شعبنا هو شعب مبارك – تثقف موسي النبي بعلومه حتي صار مقتدرا في القول والعمل سفر أعمال الرسل وقال عنه الإنجيل مبارك شعبي مصر وقال عن أهل مصر الرسول ص: في مصر خير جند الأرض.
فإذا كان شعبنا كذلك أفلا يحق له أن يكون متميزا؟! دون انتظار لأي تأكيد فالشعب المصري مميز بحضارته, بعظمته, بأمجاده احتوي كل الأجناس التي وفدت عليه غازية أو محتلة, مجتاحة أم ملتجئة,جاءه الغزاة من الشمال والشرق والجنوب والغرب جيوش أو شعوب, قبائل وبدو ورحل أم أصحاب حضارات ذابوا جميعا فيه وأصبحوا جزءا منه تعايشوا مع أهله وعاشوا فيه وتزاوجوا منه وأقاموا فيه أجيالا وراء أجيال وغمرتهم مصر بحبها ومحبتها وحسن عشرة أهلها وامتزج الجميع ويثبت التاريخ بصورة وآثاره أن ملوك الغزاة تشبهوا بأهل ذلك البلد واعتنقوا أفكارها بل ارتدوا أزياء أهلها وذابت معتقداتهم في بحر معتقداتها وظل أهل مصر علي مصريتهم.
إذا كان شعبنا مميزا بهذه القدرة العجيبة – قدرة احتواء الغير – ألا يحق له أن تكون هناك فكرة تجمعه وراية تظهره؟!
نعم يستحق شعبنا ذلك فالفكرة: هي مصر أولا,والراية: هي علم خاص بنا جميعا نحبه..إن كان الأشقاء في الأسرة الواحدة يعيشون معا فهل هناك ما يمنع أن يتميز كل واحد منهم بخصوصية له تظهره؟ ولذا ألا يحق لشعبنا العريق أن يتمايز عن غيره فلماذا نقوم بتقليد غيرنا أو نعطي الفرصة للغير بتقليدنا؟!
أري أن في علم جديد لبلادنا فكرة رائعة سوف تجمعنا كلنا لحب هذا البلد – الذي نعيش فيه ويعيش فينا – لأنه إذا كان علم بلادنا يشبه أو يتشابه مع أعلام غيرنا أيكون في ذلك تمييز لنا؟!
أسود وأحمر وأبيض,أبيض وأحمر وأسود بداخله نجمة أو اثنتين أو ثلاث صقرا أو نسرا أو حتي يمامة أفي ذلك تميزا لمصر بعد أن قلدتها البلاد في شعارها هذا.
لماذا لا نختار علما يعرف كل من في الدنيا أنه علم مصر؟ بلد الحضارة وموطئ أقدام الأنبياء والعظماء,ولا يكون فيه هروب من واقعنا العربي حتي لا نغضب أحدا؟!
فيما مضي كان لدينا علم مازلنا نراه أحيانا في صور تكشف عن تاريخ كنا نعيشه منذ ما يزيد علي نصف قرن نراه أحيانا في أفلام أنتجتها السينما المصرية وقت أن كانت البلاد العربية صحراء وفيافي جرداء وأتذكره ويتذكره جيلي فقد كنانراه في الموالد والأفراح التي كنا ندعي إليها في صبانا,وهذا العلم هو العلم الأخضر ذو الهلال والنجوم صحيح كان مشابها للعلمين العثماني والتونسي الذين هما باللون الأحمر ومع ذلك كان يميز مصر إلي حد ما.
وجاءت ثورة يوليو وأحدثت التغييرات وأنا دائما أذكرها بكل خير إذ لم أنل منها إلا كل حسن وجيد تلك حقيقة واقعية,وقامت بتغيير العلم وسرعان ما قلدتها دول أخري بسبب ريادتها في المنطقة وأضافت الدول نجمة أو اثنتين أو ثلاث وقد أضيفت النجوم للألوان بعد الوحدة مع سورية عام 1958 ثم أزيلت منه بعد الانفصال وعدل النسر ليحل محله الصقر وعدنا مرة أخري للنسر وكأن النسور من كثرتها في سمائنا تدور وظل الأمر حتي اليوم بلا خصوصية.
هل يشاركني آخرون -وأعتقد أن ملايين من أبناء هذا الشعب قد يشاركوني – في اقتراح علم جديد يكشف عن هوية أصيلة ومميزة لبلادنا المباركة؟
أليس في مربع أو مستطيل يتوسطه هرم بلوم آخر يعلوه هلال يحتضن صليبا دلالة واقعية علي بلادنا وتميزا لها بحسبانها المحبة للجميع؟!!!
ألا يكون ذلك علما رائعا لمن أنجبت خير جند الأرض.
والذي دعي شعبها شعبا مباركا وتعلم كليم الله الحكمة منه.
أترك التفكير في هذا الأمر لأحباء هذا الوطن من مواطنين ومسئولين.
====
نائب رئيس مجلس الدولة والرئيس بمحكمة القضاء الإداري والدوائر الاستئنافية