنتاج الفني الغزير والمتاحف والمواقع الأثرية حتي الكتب الغنية والمليئة بالحرية لدرجة أننا نجد رواية ناجحة وهيعمارة يعقوبيانيظهر فيها شرطي مثلي,فلو كانت الشرطة طاغية والنظام قمعي لكانت قد صادرت الرواية,وهذا لم يحدث وفي الواقع أن العالم كله ينظر إلي مصر وثقافتها وللمواقع الأثرية الموجودة بها وملايين السياح يزورونها ولكن هل لإسرائيل سياح يزورونها,إذا نظرنا حولنا فلن نجد زوارا إلا للأماكن المقدسة وفي الأعياد فقط وفتيات الهوي القادمات من أوكرانيا.
وأعتقد أنه في انتخابات اليونسكو فإن العالم نظر إلي مصر من الخارج ولم يتقبل فكرة قولي رئاسة اليونسكو شخص قادم من دولة غير ديموقراطية (في نظرتهم).
ولنعد إلي الموضوع الأول,وهو الرابط بين فاروق حسني وعاموس عوز,فإن العالم تحجج بكون فاروق حسني قادما من دولة غير ديموقراطية.ولكن هل عاموس عوز يحيا في دولة ديموقراطية ولاتمارس القمع؟إن جائزة نوبل للأدب تعطي للأديب المتميز؟لكنها تمنح دولته الفخر.وأعتقد أن ذلك هو السبب فالقمع الذي تمارسه دولة إسرائيل أحال بين عاموس عوز وجائزة نوبل.
منحت لجنة جائزة نوبل الجائزة للأديبة هرتا مولر وهي كاتبة شريفة ناضلت ضد القمع الشيوعي في بلدها رومانيا إبان عصر تشاشسكو فهل جاهد عاموس عوز هو الآخر ضد دولته فيما قامت به من عمليات قمعية؟لا إنه لم يغفل ذلك بالجدية الواجبة ولهذا لم يفز بجائزة نوبل.