عقب الكثير من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات والمليونيات والمسيرات تحدث أعمال شغب تنتج عنها كوارث ومذابح ويكون البطل الرئيسي فيها البلطجية وبدلا من أن نتقدم للأمام تسوء الأحوال أعمال بلطجة في السفارة الإسرائيلية وأحداث ميدان العباسية وماسبيرو وقطع الطرق وآخرها عندما اعتدي بلطجية علي اثنين من ضباط الشرطة بقسم روض الفرج ومحاولة إحراق القسم,حتي أصبحت البلطجة لغزا في الشارع المصري جعلنا نتساءل من هم البلطجية؟ من يحركهم؟ وما الهدف من وراء استخدامهم؟ ومن المسئول عن انفلاتهم في الشارع؟ ومن أين يأتي التمويل؟…أسئلة عديدة حاولنا أن نبحث عن إجابات في هذا التحقيق.
فوضي البلطجة
أكد اللواء عبد المنعم كاطو رئيس وحدة الشئون المعنوية بوزارة الدفاع والخبير العسكري والاستراتيجي:أن النظام السابق وطد ثقافة عدم الشعور بالمواطنة علي مدي60عاما أيضا توطدت أمراض مجتمعية كالفقر والأمية والبطالة والأمراض الجسمانية والنفسية وبالتالي عندما وجد البعض حريته في التعبير طغت المطالب الفئوية بالإضافة إلي المطاردين أمنيا والذين يقدر عددهم بنحو 500ألف بلطجي سواء من هربوا من السجون في أعقاب ثورة 25يناير نتيجة الفراغ الأمني أو المسجلين خطر كل هذا أدي إلي الفوضي غير العادية, كما أن البلطجة السياسية ازدادت معدلاتها من قبل هواة السياسة الذين يسرعون لحجز مكان علي الخريطة السياسة بمافيها الأحزاب الفاشلة والأطياف الدينية علي مختلف توجهاتها.
والتظاهرات منها سلمية تقوم علي أساس الضغط لتحقيق مطالب وتظاهرات يخطط لها كي تنتهي بأزمة السفارة الإسرائيلية والعباسية ونوع آخر يشعله الخارجون علي القانون لإحداث فوضي.بالإضافة إلي عمل حملة شرسة للحضي علي كراهية القوات المسلحة.
الجهاز الأمني!
اتفق في الرأي اللواء زكريا حسين العميد الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية وأستاذ العلوم الاستراتيجية بجامعة الإسكندرية أنه قبل سقوط النظام السابق لم نسمع عن هذه الظاهرة التي تفشت لأن الشرطة كانت تبذل قصاري جهدها لتأمين هذا النظام بقبضة من حديد وكان لدي الشرطة الحماس والرغبة في تحمل المسئولية وأثناء محاكمة مبارك شاهدنا البلطجية يقذفون المحكمة بالحجارة والشرطة غير متحمسة لتنفيذ مهمة تأمين البلد وهو سبب الخراب الذي نراه الآن ومن شأنه يفقدنا الثورة فالمشكلة ليست في البلطجية ولكن في جهاز الأمن التي يمتلك الآلية لتنفيذ أحكام واعتقال وضبط ولكن ليس لديها الحماس ولايقوم بأداء واجبه علما بأن الشرطة بمفردها استطاعت فأمين النظام السابق لمدة 30 عاما بقبضة من حديد والآن يوجد أقوي جهازين في مصر الشرطة والقوات المسلحة ولا يسيطران علي البلطجية.
أضاف زكريا:الشرطة المدنية نقلت عدوي عدم حماس حماية أمن البلد للشرطة العسكرية فضلا عن تخاذل الدولة في اتخاذ عقوبات رادعة وقرارات ضد الخارجين علي القانون علما بأن عدد الأمن المركزي قبل ثورة 25يناير كان كافيا إلي جانب مباحث أمن الدولة وباقي الأجهزة.
الحكومة هي التي تحدد
انتقد عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق وأستاذ القانون الدولي بالجامعة الأمريكية قائلا: حذرت الحكومة المصرية من المؤامرات والفلول والمندسين داخل المسيرات السلمية لإحداث شغب وفوضي وأن المسألة خارجة علي سيطرتها وهذا الحديث يدل علي أن الحكومة ضعيفة.
وغير لائق بحكومة الثورة علما بأن من يقومون بمثل هذه الأمور هم بقايا نظام أمن الدولة وفلول النظام السابق والحكومة من خلال موقعها هي التي تستطيع أن تحدد الصورة الصحيحة وتعلن عن الذين يقومون بالبلطجة. وتمويل البلطجية يتم عن طريق تعضيدهم من قبل رجال الأعمال ورجال النظام السابق ومن لهم مصلحة في استمرار البلطجة وعدم الاستقرار.
انفلات أخلاقي
ذكر اللواء سعيد الصالحي الخبير الاستراتيجي أن الصورة السائدة الآن ظهور البلطجية في الشارع المصري والسبب الانفلات الأخلاقي والذي له معايير قياسية أهمها وسائل الإعلام الموجودة والبرامج التي تقدم وطريقة الحوار والمعالجة التي تتم ومناظرة الضيوف فما حدث ويحدث هو انهيار وانفلات قيم, أيضا انسحاب الشرطة من التأمين الداخلي للبلاد كان سببا رئيسيا لظهور البلطجية.
أضاف الصالحي: الانفلات الأمني أدي إلي ظهور طبقات لاتعبر عن المجتمع في الأصل ولكنها لمصالح شخصية ساعدت علي استمرار حالة الفوضي, والبلطجية أنواع منهم سياسي واجتماعي واقتصادي, وكل منهم يعمل وفق الأجندة الخاصة بمن يموله ومن أصحاب المصالح.
بلطجة بشكل مؤسس
قال د.أحمد زايد عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة السابق وأستاذ علم الاجتماع السياسي: بعد جميع الثورات يتم خلط الحابل بالنابل وتكثر الاتهامات المتبادلة ويظلله كثيرون وتظهر صور عديدة من البلطجة, فالبلطجة الفكرية من خلال الكلمة والرأي والبلطجة الإلكترونية والتي من شأنها أن تسكب الزيت علي النار لكن الشعب علي درجة كبيرة من الوعي ولاينصاع للبلطجة.فنحن أمام بلطجة بشكل مؤسس تعتبر انفلاتا سلوكيا غير حضاري.
بلطجية مأجورة
أوضح د.عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن النظام القديم هو الذي يقوم بتمويل أعمال البلطجة وفي كل الأحوال يسعي فلول النظام السابق في دفع المواطنين لكراهية ثورة 25يناير عن دفع البلطجية إلي الشارع المصري وترويع الآمنين, وماحدث في ماسبيرو يوم 9أكتوبر تم استخدام البلطجية والقناصة المأجورين في ذلك اليوم كان السبب الرئيسي فيه إثارة الفوضي بين أبناء الشعب الواحد والحل يكمن في اختيار مدنيين للتعاون مع المجلس العسكري يحكم بجانب المجلس العسكري القائم بالحكم الحالي وأيضا اختيار حكومة جديدة قادرة بها شخصيات مستقلة حتي تقضي علي أعمال البلطجة والفوضي التي اجتاحت البلاد.