وجدت لتبني لا لتهدم,هذا ما لايدركه المتعصبون الذين ينسون أن في الدين نظاما لحياة الشعوب لاينبغي التطرف فيه أو استخدامه ذريعة للإرهاب المتبادل بين الأطراف ذات المصالح المتعارضة ليسقط بينهم الأبرياء…كنت أعتقد بأن الكتابة الروائية ترتبط ارتباطا وثيقا بفكرة الوحي ومازلت اعترف به من أمر بسيط تعلمته من الأستاذ نجيب محفوظ وهو الالتزام بتخصيص ساعة بيولوجية للكتابة أصبحت التزم بساعات معينة أخصصها لاشتغالي علي الكتابة…هذه كلمات الأدبية أمينة زيدان الحائزة علي جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي لعام 2007 التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن روايتها نبيذ أحمروالتي من المقرر أن تصدر ترجمة للرواية العام المقبل لتنشر في كل من القاهرة ونيويورك ولندن.
سلم رئيس الجامعة ديفيد أرنولد ميدالية الجائزة إلي أمينة زيدان41 سنةفي حضور حشد منن المثقفين تقدمه وزير الثقافة فاروق حسني وأرملة نجيب محفوظ السيدة عطية الله, وأعضاء لجنة التحكيم :هدي وصفي ود.سامية محرز ود.عبد المنعم تليمة ود.إبراهيم فتحي وفخري صالح ومارك لينز مدير قسم النشر في الجامعة.
جاء بيان لجنة التحكيم حول الرواية حيث قالت الناقدة د. سامية محرز:إن الفجيعة هي الهاجس المحوري في رواية أمينة زيدانالشعرية نبيذ أحمروتبدأ القصة في مدينة السويس مع مولدسوزيبطلة الرواية في عام 1960 إلا أن القاريء مطالب منذ بداية النص بالمشاركة في إعادة ترتيب أشلاء الأحداث الجسام التي ترويها البطلة علي مدار أربعة عقود إن حياة سوزي العائلية والنفسية ووعيها القومي أيضا تشكلت جميعها من خلال الخراب والدمار.وأضاف أن نجاح رواية نبيذ أحمريكمن فيزحزحة هيمنة مدينة القاهرة علي الخريطة الأدبية باختيارها السويس,مدينتها المهمشة مشهدا حيا لكتابة الفجيعة:السويس تلك المدينة الصغيرة نسبيا التي تحملت وطأة الهزيمة والخراب,والدمار,والموت,والاقتلاع,وأخيرا النسيان.
وأشارت إلي أنه مر حوالي نصف قرن علي ظهور رائعة نجيب محفوظالثلاثيةذلك العمل الملحمي الذي أرخ من خلاله للحظات فارقة في تاريخ مدينة القاهرة في النصف الأول من القرن العشرين وتخوض أمينة زيدان تجربة موازية في تمثيلها لمدينة السويس,مسقط رأسها لتقف بروايتها في رحاب مؤرخ القاهرة الأدبي من خلال تشييدها لمدينة السويس ونقشها في مخيلتنا الجمعية.
ولخص الناقد فخري صالح الحالة التي تعكسها الرواية قائلا:تحكي الرواية عن زمن الخيباتانطلاقا من المقاومة في مدينة السويس بعد حرب 1967 وعبور الجيش المصري عام 1973,وما تلا ذلك من انهيار وافتقار طريق وتساقط المناضلين وصعود الأصولية وتفكك المجتمع إلي طوائف ,وصعود طبقة وصولية انتهازية في زمن الانفتاح تتاجر بكل شيء.
وأضاف :أنه زمن يفضي إلي الجنون وانتشار حالات الاكتئاب هكذا فداحة الأحداث التاريخية التي تتزامن مع نضج شخصيةسوزيوهكذا مدي الفجيعة التي تسكنها علي المستوي الشخصي والجمعي في آن واحد.
وقال:من هذا المنظور تعتبر رواية نبيذ أحمرالصادرة عن دار الهلال نصا عن صمت التاريخ والأحداث المسكوت عنها التي تسعيأمينة زيدانمنذ البداية لاستطاقها من خلال إعادة كتابة ما غيبته المخيلة القومية الجمعية.
الناقد الأدبي إبراهيم فتحي قال:ينشغل نصنبيذ أحمربالوجه الآخر للسويس وجهها الذي شوهته المعارك والحروب المتتالية حتي تلاشي تماما مع نزوح مجتمعات بأكملها كان وجودها يشكل جزءا رئيسيا في تكوينسوزيويتمثل هذا الوجود فيأندرياالشاب اليوناني الذي أحبته سوزيوظل حضوره طاغيا حتي بعد سفره باعتباره وليفها الزدبي ورمز المدينة المفقودة.
والتفت الناقد د. عبد المنعم تليمة إلي البعد الرمزي في الرواية معلقا:تسعي الذات الوطنية المصرية إلي التحرر من عدوان الذات الأجنبية ويتوازي هذا السعي العام مع سعي خاص إلي التحرر الذاتي فالبطلة أنثي طالعة تنمو وتتفتح في مجتمع ذكوري تلوح لها في ومضات ذكريات حب قديم طرفه الثاني شاب أجنبي هنا يتحد العام بالخاص في شوق.
وأمينة زيدان هي كاتبة وروائية شابة ولدت في مدينة السويس عام 1966 وتعيش الآن في ضاحية المعادي بالقاهرة متزوجة من أمريكي ولديها بنتان وقد بدأت الكتابة منذ الصغر وكان فوز مجموعتها القصصية القصيرة حدث سرابالجائزة الأولي في مسابقة نظمتها جريدة أخبار الأدب القاهرية عام 1994 كان هذا الفوز دافعا لها لتكمل مشوارها الأدبي .
في عام 1995 حصلت علي جائزة مهرجان القاهرة الدولي للكتاب لأفضل مجموعة قصصية قصيرة ونشرت المجموعة بالإنجليزية في مجموعة تحت السماء العاريةوالتي ترجمها قسم النشر بالجامعة الأمريكية كنماذج لقصص قصيرة من العالم العربي وحصلت روايتها الأولي هكذا يعبثونعلي جائزة باسن لدول البحر الأبيض المتوسط في عام 1997 والتي تم ترجمتها للغة الإيطالية,روايتها الثانيةنبيذ أحمروالحائزة علي الجائزة فقد نشرتها دار الهلال في مارس عام .2007
وقد أعلن قسم النشر بالجامعة الأمريكية أثناء الاحتفال عن صدور ترجمة لروايةحديث الصباح والمساءلنجيب محفوظ إضافة إلي ثلاثة أعمال عن نجيب محفوظ وهي المجالس المحفوظيةلجمال الغيطاني,والمحطة الأخيرةلمحمد سلماوي ونجيب محفوظ..حياته والزمنلرشيد العناني.ومن المعروف أن قسم النشر بالجامعة هو الذي أنشأ جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي وذلك عام .1996