أكد الدكتور حسن محمد وجيه أستاذ حوار الأديان واللغويات والتفاوض أن كل المؤشرات تقول إن هناك يدا خارجية وراء الحادث الغادر في الدقائق الأولي من بداية العام ولكننا في نفس الوقت أصبحنا أمام فرصة عظيمة لتعقب الشر ويده الخفية في الداخل, لقد حان الوقت بالفعل أن نقضي علي رأس الأفعي, ليس بكلام نظري وإنما بمحاصرة الخطاب الديني الذي يدفع لهدر الدماء.
واستطرد قائلا:الأزهر والكنيسة أهلا بهما, لكن في المجال الديني فقط دون غيره من القضايا المجتمعية لأن هذه القضايا تحتاج إلي لجنة من الحكماء مرتبطين بصناعة القرار بحيث يكون هدفهم بحث أسباب التعصب من جذوره وبكل موضوعية كما يجب أن تتسم هذه اللجنة بالمشاركة الواسعة بحيث تضم مسلمين وأقباطا وشبابا ونساء وتمثل كافة الآراء والاتجاهات.
وأضاف: حان الوقت لكسر الجمود وإشراك كل الفئات بمن فيهم أساتذة الجامعات والكفاءات العلمية والسياسية والاجتماعية لأن دورهم أصبح ملحا.مضيفا أن أي أزمة بها مخاطر وفرص في نفس الوقت…ولابد أن نبحث عن الفرص من خلال التعبئة, كما أنه حان الوقت لكي نلغي كلمة مسلم أو مسيحي, من البطاقة الشخصية وبالتأكيد من الأوراق الرسمية, والعمل علي معالجة الأزمة من جذورها, حيث أصبح الملف الطائفي أخطر الملفات التي يمكن العبث بها. إذا نحن في حاجة لقرارات حكيمة وسريعة ورادعة في مثل هذه الأحداث الشنيعة وذلك لنصرة المظلوم.
كما أعرب عن حذره الشديد تجاه بعض الإدارات السيئة للإعلام ومنها القنوات التي تهوي التراشق بالألفاظ الجارحة وتهييج الأمور والعبث بالثوابت والمعتقدات الدينية الراسخة.. مؤكدا علي أهمية خلق معيار لضبط الغضب والاستفزازات, بل والتوقف عن إقحام الدين في كل شئ واستخدامه بشكل خاطئ يفسد الواقع ويؤججه ويبتعد بالدين عن جوهره الحقيقي. مشيرا إلي أيام الإمام الشافعي قائلا: عندما كان يسأل في أربعين سؤالا كان يجيب فقط علي ثلاثة أسئلة أما الآن إذا سؤل رجل دين بنفس العدد من الأسئلة فإنه يجيب عليها كلها.. إذا لابد من الفهم الجيد للواقع والدعوة لعدم احتكار الدين الذي أمرنا أن نكون متكاملين ومتعاونين, وأخيرا كل أملي أن تضع أجهزة الأمن يدها علي الجناة الحقيقيين وفي أسرع وقت ممكن وأن يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه بأن يكون أداة للشر.
وقال الدكتور رابح رتيب وكيل كلية الحقوق جامعة بني سويف وعضو المجالس القومية المتخصصة: إن الجريمة البشعة التي وقعت في الإسكندرية مؤخرا تشير إلي أن هناك أصابع خارجية وراءها, إلا أن من نفذها قد يكون مصريا مسلوب الإرادة, لكن ما حدث أدي لنتائج عكسية لما أراد المعتدون فقد أدي ذلك إلي زيادة التقارب بين المسلمين والمسيحيين, حيث إن الذي حدث كان موجها لمصر كلها وقد رأينا الشارع المصري يهب بالاجماع ويؤكد علي التماسك والترابط بوحدته باعتباره نسيجا واحدا.
وأضاف قائلا: كما أن ما حدث من جانب الرئيس مبارك يؤكد أبوته لكل المصريين ومسئوليته في أن يحفظ الأمن وقطع رأس الأفعي, ونحن علي ثقة بكل ما يقوله وننتظر تحقيقه, كذلك ننتظر من جهات الأمن ضبط الجناة الذين نفذوا الحادث.
هذا وقد شاهدنا الوقفات الاحتجاجية هنا وهناك في المدارس والجامعات وفي كل مكان ترفع شعار التنديد بالإرهاب والتعصب وتحيي جوهر الوحدة الوطنية الأصيلة بين أفراد الشعب المصري وأنا واثق بأن أواصر الود والوئام سوف تزداد بعد كل هذه الأشكال من التضامن سواء في الشارع أو علي مستوي القيادات.
واستطرد الدكتور رابح رتيب عضو مجلس الشوري السابق قائلا: يفضل أن يتم تشكيل لجنة من حكماء الطرفين لدراسة أوجه الأزمة ومن ثم العمل علي وضع حل, وهذا ليس بالأمر الصعب أو المستحيل, خاصة وأن الرئيس مبارك أكد في التعديلات الدستورية مبدأ المواطنة في المادة الأولي من الدستور. وبالتالي فهي قيمة وكرامة للإنسان المصري. إذا بعض المسائل الخلافية يمكن حلها في إطار هذا المبدأ لأننا لابد وأن نعترف أن بعض الاحتقانات الطائفية بين أبناء الشعب الواحد, لكن من خلال لجنة التفاهم التي أشرنا إليها يسهل حل مثل هذه المسائل فهي ليست بالأمر الصعب أو المستحيل… وقد يكون من مسئولية لجنة الحكماء التشاور بشأن إصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة وكذلك قانون الأحوال الشخصية للأقباط.
ويطالب د. رابح بعدم المبالغة في تصوير الخلاف بين الطرفين علي مستوي المعالجة الإعلامية, بحيث لانظهرها بصورة متشنجة, بل بالعكس لابد من نشر ثقافة الأمن لدي المواطنين بمعني ألا نعلق علي الأمن كل ما يحدث فهو في حاجة إلي التكاتف الشعبي معه كما أن الجانب الشعبي في حاجة إلي الأمن. لكن المظاهرات والمسيرات التي تؤكد وتثبت الوحدة الوطنية شئ طيب وملح في مثل هذه الظروف, فالذين قاموا بهذه الحملة الإرهابية كانوا يقصدون الفرقة والوقيعة بين أبناء هذا الوطن, وهذا الشعب الأصيل سوف يخيب آمالهم بالتماسك والتكامل في اطار المواطنة ووحدة الهلال مع الصليب.
ويشير الأستاذ ميخائيل بهيج مرقس عضو اتحاد كتاب مصر إلي ما نشر في العدد السابق من جريدةوطني بشأن الاستغاثة المقدمة من الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة بسبب قيام الصلاة والخدمة الكنسية في خيمة منذ شهر مارس الماضي, قائلا:لا يجب أن نلوم الأقباط علي ما يحدث من مظاهرات مؤكدا أنه حان الوقت لإعادة النظر في القانون الموحد لبناء دور العبادة متسائلا: لماذا أصبحت وسائل الإعلام تخوض في العقائد والثوابت الدينية وتكفر من هو مختلف؟ هذا رغم أن دماء المسيحيين والمسلمين.
اختلطت في الحروب السابقة خاصة في 67 و73. مؤكدا علي ضرورة حل المشكلة بشكل جذري وبشكل محايد عن العاطفة التي نتحلي بها كمصريين.
وأضاف قائلا إن أكثر من 160 قضية طائفية كلها حلت من خلال مجالس الصلح, مشيرا إلي أن المظاهرات التي تؤدي إلي التخريب غير مقبولة علي الإطلاق مطالبا بأن يكون اختيار أئمة المساجد من عقلاء ومستنيرين وليس ممن يشجعون علي الطائفية, مشيرا إلي أهمية إعادة النظر في بعض الأمور المسيئة للمنظومة التعليمية.