تسبب اعتزام عضو البرلمان الهولندي خييرت ويلدرس عرض فيلمه فتنة المسئ للإسلام في إحداث حالة من الاضطراب الشديد داخل المجتمع الهولندي…وحالة من الرفض في العالم الإسلامي.وهذه هي المرة الثانية التي يتسبب فيها فيلم يدور موضوعه حول الإسلام في إحداث توترات داخل المجتمع الهولندي,ففي أغسطس 2004,أذيع فيلمالخضوع الذي أساء لموقف الإسلام من المرأة وكتبته السيدة أيان هيرسي علي,عضوة البرلمان في ذلك الوقت عن الحزب الليبرالي,وفي نوفمبر2004,تعرض مخرج ذلك الفيلم,السيد تيو فان خوخللاغتيال,أدت حالة الاضطراب الاجتماعي التي تمخض عنها هذا الأمر إلي محادثات بين المنظمتين الوطنيتين الشاملتين للجالية الإسلامية-وهمالجنة الاتصال بين المسلمين والحكومة(CMO)ومجموعة الاتصال الإسلامية(CGI)-والكنيسة البروتستانتية في هولندة(PCN),وكان النتاج الذي أفرزته هذه المحادثات صدور بيان تحت عنوان إلي المجتمع,وضع في يوليو 2005 …ثم قدم إلي الحكومة الهولندية.
ونظرا إلي الوضع الذي تسبب فيه فيلم ويلدرس فإن القادة التنفيذين لـلجنة الاتصال بين المسلمين والحكومة)ومجموعة الاتصال الإسلامية)والكنيسة البروتستانتية في هولندة شعروا بضرورة الالتقاء مجددا والتوصل إلي مزيد من الاتفاقات ,وحضو هذه المشاورات الأمين العام لمجلس الكنائس في هولندة.وكان نتاج القرار الذي صدر للقيام بزيارات مشتركة إلي عدد من البلدان الإسلامية بقصد إظهار قوة العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في هولندة وأن الكنائس ترفض بشدة ازدراء ديانة الآخر وتظهر التصريحات التي أدلي بها ويلدرس أن الغاية التي يتوخاها هي الإيقاع بين الجالية الإسلامية وسائر المجتمع الهولندي.
ونحن بوصفنا مسلمين ومسيحيين,علي قناعة بأننا في هذه الأوقات التي يشوبها التعقيد,علينا مهمة بناء الجسور,وتجاوز مشاعر عدم الثقة,وتضافر جهودنا من أجل إحلال العدل والسلام,والغرض الأساسي من الزيارة يتمثل في جذب الانتباه إلي حقيقة أن غالبية الشعب الهولندي ترفض إهانة الإسلام.
ويدعم مجلس الكنائس في هولندة هذه المبادرة في سبيل المساهمة-داخل الوطن وخارجه-في تعزيز التفاهم المشترك بين معتنقي الأديان المختلفة.
ومن ثم فإن الكنائس والمنظمات الإسلامية تعلن ما يلي:
تضمن القوانين الهولندية حرية التعبير(أي حرية المرء في التعبير عن رأيه)وحرية العقيدة,ومن الناحية القانونية,يصعب منع عرض فيلم لم يشاهده أحد بعد,بيد أننا نعتبر بالفعل الملاحظات التي أبداها ويلدرس عن محتويات هذا الفيلم ملاحظات استفزارية.وتلقينا تحذيرات من داخل هولندة ومن خارجها..الأمر الذي يظهر لنا أنه,بعرض هذا الفيلم,يمكن أن توضع العلاقات بين جماعات وديانات سكان العالم أجمعين تحت ضغط علي نحو يفتقر إلي المسئولية.نرفض بشدة كل أشكال الازدراء والافتراء التي توجه إلي القرآن والنبي محمد مثلما لا نود أن يحدث مع الإنجيل والعقيدة المسيحية,وإننا نؤكد أن ويلدرس يمثل رؤية قطاع صغير من المجتمع الهولندي,وبالتأكيد هذه الرؤية لا توافق عليها الكنائس الهولندية.
ونحن,بوصفنا مسلمين ومسيحيين,نري أن الإعلان عن هذا الفيلم لم يكن هناك ما يدعو إليه.
نحن نعلن أن مقصد الديانات لم يكن قط الدعوة إلي العنف أو التهديد باستخدامه وإننا نرفض بشدة كل أشكال العنف التي تقترف باسم الله أو باسم الدين,وإننا نري أن مهمتنا هي أن نوضح للعالم أجمع أن هذا الأمر يخالف الإسلام وكذا المسيحية,فالمقصد الذي تبتغيه كلتا الديانتين هو المناداة بالسلام والرحمة والعدل وحرية العقيدة والقناعات الحياتية ولبلوغ هذه الغاية…نشعر أن ثمة التزاما يقع علي عاتقنا.
نحن نتقبل الانتقاد المبرر الذي يوجه إلي ديانتنا,بغرض كشف الإساءات الحقيقية أو المتصورة….ونشعر أيضا أنه علينا مواصلة طرح التساؤلات المهمة الخاصة بكل منا,يحدث داخل الوطن وخارجه في مجتمعاتنا العقائدية,فيما يتعلق بمعتنقي الديانات الأخري,وحسبما تقتضي الضرورة,سندعو القادة الدينيين والحكوميين إلي تفسير أي شكل من أشكال انتهاكات حقوق الإنسان,مثل حرية العقيدة وحرية التعبير عن الرأي.
دعونا المجالس الإدارية للكنائس والمساجد في هولندة لي الالتقاء ,وفتح كنائسها ومساجدها وتضافر الجهود نحو إرساء مجتمع سلمي.
نهيب بالمنظات الإسلامية والكنائس في البلدان الإسلامية مساندتنا بنشر معلومات دقيقة عما يجري في هولندة,ونناشدها أن تنأي بنفسها عن الإدلاء بتصريحات من شأنها أن تفاقم التوترات بين المسلمين والمسيحيين,فلنعمل معا علي تضافر جهودنا….ومن ثم نظهر للعالم أجمع الإسهامات الكبيرة التي يمكن أن يقدمها الإسلام والمسيحية نحو السلام العالمي.
أوتريخت 17مارس2008
لجنة الاتصال بين المسلمين والحكومة(CMO)
مجموعة الاتصال الإسلامية(CGI)
الكنيسة البروتستانتية في هولندة(PCN)
مجلس الكنائس في هولندة