استهلت جمعية الثقافة والتنوير,برئاسة أ.د.هشام صادق,موسمها الثقافي بالاشتراك مع جمعية الشبان المسيحية,برئاسة د. سمير فهمي,بإقامة لقاء بالقاعة الكبري بجمعية الشبان المسيحية بالإسكندرية تحت عنواننظرات نقدية في الثقافة المصرية المعاصرةاستضافت فيه الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن والذي ركز حديثه في ثلاث نقاط رئيسية,حيث ذكر أنه من أهم الأحداث الثقافية في تاريخنا المعاصر زيارة رفاعة الطهطاوي لباريس ,وهذا يمثل نقطة مركزية في حياتنا الثقافية إذ فوجيء بالمجتمع الفرنسي ووجد ما يناقض المجتمع المصري الذي لايختلف عما هو عليه الآن,شارك في كتابة وترجمة ما يزيد عن ألف كتاب,ترجم الدستور والروايات وكتب نظريات ليعرف أبناء وطنه بهذه الثقافة والتقطنا منه بشغف شديد,وحدثت الحركة الثقافية الهائلة وجاء طه حسين وتوفيق الحكيم,فالحركة الثقافية بدأت من رفاعة الذي كان مصاحبا للبعثة كإمام وليس ضمن البعثة كطالب تعلم أكثر مما تعلمه أبناء البعثة وبدأت الثقافة المصرية في نطاق الثقافة الغربية وهذا عظيم ولكن كان يجب أن نلقي نظرة علي الثقافة الشرقية الفارسية والهندية وحاليا اليابانية والصينية التي تجاهلناها مقابل الغربية, وتساءل محفوظ عبد الرحمن: هل لو عاد بنا الزمن ننظر لهذه الثقافات ونبني ثقافتنا علي جناحين مع ملاحظة أن المشروع النهضاوي لمحمد علي بدأ مع المشروع النهضاوي لليابان.
حصار الإبداع
انتقل محفوظ عبد الرحمن إلي النهضة الثقافية ابتداء من ثورة 1919 هذه النهضة الشديدة حيث ظهر كتاب وفنانون مهمون :أحمد أمين الذي لايقل عن طه حسين وفي العشرينيات حدث تألق في المسرح والرواية والشعر والموسيقي والقصة القصيرة ,طه حسين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ وأحمد شوقي وسيد درويش,واليوم نبحث عن شيء عن موهبة وتساءل :هل فعلا حدث نضوب في الإبداع, هل هناك علاقة بين الإبداع وحالة المجتمع ؟أم الموجة ارتفعت وبدأت تنحسر؟هل نحن في بيئة لاتنبت العبقرية وإذ كان هناك نضوب في الإبداع أحد أسبابه الرئيسية الرقابة. فالحقيقة أن الرقابة ديناصور كبير مسيطر علي أشياء كثيرة أقدم عمل ترفضه الرقابة ,أيضا تطاردني رقابة الشارع,فيوسف شاهين حين قدم المهاجر تحمست معه للدفاع عن الفيلم وذهبت معه للمحكمة وسألوني كيف توافق علي عمل عن سيدنا يوسف ؟!عشت أياما غريبة,ورغم ما بيني وبين يوسف شاهين من خلاف إلا أنني وقفت مع حرية الفكر والرقابة الموجودة في المجتمع تقول هذا خطأ ..هذا حرام..لا ..لا
وأضاف :هناك كتاب في العالم واجهوا الرقابة في النهاية حرية الرأي انتصرت علي الرقابة.عندنا مطاردة يومية تصل إليك في بيتك,وهذا سؤال رد علي سؤال:إحنا رايحين علي فين؟كل كاتب يمسك قلم ويقول إحنا رايحين علي فين؟إحنا رايحين في ستين داهية؟!ملحوظةأحد أقربائي رفض التصوير معي لأن التصوير حرام!!!
ثم بدأت الأسئلة والمداخلات عما يحدث في مصر وما وصلت إليه.
وختم محفوظ عبد الرحمن حديثه بشيء من الأمل:الإنسان يجب ألا يفقد الأمل في إصلاح الأشياء ,نريد التغيير ونعمل شيئا أحسن فعندنا رافد نهر الشباب يعمل يجب أن نبحث عن طريقة تساعده لأنه يكتشف في طريقه المحبطات الهائلة حتي لا نقتل المبدعين.