إنه من دواعي الفرح والسرور أن يعلن قداسة البابا بندكتوس السادس عشر عقد سينودس خاص للكنائس الشرقية الكاثوليكية, وهذا أن دل علي شئ يدل علي اهتمام خليفة القديس بطرس بجميع الكنائس في العالم.
وقد أبدي ذلك خلال رحلته المقدسة للأراضي المقدسة والمباركة, وهذا حدث مهم للغاية يؤكد اهتمام الكنيسة الجامعة بكنائس الله في الشرق, وهذه الكنائس ينبغي أن تحيا وتعيش هذا الحدث بعمق وتفكير ليصبح نعمة في حياة مسيحي الشرق.
وقد أشار قداسته في زيارته للأراضي المقدسة والأردن وإسرائيل وفلسطين… وكذلك في زيارت لتركيا في 2006/11/28 أن الخطب الغنية التي ألقاها قداسته, تعتبر نورا يسطع فيه كلمة الله وقراءة لعلامات الأزمنة وتجديدا للحياة المسيحية في هذه الكنائس.
أولا: ومن أهم أهداف هذه السينودس المنتظر عقده في الفترة من 10 أكتوبر إلي 24 منه 2010:
1- تقوية إيمان المسيحيين في هويتهم من خلال كلمة الله والأسرار المقدسة.
2- البيعد المسكوني لأن هذه الكنائس تعيش وسط كنائس أخري.
3- إحياء الشهادة بين الكنائس لتستطيع تقديم شهادة مسيحية فرحة وجذابة.
4- تقديم شهادة مسكونية حقيقية لتحقيق صلاة المسيح ليصيروا واحدا حتي يؤمن العالم (يو 17:21), وتقديم هذه الشهادة الحقيقية الصادقة لجميع المؤمنين وغير المؤمنين.
5- تشخيص الأوضاع برؤية مسيحية واضحة ومعني الحضور في الشرق أهمية هذا الحضور وسط مجتمعات متعددة الديانات والثقافات وفي عالم متصارع وقلق من المستقبل.
ثانيا: قضية التفكير في ضوء الكتاب المقدس:
1- الكتاب المقدس الذي كتب علي هذه الأرض وبلغاته العبرية والآرامية واليونانية وأن قراءته في الكنيسة في خلال الطقوس, نبع لا غني عنه لاكتشاف عمق هذا الحضور والشركة والشهادة في البلاد.
ماذا تقول لنا كلمة الله في عالم اليوم, وكيف نقرأ الأحداث؟ وكيف تتجلي لنا عناية الله بنا؟ برغم الأحداث المؤلمة والمفرحة أحيانا؟ وماذا يطلب الله منا في هذه الأيام الصعبة؟ وأن نتابع المسيرة والحضور علي هذه الأرض برغم الأحداث؟ وأن نثق بالعناية الإلهية التي ترافقنا ولن تتخلي عنا, عندما نعيش الالتزام ونقدم شهادة حية.
3- قضية الهجرة والصراع علي المادة والعيش بعيدا عن الصراعات السياسية فينبغي تنمية الوعي للحضور المسيحي وحمل الرسالة وسط الصعوبات, والاضطهادات مؤمنين بتعليم المسيح في الإنجيل سوف يضطهدونكم… وعيروكم… هنيئا لكم… افرحوا وابتهجوا لأن أجركم عظيم في السموت (مت 5:11, 12).
4- تعيد اكتشاف كلمة الله في الحياة اليومية والتي تخاطب كل مسيحي اليوم علي مثال تلميذي عمواس ومكانة القراءة الربية علي المستوي الشخصي والتأملي, أو علي مستوي الأسرة أو الجماعات لكي تقود المسيرة اليومية في الحياة العامة والاجتماعية والسياسية.
5- وسوف يتدارس الآباء وضع المؤمنين لهذه الكنائس التي تعيش وسط جماعات مسيحية أخري, ولا نريد طرح هنا قضية الانقسام وتاريخية وإنما ندعوا الرب أن يوحدنا في القلوب, قبل الشكل ويحقق صلاة المسيح ليكونوا واحدا.
والمعروف أن عدد الكنائس الكاثوليكية في الشرق اليوم سبع كنائس بالنسبة إلي طقوسها, وأن هذا الاختلاف في الطقس يعطي غني وتعددية ويزدها غني في الاتحاد في حياة الشركة الواحدة مع الكنيسة الجامعة حول خليفة القديس بطرس هامة الرسل وينبع غناها من تنوعها الفريد.
وأن هذه الكنائس من أصل رسولي والشرق مهد المسيحية- كما قال قداة البابا في زيارته يوم 2007/6/9 وأنها أراضي تقدست بحضور المسيح نفسه وعاش علي هذه الأرض, ولذا أنها لخسارة فادحة للكنيسة الجامعة- إذا اختفت أو ضعفت المسيحية حيث ولدت.
وإنها لمسئولية كبري ألا وهي الحفاظ علي الإيمان المسيحي في الشرق, والمحافظة علي روح الإنجيل وعلي العلاقة مع غير المسيحيين والحفاظ علي ذاكرة الأصول والتواصل.
وبما أن هذه الكنائس رسولية فعليها مسئولية كبري في حمل البشارة إلي العالم أجمع, قد كانت رائدة في الأمر, عبر التاريخ واليوم نري هذا الحماس والدافع الإنجيلي تبطأ وخفت شعلة الروح.
وإلي اللقاء في حديث مقبل إن كان في العمر بقية.