علي مدي عام كان الشغل الشاغل للرئيس الفنلندي السابق مارثي أهيتساري هو حل النزاعات الدولية, وقد تكللت جهوده بالنجاح في إنهاء صراعات في مناطق ملتهبة عديدة, وخاصة في إقليم كوسوفو, حيث أعلن استقلال الإقليم في فبراير 2008. فاستحق عن جدارة الفوز بجائزة نوبل للسلام للعام الحالي 2008.
لم يكن الإعلان عن فوزه مفاجأة للمجتمع الدولي فالكثير من الشخصيات والمؤسسات الرسمية توقعت فوزه بالجائزة نظرا لدوره البارز في حل نزاعات متعقدة في آسيا وأوربا. وقد أعلن الأعضاء الخمسة للجنة جائزة نوبل النرويجية برئاسة أولي دابنولت أن أهيتساري وسيط دولي متميز لفتت جهوده أنظار العالم من خلال عمله في حل النزاعات في ناميبيا وإنشيه وكوسوفو والعراق.
بدأ أهتيساري نشاطه السياسي في السبعينيات من القرن الماضي حيث عين سفيرا لفنلندة في تنزانيا, وهناك ربط خيوط الاتصال بحركة المقاومة الناميبية, وترتب علي ذلك تعيينه رئيسا للبعثة العسكرية الدولية في ناميبيا عام 1989 واستغرقت جهوده فيها 13 عاما.
ومنذ عام 1999 ارتبط اسم أهيتساري بالنزاع في كوسوفو حيث قاد بوصفه رئيسا لفنلندة التي كانت ترأس الاتحاد الأوربي آنذاك الجهود الدبلوماسية الأوربية لوضع حد للنزاع المسلح في إقليم كوسوفو الذي كان جزءا من يوغوسلافيا السابقة. وأثمرت جهوده عن استقلال كوسوفو.
في عام 2000 أشرف علي نزع سلاح منظمة الجيش الجمهوري الأيرلندي في أيرلندة الشمالية, وفي عام 2005 لعب دور الوساطة في أزمة إتشيه في جنوب إندونيسيا, فتم التوصل لاتفاق سلام بين الحكومة الإندونيسية والمتمردين الانفصاليين السابقين من حركة إتشيه الحرة, مما أنهي نزاعا أودي بحياة 15 ألف شخص منذ عام 1976.
ومازال مارتي أهيتساري (71 عاما) الذي تولي رئاسة فنلندة في الفترة من 1994 – 2000 يناضل من خلال منصبه كرئيس لمنظمة إدارة الأزمات (وهي منظمة غير حكومية أسسها بنفسه عام 2000) من أجل إحلال السلام في العراق أيضا, حيث استضافت فنلندة مؤخرا لقاء بين جماعات سنية وشيعية لمناقشة سبل وقف العنف الطائفي الذي يجتاح العراق, وذلك بمشاركة مسئولين من جنوب أفريقيا وأيرلندة الشمالية في الاجتماعات التي عقدت خلف أبواب مغلقة.