كنيسة السيدة العذراء بمهمشة تستعيد أمجادها
قصة المقر البابوي بمهمشة
نظير جيد تخرج في مدرسة مهمشة الإكليريكية
تحتل كنيسة السيدة العذراء مريم بمنطقة مهمشة بالشرابية مركزا مهما في ذاكرة كنيستنا القبطية الأرثوذكسية, لأنها خرجت من رحم المدرسة الإكليريكية التي نقلت من الفجالة إلي أرض مهمشة عام1903.
وكما ارتبط تاريخها بمؤسسها الأرشيدياكون حبيب جرجس فقد تخرج من مدرستها الإكليريكية الأستاذ نظير جيد(قداسة البابا شنودة الثالث).
شهدت الكنيسة عدة محاولات للترميم علي مدي تاريخها, وتم تجديدها في عهد أبينا حزقيال وهبة 1968 ولكنها آلت إلي السقوط عام2004 إلي أن استطاع نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس أسقف كنائس الزاوية الحمراء والشرابية أن يعيد بناءها بعد استكمال التصاريح الكثيرة لتجديدها حتي تستعيد أمجادها بما تحمله من قيمة كنسية رائعة تستحق أن تصبح تراثا لأجيال قادمة.
بمباركة قداسة البابا شنودة الثالث انتهت المرحلة الأول باكتمال الهيكل الخرساني للكنيسة, ورأس نيافة الأنبا مارتيروس الأحد الماضي القداس الافتتاحي لكنيسة السيدة العذراء الجديدة بمهمشة وسط فرح وتهليل من الآباء الكهنة وجموع غفيرة من الشعب القبطي.
وبنفس الروح المتحمسة التي قادت الأرشيدياكون حبيب جرجس لجمع التبرعات لبناء الكنيسة, هكذا بذل نيافة الحبر الجليل الأنبا مارتيروس جهودا مضيئة في جذب محبي الرب الغيورين علي بناء بيته من كنائس مصر والمهجر لإعادة بناء كنيسة السيدة العذراء بمهمشة…وكما كان قداسة البابا كيرلس الخامس مساندا ومعضدا للأستاذ حبيب جرجس في تحقيق أحلام خدمته بمهمشة, هكذا بارك قداسة البابا شنودة الثالث نيافة الأنبا مارتيروس في تحويل الأحلام إلي واقع في مهمشة.
الغيور حبيب جرجس
وحول تاريخ كنيسة السيدة العذراء والمدرسة الإكليريكية بمهمشة قال نيافة الأنبا مارتيروس:
يرجع تاريخها إلي أيام البابا كيرلس الخامس حينما تولي الأستاذ حبيب جرجس مسئولية التبرعات عبر القطر المصري كله من الإسكندرية إلي أسوان, وبلغت 11ألف جنيه ثم وضعها في خزينة البطريركية سحب منها 1518 جنيها لشراء قطعة أرض مساحتها 388م2,وتوالت عمليات شراء قطع أرض مجاورة بلغت مساحتها الكلية 5399م2,وتم تكريس كنيسة السيدة العذراء بمهمشة في 6مارس عام1931 بيد قداسة البابا يوأنس التاسع عشر, وكان الهدف منها أن يصلي بها طلاب المدرسة الإكليريكية بمهمشة والتي كانت أول مكان يهتم بتعليم الوعظ للآباء الكهنة والخدام.
ومن رؤساء هذه المدرسة بعد يوسف بك مرقريوس, وأقلاديوس لبيب جاء الأستاذ الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي اشتهر بغيرته علي الخدمة الكنسية وهو مؤسس مدارس الأحد وصاحب الريادة في إدخال مناهج الدين المسيحي بالمدارس الأميرية في عهد سعد زغلول.
احتفالات وذكريات
أضاف نيافة الأنبا مارتيروس:أرض مهمشة شهدت احتفالات كنسية مهمة بامتداد تاريخها, منها الاحتفال باليوبيل الذهبي لقداسة البابا كيرلس الخامس عام1925 بحضور الآباء المطارنة والأساقفة وأعضاء المجلس الملي وأعيان مجلس النواب منهم بطرس باشا غالي رئيس وزراء مصر آنذاك, كما تشرفت بأن تكون مقرا للبطريرك عندما أقام فيها البابا كيرلس الخامس شهرا كاملا,كما صدرت بها أول لائحة للإكليريكية ونظام القبول بها وعقدت بها, اجتماعات مهمة لتنظيم الوعظ بكافة المحافظات والقري والنجوع,كما أقام بها البابا يوأنس التاسع عشر احتفالا بمرور 50عاما علي إنشاء الكلية الإكليريكية بمهمشة في 29 فبراير 1938.
نور مهمشة
من جهة أخري أوضح نيافته:رموز كنسية مهمة تخرجت من المدرسة الإكليريكية بمهمشة, علي رأسهم قداسة البابا شنودة الثالث, والقمص منسي يوحنا المؤرخ الكنسي,والقمص منقريوس عوض صاحب كتب الطقس, وآخرون أثروا الحياة الكنسية بالكرازة المرقسية.
لفت نيافة أنبا مارتيروس النظر إلي أهمية المكان قال:كنيسة ومدرسة مهمشة كانت سببا في إدخال الكهرباء إلي منطقة مهمشة والشرابية كلها بجهود الأستاذ حبيب جرجس. أما المتبقي من تراث حبيب جرجس الآن فهو المدرسة القبطية بمهمشة لتعليم الأطفال وتضم 160 طفلا من أطفال الشرابية ولا تزال تمارس دورها التعليمي حتي الآن تحت إشراف الديوان البطريركي وقد تخرج منها عدد من القيادات المجتمعية,ومن أمنياتي أن تتسع هذه المدرسة لأطفال الشرابية البسطاء ممن يحتاجون هذه الخدمة.
لمسة وفاء
أعلن نيافة الأنبا مارتيروس:سيتم تخصيص كنيسة صغيرة في البناء الجديد باسم شهداء الزاوية الحمراء كنوع من الوفاء بحقهم, وإقامة مكتبة كبيرة ومعرض باسم الأستاذ حبيب جرجس إحياء لذكراه.
شكر نيافته كل من له تعب في استعادة مجد كنيسة العذراء بمهمشة, وخاصة المهندس الدكتور عادل فريد ود.سامي صبري والمهندس جورج تكلا, ولم يفته أن يشكر المحبين من بسطاء المسلمين الذين تبرعوا أيضا من أعوازهم لبناء الكنيسة.
قام نيافة الأنبا مارتيروس بإهداء دروع الكنيسة لفريق كبير ممن لهم تعب محبة, وأهدي باسم الكنيسة درعا لقداسة البابا شنودة الثالث الذي تحمل كنيسة العذراء بمهمشة مكانة خاصة في قلبه,وكذلك حبيب جرجس الذي أحبه قداسة البابا وقال عنه شعرا في ذكري الأربعين بعنوانغياب النور…