الجمال هو شعاع من نور الله ومجده, فهو كلي الجمال والكمال. وهو ينبوع ومصدر كل جمال فقد قيل بكل حق:إن الله جميل ويحب الجمال. وعندما نتكلم عن الجمال في الإنسان, نقصد ليس جمال وجهه وجسمه, وإنما أيضا وخصوصا جمال نفسه وروحه, تلك النفس وتلك الروح التي خلقت علي صورة الله الكلي الكمال والقداسة!. لذلك الجمال هو قلب ينبض بالحب, ولسان ينطق بالحق..ويدان تمتدان بالخير والعطاء.الجميل هو الذي يحبك ويحترمك. ويقدرك ويخدمك, ويتمني لك كل الخير ويريد أن تنمو وترتفع معه…الجمال تفكير مستنير, وذهن متجدد…وضمير يقظ, مستقيم…وروح وديعة, هادئة ومتواضعة. الجمال هو أن تحنو..وتغفر وتترفق…وتنصح وتشجع…وتمدح. أنت جميل, جميل, إن كنت إنسانا يحب كثيرا:يحب الله ويفتح يدها وقلبه وفكره لكل إنسان, خاصة للإنسان الذي لا يعرفه ولا يحبه أحد!. فإن كان نبع جمالك سماويا, إلهيا, فجمالك لن يذيل أبدا. الجمال بساطة وأمل وتفاؤل…الجمال فرح, ومرح, وحيوية, وحماس, وثقة بالنفس وثقة بالآخرين…يظل جمال وجهك باهتا وباردا, ما لم يشرق فيه نور الله بالصفاء والنقاء…والجمال الداخلي!. الجمال هو لمسة الله علي الكون وعلي الطبيعة:علي البحار والأنهار, علي نهر النيل وسكونه وهدوئه وغناء, علي الجبال والتلال والأدوية…علي الزهر والطير…علي المطر والثلج…علي الخبز والخمر, علي النملة والفيل.. الجمال هو ابتسامة الله في ابتسامة الطفل وهو بين ذراعي أمه…وفوق كل شئ الجمال هو قلب الله وحبه العجيب في قلب كل إنسان! فكن جميلا, يا صديقي, جميلا في مظهرك الخارجي وفي فكرك وفي قلبك لكي تكون شعاعا من جمال الله في قلوب جميع الناس. يا إله الجمال!. إن تغيير القلب عملك أنت…إنه نوع من الخلق…فأنت وحدك تستطيع أن تخلع في فكرا وقلبا جديدا…إنسانا يتوق دوما إليك…فاجعلني صورة حية لجمالك الإلهي.