نظم برلمان شباب وطني ندوة بعنوان الرجل والمرأة لمناقشة العلاقة الأبدية بينهما وحاضر في الندوة الدكتور يسري مصطفي الاستشاري بحقوق الإنسان وبدأ د.يسري الندوة بالحديث عن العلاقة بين الرجل والمرأة وأوضح عدم وجود دراسات تظهر العلاقة بين الرجل والمرأة بمصر حتي نتمكن من معرفة سبب وجود التحرش الجنسي وتسأل عن صحة القول بوجود اختلاف بين الرجل والمرأة وإذا وجد فما هو؟وأشار إلي أن اختلاف الثقافة بين المجتمعات هو الفيصل لتكوين نظرة حول طبيعة الرجل والمرأة, فنظرة المجتمع البرازيلي تختلف عن نظرة المجتمع اليمني, وهنا تصبح مناقشة حالالرجل والمرأة في مصر أمرا ضروريا.
وأوضح د. يسري أن هناك حالة من الجهل بالموضوع والخوف من الحديث عنه باعتباره من المحرمات, فالشباب يعاني خللا في علاقته بالجنس الآخر فلا حديث عن الجنس إلا في الجلسات الخاصة التي لها وجود للجنس الآخر فيها.
واستطرد أنه يجب التفريق بين عدة مفاهيم:أولها:الفرق البيولوجي الذي ينعكس علي التكوين الجسدي للرجل والمرأة, ثانيا مفهوم الجيندر النوع والذي يعني طبيعة تقسيم الأدوار ثقافيا واجتماعيا واقتصاديا في مجتمع ما حيث تختلف تخيلاتنا عن الرجل والمرأة, فالرؤية نسبية وليست مطلقة, وتختلف من مجتمع إلي آخر.
وتحدث د.يسري عن رؤيتنا للمرأة في المجتمع المصري وكيف نعتبرها ضعيفة تميل للعاطفة فنسجنها بحجة الخوف عليها وتتفق المرأة المصرية مع الرجل في تلك الرؤية, فتلعب البنت بالعرائس والولد بالدبابات والمسدسات فتوحي بأنه أكثر قوة وحرية, والبنت هي الأكثر ضعفا وانكسارا والنتيجة رجل مستبد…وامرأة مقهورة .
وفي المجتمعات العربية إذا وجدت امرأة قوية الشخصية وناجحة نخاف منها ونحاول كسر شوكتها وإذا لم تستطع فالابتعاد عنها هو الحل وذلك ينقلنا لحقيقة مبنية علي دراسات, أن كلما ازداد قهر المرأة في مجتمع ما كلما كان الرجل ضعيفا في هذا المجتمع, فأثناء مناقشة قانون الخلع بمجلس الشعب رفض أحد الأعضاء القانون معللا ذلك بخوفه أن تهجره زوجته فجأة ودون مقدمات وهذا يدل علي الخوف من المرأة, وعدم القدرة علي التفريق بين مفهومي الذكورة والرجولة, وأوضح د. يسري أن الذكورة هي رمز للفحولة والخوف من المرأة أما الرجولة فهي تعني المسئولية والتفاهم, وأدي ذلك إلي ظهور مفهوم اجتماعي وهو الشرف والسمعة وربطه بالمرأة وحدها وظهور كلمات مثل: شرف العائلة وشرف البنت …إلخ.
المرأة في فكر الرجل الشرقي عبارة عن جسد للمتعة وليست إنسانا له كيان ومشاعر وأحاسيس ورغبات لذا فالعلاقة بين الرجل والمرأة في هذه المجتمعات معقدة, بسبب مفهوم الشرف الذي يتناقض مع الحرية, فكلما أعطينا الحرية للمجتمع كلما كان ملتزما أخلاقيا, فالمجتمع الكندي إذا وجه فرد دعوة عشاء لزميلة له في العمل أكثر من مرة ورفضت يتعرض للمساءلة القضائية لأن ذلك تعدي سافر علي حريتها الشخصية.
لذا نتطرق لمفهوم الحريات الخاصة التي تعني إحساس الإنسان بكيانه. واحترام الشخص لحياته وحياة الآخرين, وعقب ذلك تواصل د. يسري مصطفي مع عضوات وأعضاء البرلمان من خلال مداخلاتهم فتحدث راني عدلي:عن مفهوم العرض والشرف المنتشر في الأديان والذي ينظر للمرأة علي أنهاشئ محرم!!
وأضافت مني عبد الواحد بأن المجتمع الشرقي يوصف بالمحافظ والمجتمع الغربي بالانحلال ولكن الدراسات تؤكد أن حوادث التحرش والاعتداءات الجنسية أكثر في الشرق عن الغرب فما سبب ذلك؟وأرجع د. يسري ذلك للكبت وعدم وجود الحرية والظروف الاقتصادية الصعبة التي أخرت سن الزواج.
أما في مصر فحسب تقارير الأمن العام هناك عشرون ألف حالة اغتصاب سنويا بمتوسط 55 حالة يوميا وهذا أمر صعب جدا, ورأت إنجي حسن أن النظامين السياسي والاجتماعي يكبت الرجل ويقهره, وأكد د. يسري هذا الرأي وأضاف:أن قهر الرجل في عمله يؤدي إلي محاولته, اعتبار رجولته فيقهر زوجته في المنزل.
وتحدثت هايدي غاندي عن مدي تدهور المستوي الثقافي لدي الشباب ووصفته بأنه سطحي ويعتبر جمال البنت في جسدها.
فعلق د. يسري بكلمات قليلة الجمال هو الجمال الإنساني
أما أيمن نجيب فأشار إلي أن المجتمع قد يجعل إنسانا متحررا يخاف علي زوجته أو ابنته ويضطر ليمنعها عن ممارسة بعض السلوكيات التي لاغبار عليها خشية النظرة السلبية من المجتمع لها!!وعلق د. يسري هذه نقطة مهمة جدا ولكن لايجب أن تدفعنا حجة الحماية لنضغط علي المرأة أكثر من اللازم فنسلبها حريتها .
وفي نهاية الندوة طالب شباب البرلمان بالاهتمام بنشر ثقافة جنسية صحيحة للشباب لمعرفة ذواتهم, ومنع التحرشات وتصحيح مسار المجتمع الأخلاقي.
وأكد د. يسري أن لمؤسسات المجتمع المدني والإعلام والمؤسسة التعليمية الدور الأكبر في نشر الثقافة الجنسية ومفاهيم قبول الآخر ودعم ثقافة الحوار.